لا بد أنك عانيت يوماً من الدوار أو ما يعرف بـ “الدوخة” وعدم الثبات ولو لمرةٍ في حياتك، إذ إنه من كل 10 أشخاص يصاب واحدٌ على الأقل بالدوار، حينها يشعر الشخص أنه مشوش الذهن وكأن العالم يدور من حوله، ذلك الشعور يكون أشبه بالصداع، إلا أنه يفقد التركيز وربما يفقد الوعي، حسبما نقل موقع "هافينغتون بوست عربي".
لا شك أن أعراض الدوار مزعجة، لكنها غير مؤذية، وفي الغالب، تتحسّن دون الحاجة إلى أدوية طبية وعلاج، أما في حال صاحب الدوار الشعور بالإغماء، فربما يكون للأمر علاقة بأمراضٍ في القلب والأوعية الدموية، أو مشكلة بالتنفس.
وليس المقصود بالدوار خوف الشخص من المرتفعات أو ما إلى ذلك، بل هو بالتحديد التوهّم بالحركة سواء أنك تدور أو الأرض تدور من حولك.
فهل تعلم أسباب ذلك العرض وكيف تتعافى منه إذا أصابك؟
أسباب الدوار
تشمل الأسباب الشائعة للدوار وجود اضطرابات في الأذن الداخلية المسؤولة عن توازن الجسم، كما يمكن أن يكون سببه تراكم السوائل في الأذن بما يعرف باسم مرض Ménière"s،أو مرض آخر يعرف باسم BPPV، وهو مشكلة ديناميكية تحدث عند تحرّك البلورات الموجودة داخل الأذن الداخلية فتعجز حينها مراكز الاتزان بالأذن عن إرسال معلومات للمخ، وبالتالي لن تحدد اتجاهات الرأس ومراكز الإحساس الطرفية التي تحدد وضع الجسم.
أي خلل يصيب أجهزة التوازن بالجسم يؤدي إلى الدوار، إذ أن الخلل في الرؤية قد يؤدي إلى هذا الشعور، وأي خلل في وظائف الأذن الداخلية يؤدي إلى نفس الأمر، حيث يتم نقل معلومات غير صحيحة عن حركة الجسم إلى المخ، تلك المعلومات تتعارض مع الأخرى التي تصل للمخ من باقي الحواس، فيؤدي ذلك لحدوث الدوار.
كما يمكن أن يحدث الدوار بسبب أمراضٍ عامة مثل ضغط الدم والأنيميا، وتلك الأمراض التي تؤثر على تدفق الدم إلى المخ أو الأذن الداخلية. على سبيل المثال، عند انخفاض ضغط الدم يحدث الشعور بالدوار عند الوقوف فجأة، كما يؤدي نقص منسوب السكر بالدم إلى الإصابة بالدوار.
كيف تعالج الدوار؟
يعتمد علاج الدوار بالأساس على التشخيص السليم له، فإذا تعرّضت للدوار، عليك تجنب الاستلقاء على الفراش والتسليم للدوار، بل عاود العمل إلى حياتك الطبيعية بأسرع وقت.
كما يمكنك علاج الدوار عن طريق تمارين الرأس، حتى لا تصبح مشكلة متكررة، ولو كان للأمر صلةٌ بالعامل النفسي والتوتر الشديد وقلة الثقة بالنفس، فمن الضروري أن تهدّئ من روعك لتحافظ على سلامتك.
ولتجنب الشعور بالدوار في فصل الصيف، عليك الإكثار من شرب السوائل وشرب الماء وأطعمة ترفع نسبة السكريات في الدم، لكن من الضروري أن تتجنب الكفايين، إذ إنه يؤثر على التوازن، خصوصاً للأشخاص الذين يقودون سيارات أو يقومون بتشغيل آلات ثقيلة، أو يصعدون للأماكن العالية.
أما إذا كان الأمر متكرراً فعليك مراجعة الطبيب وإجراء فحص بالأشعة؛ فإن كنت مصاباً بمرض Ménière"s فإنك على الأغلب ستحتاج إلى تقليل كميات الملح في طعامك، وأخذ مدرّات البول، وغالباً ينصح الأطباء المرضى بالابتعاد عن الأماكن العالية، أما إن كانت التهابات الأذن مزمنةً فستحتاج إلى إجراء جراحة ميكروسكوبية للأذن لإزالة الالتهابات.
أدور نخله وانسدح تحتها