اختتم المؤتمر العام السابع عشر لمنظمة المدن العربية المنعقد في المنامة اليوم الإثنين (30 مايو/ أيار 2016) أعماله والذي أقيم تحت رعاية كريمة من رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وبحضور أكثر من سبعين مدينة عربية ومئتي شخصية من مختلف مدن وعواصم المدن العربية.
وصدر عن المؤتمر بيان ختامي تضمن معطيات عكست رغبات وتطلعات المدن العربية في التعاون للتصدي لتحديات التنمية الحضرية المتسارعة ولاسيما تلك الناجمة عن التحضر السريع في منطقتنا العربية مع ما يواكب ذلك من تحديات تتمثل في الفقر الحضري ونمو العشوائيات واستنزاف الموارد وتلوث البيئة.
ودعا البيان الختامي إلى اتخاذ إجراءات ووضع استراتيجيات تعالج التحديات ولاسيما منها استراتيجيات التنمية الحضرية المستدامة والشاملة... وتسعى إلى تحقيق الرفاهية والأمان والتنمية البشرية الشاملة وتعزز المنعة للمجتمعات والاستدامة البيئية.
وأشار البيان إلى أن مفهوم مدن المستقبل، يعتمد في مفرداته على جودة الحياة كمؤشر أساسي لازدهار المدينة ورخائها... وهذا يستدعي الارتقاء بأداء المؤسسات والأجهزة البلدية... ذلك أن النمو المتسارع للمدن، صاحبه ضغط على البُنى التحتية والخدمات، وأدى إلى ازدحامات مرورية وتلوث بيئي.
وأشار البيان إلى أن "المدن العربية سجلت في مواقع كثيرة نجاحات بارزة على طريق بناء مدن المستقبل في منطقتنا العربية، وهي في ذلك تشاطر الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، وكذلك منظمات المدن واتحاداتها من أنه لابد لأجندة التنمية الحضرية لما بعد 2015 أن تتجاوز مسألة البعد الديموغرافي مقابل البحث في أبرز التحديات والفرص التي تعمل على تشكيل المدن في القرن الحادي والعشرين".
ونوه المشاركون في المؤتمر العام السابع عشر، من أمناء العواصم ورؤساء البلديات العربية، بالنهضة العمرانية والإنمائية التي حققتها مملكة البحرين والتي تعتبر نموذجاً للمدينة العربية على طريق المستقبل.
رئيس المؤتمر العام: خرجنا بتوصيات مهمة ونعمل على ترجمتها على أرض الواقع
من جهته، أكد رئيس المؤتمر العام السابع عشر لمنظمة المدن العربية الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة أن المؤتمر كان ناجحاً بجميع المقاييس، وأن التوصيات النهائية التي خرج بها المؤتمر تشكل نقاطاً أساسية، وتعبر عن استراتيجية لمنظومة عمل متكاملة بين المدن الأعضاء في المنظمة.
وتوجه الشيخ محمد بالشكر إلى رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة على رعايته الكريمة للمؤتمر العام للمنظمة، كما توجه بالشكر إلى جميع من ساهم في إنجاح المؤتمر والحضور من المدن الأعضاء في المنظمة.
كما توجه بالشكر إلى وزير الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني عصام عبدالله خلف على دعمه للمؤتمر العام وتهيئة كافة الظروف لإنجاحه والخروج بما يخدم المدينة العربية ووكيل شئون البلديات نبيل محمد أبوالفتح على دعمه ومتابعة أعمال المؤتمر.
ورشة مستقبل المدينة العربية تجارب عربية وعالمية
ومن الفعاليات العلمية التي صاحبت المؤتمر، نظم مركز البيئة للمدن العربية التابع للمنظمة ورشة عمل بعنوان "مستقبل المدينة العربية" على هامش المؤتمر العام وتم من خلالها استعراض أوراق عمل وتجارب عربية وعالمية طبقت بنجاح في مجالات متعددة من آفاق المدينة المستدامة.
كما عقدت ورشة "مستقبل المدينة العربية" وهي إطلالة جديدة لقراءة المشاريع المستدامة المبتكرة التي أعدتها المدن العربية والعالمية لإسعاد المجتمعات وفقا لما تم الإقرار به في مؤتمر قمة الأمم المتحدة لاعتماد خطة التنمية المستدامة لما بعد 2015 - 2030 وأهداف التنمية المستدامة والتي تركز على الأوليات التي تضع الإنسان في مقدمة الغايات والاهداف التنموية.
