كان أتلتيكو مدريد الإسباني على حافة أن يصبح النادي رقم 23 الذي يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا ولكن المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني صادفه سوء الحظ مجددا من خلال الهزيمة أمام ريال مدريد 3-5 بركلات الجزاء الترجيحية.
وتوج النادي الملكي بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الحادية عشر في تاريخه عقب تفوقه على أتلتيكو مدريد عبر ركلات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي من المباراة النهائية التي جمعت بينهما على ملعب سان سيرو بمدينة ميلانو الإيطالية مساء السبت بالتعادل 1-1.
وهذه هي المرة الثانية التي يخسر فيها سيميوني نهائي دوري الأبطال بعدما سقط أمام ريال مدريد في نهائي البطولة العام 2014.
وقال سيميوني "اعتقد أن الفريق الذي يفوز يكون الفريق الأفضل، وريال مدريد كان الأفضل لأنه فاز".
وأوضح "سنحت لنا الفرصة لكننا لم ننجح في أن نصبح أبطال، علينا أن نواصل العمل، وهذا ما سنبدأ فعله الآن".
وفي الحقيقة فإن المباراة النهائية لم تكن كلاسيكية من ناحية الكفاءة، ولكن هذه الأمور يبدو وأنها مجرد هراء، إذ لعب أتلتيكو بشكل منظم ومنضبط وبأداء دفاعي متوازن، ولكن يبدو أن هذه الطريقة لم تؤت ثمارها إذ تقدم سيرخيو راموس بهدف للريال بعد مرور ربع ساعة.
وأشار سيميوني "لقد بدأنا بشكل سيء، لكن طريقة لعبنا تغيرت منذ الدقيقة 25".
وتغير أداء أتلتيكو مقارنة بما قدمه في الشوط الأول، وبمجرد انطلاق نصف المباراة الثاني انتفض الفريق على الفور.
وحصل أتلتيكو على ضربة جزاء في بداية الشوط الثاني ولكن المهاجم الفرنسي انطوان جريزمان أهدرها، كما أهدر البديل يانيك كاراسكو عدة فرص، قبل أن ينجح في إدراك التعادل لفريقه، وأصبح محور حديث شبكة الانترنت بعدما قام بتقبيل صديقته الجالسة في مدرجات ملعب سان سيرو.
وكادت الأمور أن تصب في مصلحة أتلتيكو في الوقت القاتل إذ إن فرناندو توريس كان قريبا جدا من خطف هدف الفوز للفريق في الدقيقة 90 لكن لم يحالفه الحظ ، لتمتد المباراة إلى وقت إضافي ثم إلى ضربات الجزاء الترجيحية.
وأهدر خوانفران ضربة جزاء لأتلتيكو في الوقت الذي سجل فيه ريال مدريد جميع ضربات الجزاء الخمس ليتوج باللقب الحادي عشر في تاريخه.
وبات أتلتيكو مدريد أول فريق يخسر المباراة النهائية لدوري الأبطال ثلاث مرات دون أن يتوج باللقب وذلك بعد خسارته أمام ريال مدريد في نهائي 2014 وأمام بايرن ميونيخ الألماني في نهائي 1974.
وأطاح أتلتيكو ببرشلونة وبايرن في دور الثمانية ودور قبل النهائي من النسخة الحالية للبطولة، ولكن في مباراة الأمس وقف الحظ في صف النادي الملكي ليهيديه اللقب الحادي عشر له في البطولة.
ولكن سيميوني قال "فخور باللاعبين، لقد بذلوا قدرا هائلا من الجهد في نهائي صعب للغاية بالنسبة لنا".
وأوضح سيميوني "لقد فزنا على برشلونة وبايرن ميونيخ في طريقنا للوصول إلى هنا، خسارتنا بهدف أو إهدار ضربة جزاء لا تقلل من حبي للاعبين، بكل تأكيد لقد بذلوا كل ما بوسعهم، إنهم دائما يقومون بكل جهدهم، لدي مجموعة من اللاعبين في منتهى القوة".
وأشار سيميوني "لقد قلت لهم داخل الملعب لا تبكون لأنكم قمتم بعمل شاق، كرة القدم قسمة ونصيب، والقدر اليوم لم يقف في صفنا".
وعاش سيميوني مسيرة مذهلة مع أتلتيكو منذ توليه المسئولية الفنية للفريق في أواخر العام 2011، إذ كان الفريق يصارع حينها من أجل تفادي الهبوط، لكنه صعد معه مرتين لنهائي دوري الأبطال وفاز بلقب الدوري الأوروبي في 2012 ولقب الدوري الإسباني في 2014. ومن الطبيعي أن يكون هناك تكهنات بشأن مستقبله، بعد خسارة النهائي الأوروبي للمرة الثانية على يد الغريم التقليدي ريال مدريد.
ورد سيميوني بالقول "لا أعرف أي هزيمة تؤلم أكثر، ولكن ما يؤلمني حقا هو المشجعين الذي دفعوا ثمن التذاكر وسافروا إلى ميلانو، أشعر بالمسئولية حيال ذلك، لم أتمكن من منحهم الفرحة التي سعوا لها".