أحزن كثيراً عندما أرى رجل دين أرخى لحيته وقصر ثوبه أو أسدل عمامته، يقابل الناس بوجه عابس مقطب، ظناً منه أنه يجلب الوقار له بهذا العبوس، وهو لا يعلم أنه يقدّم للناس صورةً سيئةً عن الدين!
أحزن كثيراً عندما استمع إلى خطب الزهد من بعض رجال الدين، وأجد السيارات الفارهة تنتظرهم عند باب الجامع أو المسجد، أو أرى «فللهم» العامرة!
أحزن جداً، عندما أسمع رجل دين يتحدّث عن حسن الخلق والمعاملة، ثم أرى كيف يستصغر ويستجهل محاوريه ويقلّل من شأنهم، إذا نطقوا بقولٍ يخالف هواه أو فكره، أو قالوا ما لم يعجبه!
أحزن جداً، عندما أسمع رجل دين يتحدّث عن الشرف والعفة، ثم أجده يلهث وراء الدنيا والنساء والمناصب، ويعيث في أعراض الناس بلا هوادة ودون توقف، وكل ذلك باسم الدين والدين منه براء!
أحزن بلا حدود، عندما أجد رجل دين يلقي الشتائم والسباب من فوق منبر ديني، ويحرّض على قتل أو الحط من إنسانية وكرامة طائفة من الناس لأنها تختلف عن خطه الفكري والسياسي، وأشعر بالأسى العميق أكثر عندما أجد الآلاف تكبّر وتهلل لذلك.
الأصل في رجال الدين أنهم يمثلون نماذج عملية لسماحة الأديان، التي ما وجدت إلا لكي يحس الإنسان بإنسانيته، ولذلك فإن الناس وببداهة وعلى مر الأزمان، ينظرون باحترام وإجلال لهم، لذلك فإن من الأولى على كل من اختار بإرادته طريق السماء، أن يمارس دوره الإيماني بالعمل قبل القول، وإلا ما فائدة الكلام إذا كان الفعل يظهر نقيضه؟
خطورة التناقض في سلوك رجال الدين، تنبع من تقديس الناس لهم دون محاذير، واتباعهم وفق مبدأ الثقة المطلقة، لذلك فإن على هؤلاء أن يكونوا قدوات لغيرهم في حسن الخلق أولاً، وفي نشر القيم النبيلة للأديان في التسامح، وتصديق الأقوال بالأفعال، وإلا فما فائدة الدين إذا لم يجسد خلقاً حميداً وابتسامةً نقيةً تلقى أمام الناس، وعفة وشرفاً ليحذو الناس حذوه؟
نحن جميعاً نحترم رجال الدين، كما نحترم كل الناس، ولكننا نؤمن أن الدين لا يكون فقط، بسجدة طويلة أو بثوب قصير أو عمامة توضع على الرأس، نحن نؤمن بهم كرسل للمحبة والأخلاق والتعامل الإيجابي مع غيرهم حتى وإن خالفوهم في الرأي أو الموقف أو المعتقد.
لسنا في مقام النصح لرجال الدين فهم أكبر من ذلك وأعرف بالقيم والمبادئ والأخلاق، ولسنا في مقام القدح فيهم أبداً، ففيهم الكثير جداً من النماذج النقية الصادقة، ولكننا نحذّر من أن يتحوّل الدين إلى معول هدم بأيدي أناس تلبسوا برداء الدين ونسوا أن رسالة الدين الأصيلة هي بسط الأخلاق الحميدة وتجسيدها أمام الناس جميعاً.
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 5016 - الثلثاء 31 مايو 2016م الموافق 24 شعبان 1437هـ
قد نتفق في جزء
اخي العزيز ، شكراً على هذا المقال ولكن من قال بأن من ينصح بالزهد يجب ان لا يملك سيارة فارهه ، هنا لم يسعفك الربط الصحيح ( فالزهد ان تملك الافضل ولكن ان لا يملككَ شئ ) ان كنت وجدت رجل دين فعليك بالمبادرة في النصيحة الشخصية له و التعاطي بعقلانية بعيداً عن مثل هذه المقالات العامه التي قد تخلق جواً بين العامه و رجال الدين غير محبب و قد تكون انت سبباً في فهم الاخرين الى بعض الافكار ، نعم كل رجال الدين يمكن ان تصدر منهم أخطاء فهم ليسوا الا بشراً ولكن المجتمع الجيد هو من يتعامل بذكاء مع كل ذلك
احسنت استادي ع هالمقال..والله اعرف رجل دين بحريني ومشهور .ابتسامتة لاتفارق وجهه.وتعال شوف سيارتة كامري موديل 1994 وهو لو اراد افخم السيارات وافخم الفلل كان حصل عليها بس همه الفقراء اولا
اولا اشكرك على كلامك الطيب واختصر بما ذكرت مواصفات مله فلوس فهذا مله فلوس فلا تتعجب اونتعجب .