وهدفت الورشة إلى التعرف على أحدث المشاريع العربية والعالمية التي تحاكي مستقبل المدن والمدينة والتشاور والبحث واستعراض التجارب العالمية ومد جسور التعاون مع المدن الشقيقة، توفير منصة معرفية لمناقشة أولويات المدينة العربية في ظل المتغيرات الحالية والأجندة العالمية لأهداف التنمية المستدامة والتوافق على مؤشرات المدينة الذكية والمستدامة والتشاور في تحديد ملامح المستقبل المنشود.
و قدمت الأمين العام لمنظمة OIER، كاري أينا إيك، تجربة المدن الذكية كيف يمكن أن نجعل المدن أذكى، وقدم عضو برلمان وعضو مجلس مدينة فيينا عمر الراوي عرضاً بعنوان مدينة فيينا مدينة ذات نوعية حياة عالية ومستدامة وإمكانات كبيرة لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، وقدم مدير المرصد الجهوي للبيئة والتنمية المستدامة بجهة مراكش عبدالعزيز ببقيقي عرضاً بعنوان تنويع مصادر الطاقة المتجددة والاستعدادات القائمة لتنظيم قمة مراكش للمناخ.
واستعرض مدير عام التخطيط العمراني بجنوب سيناء مدحت صلاح عطية الأبعاد التنموية والبيئية لمشروع جسر الملك سلمان لتوظيف مجالات التميز والأهمية الاقتصادية والاجتماعية للمشروع، وعرض مدير العلاقات الخارجية من بلدية أنقرة رمضان كاباساكل تجربة مستقبل مدينة انقرة كمثال، وتحدث مدير الاستدامة مؤسسة ماجد الفطيم وكبير مستشاري الاستدامة دائرة الاراضي والاملاك في دبي إبراهيم الزعبي عن المدن المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقية دراسة تحليلية.
الجلسة الإقليمية صناعة المعرفة والابتكار في التنمية الحضرية
وعقدت اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي أسيا بالأمم المتحدة (الإسكوا) ومنظمة المدن العربية جلسة إقليمية حول "صناعة المعرفة والابتكار في التنمية الحضرية الشاملة والمستدامة في المنطقة العربية" وذلك في إطار انعقاد المؤتمر العام السابع عشر لمنظمة المدن العربية ويشكل عقد جلسة العمل الإقليمية ترجمة عملية لتعاون المنظمتين المشترك في التصدي لتحديات التنمية الحضرية المتسارعة.
وتناولت الورشة عدة محاور أهمها عرض للتحضيرات الاقليمية التي قامت بها الاسكوا وشركاؤها الاقليميون تحضيرا لمؤتمر الموئل الثالث وعرض لأهم الرسائل التي تضمنها التقرير الاقليمي تحضيرا لمؤتمر الموئل الثالث (أسكوا- شعبة التنمية الاجتماعية) ومحور استخدام المعرفة والابتكار للتغلب على التحديات التي تواجهها المصالحة والتعويض في تنمية وإعادة البناء لمدن شاملة ومستدامة وإثراء الابتكار والمعرفة في التنمية الحضرية والإسكان.
وأدارت جلسة "صناعة المعرفة والابتكار في التنمية الحضرية الشاملة والمستدامة في المنطقة الغربية" رئيس قسم التنمية الاجتماعية الشاملة شعبة التنمية الاجتماعية بلجنة الامم المتحدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لغرابي اسيا (الاسكوا) جيزيل نوك وقدمت مسئول أول شئون اجتماعية نائلة حداد عرضاً للتحضيرات الاقليمية التي قامت بها الاسكوا وشركاؤها الاقليميون تحضيرا لمؤتمر الموئل الثالث.
وقدم عادل جاسم سند عرضاً حول تطبيقات المباني الخضراء في مملكة البحرين، كما قدم وكيل وزارة تخطيط المدن بوزارة الشئون البلدية والقروية المملكة العربية السعودية عبدالرحمن الشيخ عرضا عن مستقبل المدن السعودية، كما قدمت وكيل وزارة الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية نفيسة محمود هاشم عرضاً بعنوان الإسكان والعدالة الاجتماعية في جمهورية مصر العربية.