بالتأكيد، كان أمس يوماً آخر، ليس بالنسبة إلى الشمال الذي انتهى فيه مسلسل الانتخابات البلدية، وإنما بالنسبة إلى لبنان بأكمله، ما حققه وزير العدل اللبناني المستقيل أشرف ريفي أذهل الجميع، مع أن مرجعاً أمنياً بارزاً أوضح لمرجعيات سياسية أن معلوماته تؤكد أن ريفي سيكون بمنزلة «التسونامي» في مدينة عانت الأمرين من مناورات السياسيين وتلاعبهم بمصيرها ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم الثلثاء (31 مايو / أيار 2016).

ومن الجنوب إلى الشمال بدت الشعارات التي تحملها الأحزاب وكأنها كلمات هشة.

ومن التحرير إلى العبور إلى الدولة، يبدو أن التحرير هو الوجه الآخر للتعليب، وأن العبور إلى الدولة هو العبور إلى المزرعة.

وكان واضحاً أن الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي، كانا يعدان العدة للانطلاق من نتائج الانتخابات البلدية في طرابلس (وهذا ما أدلى به الأخير)؛ بتشكيل ثنائي سني على غرار الثنائي الشيعي الذي واجه مأزقاً حقيقياً في البقاع والجنوب، وحتى في ضاحية بيروت الجنوبية، وعلى غرار الثنائي المسيحي الذي كان أداؤه ضعيفاً وملتبساً في الجولات الانتخابية الأخيرة.

على مواقع التواصل الاجتماعي يقولون «محرر طرابلس» و«محرر السنّة». لطالما شكلت طرابلس العمق الاستراتيجي للحريري.. وثمة جهات لبنانية تقول إن عواصم عربية لا بد أن تتعامل مع زعامة جديدة أنتجتها معركة طرابلس، حيث «إصحاب الملاليم واجهوا أصحاب الملايين»، بل وأصحاب المليارات.

القصر والسرايا

الجهات إياها تقول هناك من يقول إن الطريق بات شاقاً أمام العماد ميشال عون باتجاه القصر الجمهوري، كما بات شاقاً أمام الشيخ سعد باتجاه السرايا الحكومية. وفي بيروت كلام من قبيل أن زعامة سنية جديدة قامت على أنقاض «الجبابرة».

وبغض النظر عن الشعارات السياسية التي أطلقها ريفي، كان كلامه عن المحاصصة وعن المزارع مؤثراً للغاية في مدينة يعيش معظم سياسييها في الأبراج العالية، فيما بعض أحيائها الشعبية يكاد يكون أسوأ حالاً من ضواحي الصفيح في عدد من مدن العالم الثالث.

واذ فازت لائحة «قرار طرابلس» بـ 18 مقعداً ونالت لائحة «لطرابلس» 6 مقاعد، فقد ادى تسونامي التشطيب الى عدم تمثيل المسيحيين في المجلس الجديد.

«أنا حالة حريرية مستقلة»

وفي اشارة واضحة ان ريفي كرس نفسه كزعامة سياسية، قال «ان بابنا مفتوح امام الحريري، واي قرارات تنسجم مع قناعاتنا نسير بها معه، وانا حالة حريرية مستقلة ولم اكن يوما في تيار المستقبل».

اضاف انه لن يزور «بيت الوسط»، حيث دارة الحريري وان طرابلس «قالت لا لترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية»، لافتا الى «ان اهل طرابلس يقولون للحريري انه اخطأ عندما ذهب بخيارات تختلف عن خياراتهم وثوابتهم».

واكد «اننا بدأنا مرحلة جديدة، وانا مازلت اشرف ريفي ورجلي على الارض». الى ذلك، هنأ الحريري الفائزين بانتخابات طرابلس، داعيا قوى المدينة الى «تجاوز الاصطفافات الانتخابية وتسهيل مهمة المجلس المنتخب».

واعلن ميقاتي انه ينحني امام ارادة ابناء المدينة، مشيرا الى «ان صفحة الانتخابات البلدية انتهت وما عزمنا عليه وبدأناه سنكمله».

جنبلاط: سفينة التيتانيك

اما النائب وليد جنبلاط فقال عبر تويتر «يبدو أن التيتانيك وصلت الى طرابلس واصطدمت بالجليد وبدأت تغرق». اضاف ان «اقطاب طرابلس لم يكونوا على وئام كاف فضاع القبطان، ويا حسرة على الملايين»، معتبرا «ان عدم احترام التنويع والدخول في سفينة واحدة ادى الى هذه النتائج.. والمهم حماية البحر من التلوث».

فتفت: ميقاتي.. وزعامة طرابلس

وعلى الرغم من التحالف بين تيار المستقبل وميقاتي في طرابلس، اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت ان نتائج الانتخابات «رسالة موجهة لمن كان يعتقد انه هو زعيم طرابلس اي الرئيس ميقاتي، فتبين ان لا شعبية له بالقدر الذي كان يوهم الناس به».

وحول نتائج الانتخابات في بلدته سير الضنية، قال انه لم يكن يتوقع ان تكون النتائج «بهذه القساوة»، آخذا على مسيحيي البلدة «الموقف الشرس في صناديق الاقتراع».

درباس.. و«زعيم طرابلس»

واعتبر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ان ريفي «أراد من المعركة ان يقول انا زعيم طرابلس.. التي اعطت اشارة للقوى السياسية لاعادة النظر في سياساتها».

المشنوق: جزء من الحياة السياسية

واذ رأى وزير الداخلية نهاد المشنوق ان الانتخابات البلدية «اعادت جزءا من الحياة السياسية الى لبنان»، لفت الى ان على السياسيين «تفكيك الرسائل التي وصلتهم جراء الانتخابات» وتفهم «البطاقات الصفراء» التي رفعت في وجههم، مشككاً في قدرة القوى السياسية على انتاج قانون للانتخاب، معتبرا ان عدم تمثيل المسيحيين في المجلس البلدي لطرابلس «جريمة وطنية».

وكشف المشنوق انه في الاشهر الثلاثة الاخيرة تمكنا من تعطيل 3 محاولات لشبكات تفجير من تنظيم «داعش».