يعد الأطباء الألمان أول من اكتشف الصلة بين التدخين وسرطان الرئة، وساهم السبق العلمي في تثبيت الريادة الألمانية في مكافحة التدخين وبدأت حركة مناهضة قوية للتبغ في مطلع القرن المنصرم لتعلن حرباً لا هوادة فيها مع التدخين.
وقويت شوكة الحملات الألمانية المناهضة للتدخين التي بدأت في عام 1904م في ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين بعد وصول النازيين للحكم الذين أعلنوا حرباً مفتوحة على التبغ واتخذوا عدة تدابير لمكافحته.
وسّعر النازيون نار الحرب على التدخين من عدة جهات فحظروا التدخين في الترام والحافلات والقطارات، عززوا من حملات التثقيف الصحي، حدوا من حصص السجائر في الجيش الألماني، كما نظموا المحاضرات الطبية للجنود، ورفعوا الضرائب المفروضة على التبغ.
رسم استراتيجية الحرب التي بدأت من أعلى الهرم في الحكم النازي فقد كان أدولف هتلر مدخناً شرهاً في مطلع حياته - يدخن 25-40 سيجارة يومياً - ولكنه تخلى عن هذه العادة، وخلص إلى أنه «مضيعة للمال». ونما كره هتلر للتدخين حتى وصفه بالـ «منحط». وكان يشجع المحيطين به على الإقلاع عن التدخين.
والطريف أن الحركة المناهضة للتدخين في ألمانيا ما بعد الحرب لم تحقق تأثير الحملة النازية المعادية للتدخين.
العدد 5013 - السبت 28 مايو 2016م الموافق 21 شعبان 1437هـ