قال الأمين العام لمنظمة المدن العربية أحمد حمد الصبيح إن هناك دراسات ومشاورات بين بعض الدول العربية والمنظمة لإعادة إعمار المدن المتضررة بسبب الأحداث الأمنية بلا استثناء وذلك من خلال المساعدات المقدمة وصناديق الدعم في الدول.
وعلق، في تصريح للصحافة على هامش انطلاق مؤتمر المؤتمر العام السابع عشر للمنظمة صباح يوم أمس الأحد (29 مايو/ أيار 2016) على سؤال عن موازنة صندوق المنظمة وأثر الأوضاع الاقتصادية في المنطقة العربية عليه،بأن «موازنة المنظمة تعتمد على مساهمات قد ترتفع وتنخفض وفقاً للأوضاع، والوضع الحالي مؤسف».
المؤتمر الذي جاء تحت رعاية من رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وأناب عن سموه لافتتاحه نائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة شاركت فيه 70 دولة و200 مشارك. وقد أكد الصبيح أن المنظمة على استعداد لتقديم الدعم لمملكة البحرين فيما يتعلق بأي استشارات لتطوير العمل في المدن العربية والبلديات.
وأشار إلى أن لكل دولة تجربتها الخاصة في العمل البلدي وتنمية المدن وأن المؤتمر هو فرصة لتبادل الخبرات، لافتا في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر: «نلتقي اليوم لنعمل معا لتمكين منظمتنا العتيدة من الدفع بمفهوم التنمية المستدامة، مستذكرين مسيرة المغفور له الأمين العام الراحل عبدالعزيز يوسف العدساني – رحمه الله، وحرصه وتفانيه ودأبه على جمع المدن في كنف منظمة كان يحلو له أن يطلق عليها اسم» بيت المدن العربية».
وأضاف «إن منظمتنا التي ستحتفل العام المقبل بمرور خمسين عاما على إنشائها، سجلت مواقف صائبة في مسيرتها الطويلة تخدم الأهداف التي أنشئت من أجلها فمن سبع وعشرين مدينة عند التأسيس إلى ما يتعدى اليوم خمسمئة مدينة ومن ثلاث مؤسسات في الثمانينات إلى 6 مؤسسات تعمل جميعا على خط ناظم رغم المتغيرات، ومن دون تفريط أو تجاوز للمبادئ والأسس التي قامت عليها المنظمة».
ودعا الدول إلى المشاركة في أنشطة المنظمة وفعاليات مؤسساتها، والاستفادة من مخرجات الحوارات والنقاشات، في معالجة القضايا الاجتماعية والتحديات الاقتصادية والبيئية، وكل ما يتعلق بالخطط العمرانية والنمو الحضري.
وأضاف «نلتقي اليوم لنعمل معا في تمكين منظمتنا العتيدة من الدفع بمفهوم التنمية المستدامة في اطار استراتيجية حضرية واعدة ... باعتبار أن ظاهرة التحضر تهم منطقتنا، كما تهم كل مناطق العالم... ذلك أن مفهوم التنمية المستدامة المحلية يتفق مع قرارات وتوجهات الأمم المتحدة التي رأت أن خطط وبرامج تقسيم التنمية إلى قطاعات لم يحقق التنمية المستدامة المنشودة. ومن هنا برزت أهمية التنمية المستدامة على مستوى المدن والبلديات».
وأشار إلى أن المنظمة ستعمل والمؤسسات التابعة لها والشركاء الإقليميون وبدعم ومساندة من مدنها الأعضاء في تقديم خبرتها ودعمها لإعادة إعمار وتوطين الساكنين في المدن العربية والمناطق المتضررة بفعل الأحداث المؤسفة.
أما وزير الاشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني عصام عبدالله خلف، فقد أشار إلى وجود مشاريع تقوم على برنامج الدعم الخليجي كتطوير مطار البحرين وتطوير شبكة الطرق وبرامج التنمية المستدامة وغيرها، لافتا إلى وجود مناقصات لعدد من المشاريع سيتم الإعلان عنها قريبا.
وأكد على أهمية مشاريع البنية التحتية ومشاريع الطرق الاستراتيجية والمشاريع التنموية، لافتا إلى أن مشروع القطار هو خارج خطة الدعم الخليجي وهو ضمن خطط «المواصلات» وقد تم البدء في المرحلة الأولى.
وأضاف «طموحنا أكبر مما هو موجود، لكننا نعمل ضمن الموازنات والخطط التي يقوم مجلس الوزراء بالموافقة عليها».
وحول المؤتمر أكد أن المنظمة تقدم الدعم الفني للدول العربية منذ تأسيسها، وهناك تبادل للخبرات فيما قال في كلمته: «نحن في مملكة البحرين لم نكن يوماً بعيدين عن منظمة المدن العربية، هذه المنظمة الإقليمية التي كانت مدينة المنامة من مؤسسيها في (الخامس عشر من مارس/ آذار 1967)، بل كنا ولا نزال قريبين من خططها وبرامجها وأنشطتها الهادفة لتحسين الأداء ورفع الكفاءة والقدرة للعاملين في بلديات وأمانات ومجالس الحكم المحلي في مدننا، عبر مؤسسات ناشطة وفاعلة في قطاعات التدريب والتطوير وتبادل الخبرات لإثراء الابتكار والمعرفة والاستفادة من أفضل الممارسات على المستوى المحلي عربياً وإقليمياً ودولياً».
