يا تُرى ماذا يسعى له الجميع على رغم شدّة الاختلاف في الفكر والرأي والتوجّه؟ نعلم بأنّ الجميع.. الجميع.. الجميع يسعى من أجل غاليتنا البحرين، والجميع يريد الخير للبحرين ولأبناء هذا الوطن ولقيادته، ولكي يتحقّق هذا السعي بالأمنيات المرجوّة، لابد لنا من الرجوع إلى الخطاب السياسي، وإلى الحوار والمصالحة والإصلاح.
ويا تُرى من لا يسعى للبحرين على رغم شدّة التوافق في الفكر والرأي والتوجّه؟ من لا يسعى للبحرين هم أولئك الذين يؤجّجون الفتنة الطائفية والتقسيم والتفريق، ويتّبعون سياسة التوجّه الواحد والفكر الواحد والطائفة الواحدة، لأنّ هؤلاء ببساطة يقتاتون على دمار الأوطان، وعلى تقسيم البلدان، وعلى تفكيك العلاقات التي تمّ بناؤها لعقود طويلة.
لا ينفع هذا النوع من الأفاقين المنافقين ولا يستمر، لأنّ مصلحته هي فوق أي مصلحة، ومصلحة الوطن ليست في قائمته أصلاً، بل هو مثل المنشار يحصد في كل مرّة يقطع فيها، وهو بإذن الله مخذول ولن يستمر في هذه اللعبة، لأنّ لعبة حرق الأوطان يحترق بها من يُشعلها أولاً.
إن كنّا جميعاً نريد الخير للبحرين، فلماذا توجد هذه الأزمة؟ ولماذا لا نحلّها ونتخلّص من عوالقها؟ حتى تهدأ الملفّات السياسية والأمنية والاقتصادية، فالبحرين تستحق أكثر ممّا نعطيها، فهي أمّنا جميعاً، أليس كذلك؟
البعض يظن بأنّ تشديد القبضة الأمنية يحل المشكلة والأزمة، وبالفعل يحلّها مؤقتاً، ولكن الجميع يريد حلّها حلاً جذرياً، بحيث نستطيع البناء بعد الدمار الذي حدث، سواء الدمار الاجتماعي أو الاقتصادي وغيره.
في ايرلندا الشمالية استطاع الجميع حل الأزمة عندما صاغوا معاهدة باسم «الجمعة الطيّبة»، ولم تكن هذه المعاهدة وليدة اللحظة، بل كانت ثمرة صراع طويل عاشه المجتمع الايرلندي، ومهما اختلفت قضيّة ايرلندا الشمالية عن البحرين، تبقى المعاهدة هي المفتاح لحل الأزمة، والمعاهدة بتفعيل تختلف عن المعاهدة على الورق.
نريد الاصلاح والمصالحة وإرجاع الحوار، ولا نريد للبحرين أن تعاني أي أزمة، لأنّ ما يُدمي البحرين يُدمينا، وما يجرح البحرين يجرحنا جميعاً، وما يؤثّر فيها يؤثّر فينا، فكلّنا نغرق، وليس هناك أحد أفضل من أحد في هذا، بل الجميع.. الجميع.. الجميع يخسر!
غالية يا البحرين! لنقرأ هذه الجملة مرةً أخرى وعدّة مرّات، جملة تعصر القلب وتدميه، لأننا عندما نقول غالية يا البحرين، لابد أن نعيها جيداً، ولابد أن نحصل على زاوية تُصلح الأمور لا محالة، لأنّ لا أحد يريد الدمار لوطنه، ولنتذكّر بأنّ لا شيء يدوم أبداً سرمدياً، بل الدنيا تتغيّر دائماً، على الأقل هذا ما تعلّمناه في حياتنا، فنحن كبرنا وتغيّرت حياتنا ولم يبقَ شيء على حاله!
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5017 - الأربعاء 01 يونيو 2016م الموافق 25 شعبان 1437هـ
الذرائع لا تنتهي حل ازمتنا هي احتضان المواطن البحريني اعتماد المواطنة لدي أطراف الأزمة ابتداء من السلطة والجمعيات الدينية ما غير هذا يرجع الثقة بين الجميع وهذا وحده مفتاح حل الأزمة السياسية
الأحزاب السياسية في كل دول العالم يجتمعان مع بعض بشكل روتيني فما بالنا اذا حدثة أزمة في بلدانهم فهل جمعياتنا الدينية تستطيع أن تجتمع مع بعضها البعض هل هذا ممكن هل يثقى في بعض لهذا تصعب المصالحة الوطنية ويصعب الحل مع تفرقة الشعب
شكرًا لك من أعماق القلب على وطنيتك وأصالتك يابنت البحرين ودانة الحد، يسلم قلمك الشريف
استاذي منطق القوي. والضعيف
لا يستمر الوضع علي ذي الحالة
الدنيا تتغير الضعيف
زائر 7 الا تؤمن بسياسة الرسول واسلامه كان الرسول سياسيا واسلاميا وكان يحكم بما امرهو الله باخلاقه وطيبته هل فشل رسول الله وهو اعظم رجل فى الكون اللهم صلى على محمد واله محمد والله يهديك وثبتك على الاسلام الصحيح وبسك حقد على الاسلام
شكرا لك
الحل سهل للغاية يا مريم و يبدأ أولاً باغلاق جميع الجمعيات السياسية الدينية السنيه منها و الشيعيه دون استثناء و فصل الدين عن السياسة و الدولة و منع اصحاب اللحى الطويلة و العمائم من التدخل في السياسة فلا السني أبداً سيقبل باصحاب العمائم و لا الشيعي سيقبل أبداً باصحاب اللحى الطويلة
كلام جميل من انسانه تحب الخير لذرتها الغاليه
كل التحية والتقدير لمريم الشروقي ولقلمها الذي لا يكتب إلا عن المحبه والتلاحم بين كل فئات المجتمع البحريني بدون اي استثناء ، هكذا تعودنا ان نقرأ من أسطرها فيما يتجاهل البعض من كتابتها . كل التحية لأختنا الفاضله مريم الشروقي المحترمه
جميل جدا
مريم
كلام جميل ومفيد جدا . من غازي مشيمع