بدوره، تحدث راعي الكنيسة الانجيلية الوطنية في مملكة البحرين، القس هاني عزيز، عن الدين بوصفه رسالة محبة وسلام، وأضاف «الدين هو قبول للآخر وهو بذل وعطاء، ومشكلة المتطرفين تتركز في عدم قدرتهم على إدراك طبيعة الله، والتي هي طبيعة محبة وسلام ورحمة، وبالتالي فإن من يستخدم الدين في عمليات القتل والاعتداءات، لم يعرفوا الله».
وأشار في تصريح لـ «الوسط»، خلال مشاركته في افتتاح مؤتمر «شباب ضد التطرف»، إلى أن «الله لا يرضى أبدا أن خليقته، يذبحون بعضهم البعض، والاشكالية حين يعتقدون انهم بذلك يرضون الله».
وفي محاولة لفك معضلة التطرف ممثلا في «داعش» التي اجتذبت المتدينيين والمرفهين للموت بدلا من الحياة، قال: «تفسير ذلك، أن الناس على مر القرون كانت تبحث عن منقذ وعن حكم عادل وعن ديمقراطية وعن حكومات أو قيادات يستطيعون أن يقودون العالم للسلام ولكن هذا البحث طال وطال حتى خاب أملهم، ما أدى لأن يكون الجو مناسبا لخواء الأفكار وضياع الثقة، فبدأوا في الاصطياد في الماء العكر».
وأضاف «ساعدهم على ذلك، أن هؤلاء الباحثين عن هويتهم وعن العدل والسلام، كانوا مهمشين في مجتمعاتهم، فبدأوا يشعرون أن لا قيمة لهم في المجتمع، وحين جاءت الجماعات الإرهابية وعملوا على تقديم منهج أشعروهم أنهم جزء من هذا المنهج، والمخطط، وأن من دونهم لن نستطيع تحرير العالم، واجتذابه إلى الله وإلى القيم، فأصبحوا مسيطرين على الفكر والعاطفة واشعارهم بأن لهم قيمة حقيقية مرتبطة بتحقيق الحكم لله في العالم، ونتيجة لذلك، قدمت حالة التطرف نفسها كحضن لهؤلاء».
وفيما إذا كان يعني أن ضحايا التطرف بحاجة للشعور بقيمتهم في أوطانهم، قال القس عزيز: «نحن نتحدث عن الشباب، فلو لم نعمل من الآن على إعداد الشاب وتأهيلهم قيميا فسنفقدهم في المستقبل، وهنا أجدد شكري للبحرين ولعاهل البلاد نظير الاهتمام بالشباب، وأشدد في الوقت ذاته على أهمية عمل جميع المؤسسات من أجل فئة الشباب بما يجعلهم قادرين على عيش الحاضر وضمان المستقبل».
بجانب ذلك، نوه القس عزيز، بأهمية منح الشاب القيمة الفعلية، بوصفهم عنصرا رئيسيا ضمن المنظومة الاجتماعية، بما يؤدي لإنقاذ فئة الشباب من أي شعور بالتهميش ومن اية تحديات، كالبطالة التي تخلق لديهم وقت فراغ، وتسلبهم أي شعور بالقيمة، لافتا إلى أن مهمة إنقاذ الشباب من أتون التطرف تتطلب منظومة متكاملة، تتوزع فيها المسئولية على الجانبين الرسمي والأهلي.
العدد 5014 - الأحد 29 مايو 2016م الموافق 22 شعبان 1437هـ
سلام على الله منقذ البشرية و الحاكم العادل ... سيأتي ذلك اليوم الذي يأتي فيه بغتة و سيعلم الذين ظلموا أيم نقلب ينقلبون
لا فُضَّ فوكَ يا قس ...
تسوى مليون من مدعين الاسلام