وأشار إلى أن انعقاد المؤتمر العام السابع عشر في المنامة سيضيف بعداً جديداً لمفهوم التنمية المستدامة من خلال المدن والبلديات، معولا في ذلك على كون المدن قاعدة أساسية للعمل التنموي المقرون بالمشاركة المجتمعية لتحقيق الرخاء والتقدم للساكنين.
ورأى أن الجلسات العلمية المصاحبة للمؤتمر تشكل ترجمة عملية للتعاون بين المنظمات التي تعنى بقضايا المدن في عملية التصدي لتحديات التنمية الحضرية المتسارعة، ولاسيما تلك الناجمة عن التحضر السريع في منطقتنا العربية مع ما يواكب ذلك من تحديات ناشئة تتمثل في الفقر الحضري والتهميش ونمو العشوائيات، واستنزاف الموارد والبيئة وتزايد النزاعات والتهجير والنزوح والهجرة.
وأضاف «إننا من خلال هذا المؤتمر والجهود التي تبذلها منظمة المدن العربية نسعى إلى أن تكون مدننا شريكا مؤثرا في مسيرة التنمية المستدامة وأن تعمل في تناغم تام عبر أهداف واضحة وخطط طموحة ونحن على ثقة بأن منظمة المدن العربية وبالتعاون مع الحكومات الوطنية والسلطات المحلية ومع الشركاء الإقليميين والدوليين ستعمل من أجل تطوير المدن ودعم احتياجات المدن المتضررة بالنزاعات والمساعدة في إعادة المدينة العربية إلى المشهد العالمي: هوية وتراثاً وتحضراً».
أما رئيس المؤتمر العام مدير أمانة العاصمة (المنامة) الشيخ محمد بن أحمد آل خليفة فقال في كلمته: «لقد سجلت مملكةُ البحرين نجاحاتٍ بارزةٍ في مجالاتِ التنميةِ الشامل ومن أبرزِ تلكَ النجاحات منحُ رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة جائزة (الأهداف الإنمائيةِ للألفية) تقديراً لجهودِ سموهِ في تحقيقِ تلكَ الأهداف، وتُعدُّ هذه ثالثَ جائزةٍ دوليةٍ ينَالَها سُموُهُ من الأممِ المتحدة، إذ كانت الجائزةُ الأولى (جائزةُ الشرف للإنجازِ المتميّزِ في مجالِ التنمية الحضرية والإسكان) والجائزةُ الثانية (جائزةُ ابنُ سِينا) من منظمةِ اليونسكو عن اهتمامِ سُموِهِ ومملكةِ البحرين بالتراثِ والثقافة، هذه النجاحاتُ التنمويةُ عمرانياً وبيئياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً لابدَّ أن تُشكل دافعاً للمدنِ العربيةِ، لإضافةِ المزيد وشاهداً عمليّاً على اتخاذِ القرار وصناعة الابتكار وبناء المستقبل».
ولفت إلى أن المؤتمر ينعقد تحت عنوان: «استشرافُ مستقبلِ المدينةِ العربيةِ... وإثراءِ صناعةِ الابتكارِ والمعرفة»، ورأى أن العنوان يواكِبُ في غاياتهِ وأهدافهِ عمليةَ التحضرِ السريعِ التي تَشهدُها المدنُ العربيةُ ومُدُنُ العالم.
ولفت إلى أن المؤتمر يتناولُ الكثيرَ من القضايا والموضوعات التي تتصِلُ بالمدنِ العربية وآلياتِ تحقيقِ أهدافِ التنميةِ المستدامة.
فياض: المدن العراقية تعاني من أزمة وظروف متدهورة
قال مدير عام ديوان محافظة البصرة العراقية قاسم فياض إن مدينة البصرة وعموم المدن العراقية تعاني من أزمة اقتصادية ومن ظروف متدهورة على عدة مجالات، فيما نفى وجود شركات بحرينية لإعمار العراق وتمنى حضورها.
وأشار إلى اهتمام العراق بحضور المؤتمر، وذلك بهدف الاستفادة من تبادل الخبرات لما فيه صالح تنمية المدن العراقية.
وأضاف «تسعى مدينة البصرة من خلال مشاركتها في المؤتمر للعمل على تطويرها وتخطيطها بشكل جديد، إذ إن البصرة من المدن الاقتصادية المهمة للعراق لكونها ميناء العراق وتربطها علاقات اجتماعية وتاريخية عميقة مع دول الخليج العربي».
العدد 5014 - الأحد 29 مايو 2016م الموافق 22 شعبان 1437هـ