اعتقلت الشرطة التركية أمس الثلثاء (31 مايو/ أيار 2016) أكثر من عشرة نشطاء وفرضت إجراءات أمنية مشددة في مدينة إسطنبول في الذكرى الثالثة للتظاهرات التي جرت في المدينة في 2013 وشكلت أكبر تحد لحكم الرئيس رجب طيب أردوغان.
وبدأت الاحتجاجات (مايو/ أيار- يونيو/ حزيران 2013) كحركة شعبية لوقف خطط لإعادة تطوير حديقة غيزي وسط إسطنبول، إلا أنها تحولت موجة من الغضب الشعبي ضد أردوغان امتدت إلى أنحاء البلاد.
وتراجعت تلك التظاهرات تدريجاً بعد حملة قمع شنتها الشرطة. وأصبحت قوات الأمن ترد بقسوة على أي تجمعات معادية للحكومة وتستخدم خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع حتى ضد المشاركين في تظاهرات صغيرة.
وتم نشر مئات من عناصر الشرطة المسلحين في ساحة تقسيم قرب حديقة غيزي، ومنع دخولها على المشاة، بحسب مراسل وكالة «فرانس برس». ورغم إغلاق وسط الساحة بالحواجز المعدنية، إلا أن نشطاء المعارضة يخططون لتنظيم تجمع عند الساعة 16,00 ت غ.
من ناحية أخرى اعتقلت الشرطة 16 ناشطاً في مكاتب غرفة المهندسين المعماريين التجارية في وسط المدينة قرب قصر يلدز الأثري، والتي عارضت تطوير حديقة غيزي ودعمت المتظاهرين، بحسب الإعلام المحلي.
ومن بين المعتقلين الأمين العام للغرفة موجيلا يابيتشي والمحامي كان اتالاي، الشخصيتان البارزتان في احتجاجات غيزي. وذكرت التقارير أنهما رفضا أمراً بالإخلاء.
وشاهد مراسل وكالة «فراس برس» الشرطة تقتادهما في حافلة صغيرة. ولم يعرف على الفور ما إذا كان اعتقالهما يرتبط بالذكرى.
وقتل ثمانية أشخاص في حملة القمع التي شنتها الشرطة في جميع أنحاء البلاد عقب احتجاجات حديقة غيزي. ووصف أردوغان، الذي كان يتولى رئاسة الوزراء في ذلك الوقت، المتظاهرين بأنهم «مثيرو شغب». من جانب آخر، أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس (الثلثاء) اتصالاً هاتفياً بالمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل حضها فيه على «التعقل»، وذلك قبل يومين من تصويت البرلمان الألماني على قرار يعترف فيه بتعرض الأرمن لإبادة إبان عهد السلطنة العثمانية.
وقال أردوغان للصحافيين في أزمير (غرب) قبل أن يغادر إلى إفريقيا إنه أعرب لميركل عن «قلقه» في حال تبني هذا القرار الذي يثير استياء أنقرة الشديد.
وأضاف «في حال تم تبني هذا النص ووقعت ألمانيا في الفخ (...) فهذا الأمر قد يؤدي إلى تدهور كل علاقاتنا مع ألمانيا، حليفتنا في الحلف الأطلسي وحيث يعيش ثلاثة ملايين تركي».
وفي سياق آخر، صنف أردوغان رسمياً الحركة الدينية التي أسسها رجل الدين المقيم بالولايات المتحدة فتح الله غولن كمنظمة إرهابية وقال إنه سيتعقب أعضاءها الذين يتهمهم بمحاولة قلب نظام الحكم.
العدد 5016 - الثلثاء 31 مايو 2016م الموافق 24 شعبان 1437هـ