يرفع الستار غداً الجمعة (3 يونيو/ أيار 2016)عن النسخة المئوية لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كوبا أمريكا) بمواجهة قوية تجمع الدولة المضيفة أمريكا بمنتخب كولومبيا على ملعب ليفيز ستاديوم بمدينة سان فرانسيسكو الامريكية ضمن مباريات المجموعة الاولى.
وتقام بطولة كوبا أمريكا هذا العام بشكل استثنائي احتفالا بمرور مائة عام على انطلاقها عام 1916 في الارجنتين التي استضافت البطولة احتفالا بالذكرى المئوية لتأسيسها لتكون اقدم بطولات المنتخبات على الاطلاق حيث سبقت انطلاق بطولة كأس العالم بأربعة عشر عاما
ويتطلع المنتخب الأمريكي للتتويج بلقب البطولة القارية للمرة الأولى في تاريخه ولكن سيكون عليه أولا أن يعبر دور المجموعات الذي يضم أيضا باراجواي وكوستاريكا، في الوقت الذي يبحث فيه منتخب كولومبيا عن لقبه الثاني في البطولة بعد مرور 15 عاما على لقبه الأول الذي أحرزه في 2001
وفي أخر 22 عاما التقى الفريقان سبع مرات منها مواجهة في مونديال 1994 وانتهى بفوز أمريكا 2 1/ ومواجهتين في كوبا أمريكا عامي 1995 و2007 حيث انتهى اللقاءين بفوز كولومبيا 4 1/ و/1صفر على الترتيب كما التقيا ثلاث مرات وديا حيث فازت أمريكا مرة وكولومبيا مرة وتعادلا مرة واحدة.
الحسابات والتاريخ يصبان في صالح منتخب كولومبيا صاحب المركز الثالث في التصنيف العالمي ولكن عامل الأرض والجمهور قد يكونا عامل حسم بالنسبة للمنتخب الأمريكي صاحب المركز الحادي والثلاثين في التصنيف العالمي.
ومع إخفاقه في بطولة الكأس الذهبية العام الماضي وفشله في بلوغ بطولة كأس القارات 2017 ، قد تصبح كوبا أمريكا 2016 هي الحل والخلاص للمنتخب الأمريكي وقد تضاعف هذه النسخة الاستثنائية من محنة الفريق.
قبل أقل من عام واحد ، سقط المنتخب الأمريكي في المربع الذهبي لبطولة الكأس الذهبية لأمم اتحاد الكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) وخرج الفريق من المربع الذهبي أمام نظيره الجامايكي وأهدر فرصة التتويج باللقب الذي كان كفيلا بقيادته إلى كأس القارات باعتبار المنتخب الأمريكي هو الفائز أيضا بلقب الكأس الذهبية لعام 2013 .
وبعدها ، أهدر المنتخب الأمريكي الفرصة الأخرى والنهائية لحجز مكان في كأس القارات بالسقوط في الدور الفاصل أمام نظيره المكسيكي المتوج بلقب الكأس الذهبية.
ولكن الفرصة تبدو سانحة لاستعادة بعض الاتزان في هذه النسخة الاستثنائية لكوبا أمريكا .
وتضع الجماهير الأمريكية توقعات هائلة على فريقها بقيادة المدرب الألماني يورجن كلينسمان المدير الفني للفريق.
ولجأ كلينسمان إلى تجديد صفوف الفريق والاستعانة بالعديد من اللاعبين الشبان لتدعيم الفريق بالخبرة الاحترافية المبكرة التي اكتسبوها من لعبهم في أوروبا.
ودمج كلينسمان اللاعبين الشبان مثل بوبي وود وجون بروكس وجوليان جرين وكريستيان بوليسيتش مع اللاعبين المخضرمين مثل كلينت ديمبسي وجيرمين جونز وكيلي بيكرمان ومايكل برادلي.
ويتسلح منتخب كولومبيا بعدد من الوجوه المؤثرة في ملاعب كرة القدم العالمية، لعل أبرزهم خيمس رودريجيز صانع لعب ريال مدريد الأسباني.
وفرض رودريجيز نفسه بين أفضل النجوم في العالم من خلال الأداء الراقي الذي قدمه مع منتخب بلاده في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل عندما ساهم في وصول الفريق بجدارة إلى دور الثمانية للبطولة.
وظهر اللاعب بشكل جيد في موسمه الأول مع الريال عقب انتهاء مسيرته في مونديال 2014 لكنه لم يظهر بنفس المستوى في موسمه الثاني مع الفريق ليثير الجدل حول مستقبله مع الريال.
كما يعول المنتخب الكولومبي على جهود أمثال كارلوس باكا وخوان كوادرادو وكارلوس مورينو و كريستيان زاباتا.
وسطع المنتخب الكولومبي في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل وبلغ دور الثمانية عن جدارة قبل أن يسقط أمام نظيره البرازيلي صاحب الأرض ، ولكن مستوى الفريق تراجع بشكل واضح منذ ذلك الحين فلم يقدم المستوى المتوقع منه خاصة في كوبا أمريكا .2015
وبعد الأداء الراقي للفريق في المونديال البرازيلي ، سعى مديره الفني الأرجنتيني خوسيه بيكرمان إلى تطوير أداء الفريق خلال كوبا أمريكا 2015 في تشيلي وكذلك في المباريات الأولى بتصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال 2018 ولكن الفريق عانى في كليهما، ويتطلع بيكرمان للظهور بشكل مختلف في كوبا أمريكا والذهاب إلى أبعد محطة ممكنة وربما تحقيق انجاز طال انتظاره 15 عاما.