أحسنت أستاذ حسن
حقيقة أبدعت بهذه المقالة الرائعه
مقال في الصميم التقديس الأعمى مصيبة
التعميم شيء سيء جدّا خاصة اذا كان هناك قلّة من فئة معينة من المجتمع
نعم ربما هناك بعض وهم قلّة قليلة جدا من علمائنا لا تستحق ان يشار لها
صحيح يا اخي
هم قلة الذين عناهم الكاتب ف مقاله لكن وجبت الاشاره لهم والحمد لله أن مجتمعنا يزهر بعلماء دين لا غبار عليهم لكن القله التي لا تراعي الأخلاق و القيم لها مفعول سلبي ع المجتمع ويسيىء بشكل كبير للعلماء الافاضل وهذه سنة الحياة يوجد اسوياء صحيح هم كثر ولكن يوجد غير اسوياء ولو كانو قلة ضئيلة. ...
كلمات مصيبة (من الصواب )
طالبهم وغيرهم أن يعيشوا الزهد لا الفقر طالبهم بطلب الاحترام لا التقديس طالبهم بالقدوة لا الملائكة وغيرهم مثلهم الطبيب لايتجاوز برضاه والمعلم والمحامي ووو ملاحظة انظر إلى من يصافحك وتبتسم في وجهه فهي صدقة للجميع وليست خاصة شكرا لك
:( سامحه.. النفسية المؤقتة و الدائمة لهما دور كبير
هل بالإمكان تزويدنا بإسم هذا الشيخ الذي تدعي أنه عيس في وجهك من بين شيوخ وعلماء الدين الكثيرين الموجودين على رقعة هذا الوطن العربي الكبير ...
لماذا تريد التشهير بالناس
أحسنت عزيزي أستاذ حسن المدحوب على هذا المقال الرائع! صدقت! أوافقك الرأي! وحتى غير العابسين من رجال الدين غالبا تجدهم ثعالب يخادعون لتجميع الأموال!
الله يزيل حزنك ويفرحك ويعطيك الراحة والسرور
بس لازم تعرف أن هذه الفئة من الناس رجال الدين، حالهم حال الجامعيين اللي يدخلون الجامعة ويتخرجون ويلبسون زي التخرج، بس الخبرة العملية ما عندهم، ولذلك قد يتم رفضهم في حال طلب الخبرة للعمل
بعض رجال الدين وبعض المتدينين اكتسبوا العلم نظريا وصاروا منظرين للدين أكثر من عاملين به، وهذا للأسف خلل كبير بين النظرية وتطبيقها، ولا دخل للدين في هذا الهوة بين الامرين
الحديث يقول (الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر) وهذا هو حالهم، وقليل منهم من جمع العلم والعمل.
؟
طبعا انتم ترون أن عمل العالم بعلمه هو اشتغاله بالعمل السياسي والا فهو لا يليق بلبس العمامة... الا اذا فعل ذلك.... وبعدها يغفر عنه أي شي.... سواء برطم أو ساءت أخلاقه..... خصوصا اذا صدح بالسب والتعريض
كلامك غير صحيح
انت شلون تفهم الامور بشكل مقلوب، الريال يقول لك الدراسة شيء والتطبيق شي، يا كثر ما شفنا اوادم دارسة وهي خبرتها زيرو وما يعرفون كوعهم من بوعهم، والمعممين دارستهم النظرية مو ضروري بتحولهم من اشخاص عاديين إلى انبياء معصومين
أحسنت ..
إن الدين النصيحة .
أحسنت يا أستاذ حسن..
أعرف رجل دين لا تكاد ترى ابتسامة له، وإذا مرّ بك لا يبادر بالسلام، وإن مررت أنت به وسلمت عليه لا يردّ سلامك. أين هم أمثال هؤلاء من أخلاق محمد بن عبدالله "ص" الذين يظنون أنهم يلبسون عمامته.. مع الاحتفاظ بكل الاحترام والتقدير لكل رجل دين من أي طائفة ومذهب أو دين..
بعد محمد (ص) انتهى التقديس فبعد محمد كل البشر سواسيه لا يوجد بهم احد له قديسه أبداً لذلك فمن يطلقون على أنفسهم رجال الدين يجب معاملتهم معاملة عادية
؟؟!!
لا يصح مطلقا تقديس احد... فالتقديس للمعصوم فقط خصوصا اذا اشتغل عالم الدين في السياسة إذ في رأيي انه يصبح غير نقي في الأعم الأغلب... ثم إن المتخصص في الشريعة الإسلامية يطلق عليه عالم دين.... وليس رجل دين فهي إطلاق عل الرهبان والقسس.... ارجو ملاحظة ذلك فهي تتكرر في الأقلام المثقفة كثيرا وهو خطأ.......