العدد 5017 - الأربعاء 01 يونيو 2016م الموافق 25 شعبان 1437هـ

مهاجرون استبدلوا ديناً جديداً بدينهم وعُيُونهم على السِّلْك واللقمة!

ظروف المهاجرين الصعبة تجبر البعض منهم على تغيير دينهم السابق - afp
ظروف المهاجرين الصعبة تجبر البعض منهم على تغيير دينهم السابق - afp

تتزايد الدعوات الإسلامية إلى ضبط عمليات «التبشير» الذي تقوم به الكنائس المسيحية في أوربا مستهدفة اللاجئيين المسلمين القادمين إلى القارة العجوز من دول مضطربة في الشرق الأوسط.

وكانت أوربا قد شهدت موجات غير مسبوقة من اللاجئين بعد استعار الحرب الأهلية في سورية، بالإضافة إلى تدفق آلاف اللاجئين الآخرين من العراق وأفغانستان وإيران وشمال وشرق إفريقيا.

وقد سُجِّلت حالات «غير فردية» للاجئين قاموا باستبدال دين جديد بدينهم السابق، حيث تخلَّوا عن الإسلام واعتنقوا المسيحية. ووفقاً للأرقام المنشورة فإن كنيسة الثالوث الإنجيلية في ألمانيا باتت تعلن عن وجود 1200 لاجئ لديها، وأنه وخلال العام الماضي تحوّل 185 لاجئ إلى المسيحية حسب إفادة القس غوتفريد مارتينز الذي قام بتَعمِيدِهم.

أما قسّ الكنيسة البروتستانتية الهانوفرية فقد أشار إلى أن كنيسته عمَّدت 300 مهاجر في حين يوجد على قائمة الانتظار 600 آخرين سيتم تعميدهم في بحر هذا العام.

أما في النمسا وحسب تقرير لوكالة الأناضول نقلاً عن صحيفة «كورير»، فإن «أبرشية فيينا تتلقى أسبوعياً ما بين 5 إلى 10 طلبات تعميد». وقفزت طلبات التعميد التي قدّمها مسلمون من 33 في المئة العام الماضي إلى 83 في المئة في العام الجاري. وباتت الكنائس الأوربية التي هَجَرَها أهل مجتمعها اللأَدَرِي والمتخفف من الطقوس الدينية تمتلئ من جديد ولكن من أناس لهم سَحْنَات شرقية. وأصبحت اللوحات الإرشادية لا تقتصر على اللغات الأوربية المعروفة بل أيضاً على لغات أخرى من عربية وفارسية وخلافها. بينما قالت مصادر أخرى أن فرنسا وحدها قد شهِدت تحوّل 7000 آلاف مسلم إلى المسيحية، إلاّ أن البعض شكَّك في مثل هذه الأعداد، مُرجعاً إياها إلى «سياسة الصدمة» التي تلجأ إليه بعض الأطراف المسيحية.

لكن وفي جميع الأحوال فقد باتت تلك الأرقام «الموثقة» للمتحوّلين تُشكِّل «معجزة» لدعاة المسيحية والتي لم تتحقق لها منذ سنوات طويلة، حتى في ظل الاستعمار الغربي للعالمين العربي والإسلامي من القرن السادس عشر وحتى القرن العشرين. وهي أرقام تحاول الكنائس الأوربية الاعتماد عليها لزيادة المتحوِّلين ومواجهة ما تعتبره أسلمة أوروبا، والزيادة المضطردة في دخول المسيحيين إلى الإسلام، واحتمالية أن تصل نسبة المسلمين في الاتحاد الأوربي إلى 10 في المئة بعد 15 عاماً.

وتنفق الكنائس مبالغ طائلة على اللاجئين (والأعمال الإنسانية الأخرى) وهو ما يجعلها صاحبة إمكانيات للاستقطاب الديني. وقبل بضع سنوات نشرت مجلة الـ فورين بوليسي تقريراً لـ جون ل. ألين جونيور ذكر فيه أنه وفي العام 1900 كان عدد المسيحيين الكاثوليك الذين يعيشون في العالم النامي لا يزيد عن الـ 25 في المئة، لكن النسبة أصبحت الآن 66 في المئة. إلاّ تلك النسبة تأثرت وبالتحديد في العالم العربي الذي هو جزء من الفضاء النامي بعد الاضطرابات السياسية مطلع العام 2011.

ويشير جونيور إلى أن استثمارات الفاتيكان بالأسهم والسندات والعقارات تصل إلى مليار دولار، وأن البرامج المسيحية الكاثوليكية في الولايات المتحدة الأميركية وحدها قد بلغت 102 مليار دولار. على الرغم من أن اللوم في عملية تبشير اللاجئين عادة ما يُلقَى على مساعي وجهود الكنائس البروتستانتية.

ولا يبدو أن أسباب تحوّل هؤلاء اللاجئيين نابع عن عمليات بحث وتتبع ثقافي أو حدوث تطورات في البنى العقائدية لديهم بقدر ما هو رغبة في الحصول على امتيازات معيشية من بينها البقاء في أوروبا، باعتراف قساوسة أوربيين على الرغم من أن بعض أؤلئك اللاجئين كان قد صرّح لصحف أوروبية أن تحوّله من الإسلام إلى المسيحية لم يكن لأسباب حياتية، خصوصاً وأن عملية التعميد تسبقها مرحلة تحضيرية واختبارات «إيمان» للتثبّت من عملية «التحوُّل المضمون».

ومن الحوادث اللافتة في هذا الشأن هو «تجوال طلبات اللجوء» ما بين أكثر من دولة أوروبية حين لا يكون الإقرار بالتحوّل إلى المسيحية سبباً في قبول الطلب. وقد سُجِّل أحد الطلبات التي رُفِضَت في النرويج لعدم اقتناع السلطات في أوسلو باضطهاد صاحب الطلب في بلاده الأصلي، ما دعاه للانتقال إلى ألمانيا وتقديم طلب جديد للجوء والإقرار بأنه قد تحوَّل إلى المسيحية وترك الإسلام.

وتتزايد المطالبات من المراكز والمرجعات الإسلامية في العالم بأن تُبعِد الدول الأوربية المسائل الدينية عن قرار القبول أو الرفض في طلبات اللجوء، كونها تشكل عامل ضغط على اللاجئين وكأنها تُخيِّرهم ما بين حياة الشقاء أو السعادة.

العدد 5017 - الأربعاء 01 يونيو 2016م الموافق 25 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:21 ص

      الدين المعاملة

      الدين هو المعاملة الحسنه للبشر صراحة معذورين من الي حصل عليهم من المسلمين والإسلام من قتل وسبي وتهجير كلها باسم الاسلام شافو روح الاسلام الحقيقي عندهم ....

    • زائر 1 | 10:47 م

      لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

اقرأ ايضاً