يُعْشَق الكتاب لأنه يدخلنا عوالم متجددة. يهدينا حيوات متناسلة. بإمكانه أن يحقق أحلامنا ونحن نقرأ أحرفه، أو يزرع في قلوبنا أحلاماً جديدةً وينبت لنا أجنحة نحلق بها حين نريد.
وفي الحياة كتّاب كثيرون وقرّاء أكثر عشقوا الكتاب واهتموا بكل تفاصيله.
يقول راي برادليري: «لقد كنت أقضي ثلاثة أيام في الأسبوع لمدة عشر سنوات في المكتبة، أعلّم نفسي بنفسي، وكان هذا أفضل من الذهاب إلى الجامعة. على كل شخص أن يبدأ بتعليم نفسه».
وينقل محمد الضبع في كتابه «اخرج في موعد مع فتاة تحب الكتابة» عن برادليري أن كل النساء اللاتي دخلن حياته كن عاشقات للكتب، إما أن يكنّ معلمات أو بائعات في محلات الكتب، حتى أنه التقى بزوجته أيضاً في متجر للكتب وتعرف عليها وتزوجها بعد عام من لقائهما.
ولشدة تعلّقه بالكتب والكتاب، كتب مرة: «لو أن بوسعي أن أخترع آلة للزمن كي أعود وأنقذ كتّابي المفضلين من سرر الموت، وأحدّثهم عن الأمل الذي ينتظرهم في المستقبل وأخبرهم أنني مازلت أقرأ كتبهم الرائعة».
بعض القرّاء يتعامل مع كتبه باعتبارها أبناءً أو كنزاً أو أرواحاً حقيقية، لا يعيرونهم ولا يقبلون لأحد أن يؤذيهم أو يستولي عليهم، إذ ينقل محمد الضبع في الكتاب ذاته عن اناتولي برويارد أنه يتحدث عن إعارة الكتب بشيء من الإجلال، إذ يقول: «لا يفهم الأصدقاء ما أمر به حين أعيرهم كتاباً. لا يفهمون أنني أفكر في نفسي وكأنني أعطيهم الحب، الحقيقة، الجمال، الحكمة، والعزاء أمام الموت، ولا أظنهم يعلمون أنني أشعر حيال إعارتي لكتبي كما يشعر معظم الآباء حين تغادر بناتهم للعيش بعيداً عنهم. ولكن هذا لا يعني أنه لا سعادة في إعارة الكتب، كل رجل لديه رغبة في مشاركة كتبه. وعندما يهزني كتاب ما، أتمنى لو أستطيع وضعه في جيب كل من أعرف».
هذا نفسه ما يقوم به أحد الأصدقاء من الشعراء الخليجيين الذي طالما عرف بعشقه للكتاب، وبعودته لاقتناء نسخ من الكتب التي تعجبه ليهديها غيره. يوزع الكتب كما يوزع أبٌ هدايا العيد على أبنائه؛ لإيمانه الكبير بما تحدثه من تغيير في النفس وبالتالي في المجتمع.
ما جعلني أستذكر كل هذا هو موقف حدث لي خلال سفر ليوم واحد لدولة خليجية، حرصتُ كل الحرص أن أزور مكتباتها خلال ساعاتي القصيرة هناك بعد أن أنهيتُ مهمتي، فاقتنيتُ ما أريد من الكتب التي طالما بحثتُ عنها، ووصلتُ المطار وفي يدي «كارتون» مليء بالكتب إلى جانب حقيبتي الصغيرة وحين سألتني الموظفة عن الوزن الكلي مازحتها قائلة: مازال لدي نصف كيلو، لتخبرني أن الوزن المسموح به هو أكثر مما ظننت، فتنهدتُ قائلة: «لو كنتُ أعلم لاشتريتُ مزيداً من الكتب». صدم ردي الموظفة وسألتني تكرار عبارتي مستطردة: ظننتكِ ستقولين: لو علمتُ لاشتريتُ مزيداً من المكياج أو الملابس أو الحقائب! فهل تسافرين من أجل كتب؟!
كانت مستنكرة اهتمامي بالكتب وحبي لها، وهو ما جعلني أشفق عليها لأنها لا تشعر بهذه المتعة نفسها التي أشعر بها وأنا أقرأ كتاباً أو أشتري كتاباً جديداً طالما تمنيتُ قراءته.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5017 - الأربعاء 01 يونيو 2016م الموافق 25 شعبان 1437هـ
اسناذتي الفاضله عندي كتب وقصص احتفظ بهم من ايام السبعينات والله اي الوان واي غلاف راقي جدا وبعضهم مترجم مت الروسيه الى عدة لغات ومنها العربيه والفارسيه وهم لاولاادي
بفضل الله وهدايته أصبحت مدمنة قراءة ومجنونة كتب، ولولا هدايته لما وصلت الآن إلى ما ابتغيه في حياتي
شكرًا لك يا الله على نعمة الكتب