الصحافة في عالم اليوم تطوَّر دورها مع الإغراق المعلوماتي الذي توفّره وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت، بحيث أصبح الخبر متوافراً من جميع مصادره، ويتمكن القارئ من الحصول عليه بسرعة. ولكن القارئ يبحث أيضاً عن الرأي المسئول بشأن مجريات الأمور من حوله، وبالتالي فإنّ الصحافة يمكنها أن تلعب دوراً حيوياً في الحياة العامّة.
إنّ ما يميز المجتمعات المتطوّرة هو مستوى وسائل الإعلام التي تعطي تنوُّعاً في الآراء وتُغني الحوارات، وتطرح الرؤى، وتصعد بالبيئة السياسية نحو احترام الديمقراطية وحقوق الإنسان وتحقيق العدالة والحفاظ على النسيج المجتمعي والدفاع عن سيادة الوطن. وعلى هذا الأساس، فإنّ حرية التعبير تُعتبَر ركناً أساسياً للمجتمع الحيوي، وهذه الحرية تم تعريفها في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. ومن دون شك، فإنّ ممارسة حرية التعبير تخضع لقيود أيضاً، وأهمُّ تلك القيود ما أوردته المادة 20 من العهد الدولي المذكور، والتي تحظر «أيّة دعاية للحرب»، وتحظر أيضاً «أيّة دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف».
إنّ الصحافة المسئولة تشكل ركناً أساسياً للمجتمعات الساعية للعيش في أمن واستقرار قائم على احترام حقوق الإنسان والتزام بالديمقراطية، وقد احتفت الصحافة البحرينية بإطلاق «جائزة خليفة بن سلمان للصحافة» في نسختها الأولى أمس الأول، وذلك برعاية كريمة من سمو رئيس الوزراء، والتي جاءت لتؤكد مكانة الصحافة في توجهات القيادة السياسية، وتتوِّج التاريخ العريق للصحافة البحرينية الذي دشنه الراحل عبدالله الزايد في العام 1939، إذ كانت البحرين أول دولة في الخليج العربي تنعم بوسيلة إعلام عصرية.
إنّ علينا أن نواصل مسيرة الصحافة الرائدة التي عُرفت بها البحرين، وهذه الريادة تتواصل عندما تشارك الصحافة في انتهاج خطوات مستنيرة ومنفتحة على الجميع تعزز تماسك المجتمع من جانب، وتعزز النمو الاقتصادي من جانب آخر. الصحافة التي تخدم المجتمع هي التي تكافح خطاب الكراهية وتفسح المجال لبيئة تحتضن الآراء المتوازنة، وتلتزم بمعايير أخلاق المهنة، وتسلط الأضواء على القضايا المهمة بما يُغني النقاش بالأفكار ووجهات النظر والمعلومات التي تساعد في تعزيز المسيرة الوطنية.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 5017 - الأربعاء 01 يونيو 2016م الموافق 25 شعبان 1437هـ