د. محمد الموسوي- استشاري الأمراض الباطنية عيادة 09 كلينك - دولة الكويت
28 مايو 2016
لعل المترقب لكافة المرضى المراجعين بالمراكز الطبية يلاحظ شيوع الأعراض التالية: الخمول، عدم القدرة على أداء أبسط النشاطات اليومية، عدم التركيز وغيرها من الأعراض العامة الغير محددة لمرض معين والتي قد تُعزى لنقص فيتامين د في التسبب بحدوثها.
فيتامين د والذي برزت أهميته في السنوات الاخيرة يقوم بمهامه في تنظيم عمليات الجسم الحيوية وتحكمه في أغلب عمليات الأيض والتوازن التي تحدث في جسم الإنسان وكذلك تحفيزه على أداء وظيفته اليومية المعتادة.
وبالنظر إلى غالبية المرضى أو المراجعين للمراكز الطبية نجد أن نقص معدل فيتامين د الذي تزوده الشمس لأجسامنا ينتشر بين غالبية المرضى من خلال اكتشافه بالتحليل المخبري. فإذا كانت كل دول الخليج تتمتع بأجواء مشمسة تقريبا على مدار السنة باستثناء أشهر بسيطة وتطل على سواحل وشواطئ جميلة، إذا أين الخلل؟؟ سؤال يطرح نفسه.
الشمس، دواء مجاني لهذا المرض وشفاء لكل الأعراض المصاحبة له. لكن تكمن المشكلة في عزوف الناس عن التمتع بالشمس وذلك نتيجة لعدة أسباب من أهمها الأسباب الاجتماعية وثانيها المعلومات المغلوطة عن أشعة الشمس وفوائدها .
سأحاول أن أضع سيناريو تصوري للتمتع بأشعة الشمس للأسرة الخليجية وذلك مع مراعاة العادات والتقاليد.
فمثلا قبل الدوام الصباحي لأصحاب الأعمال، نحاول حث أفراد الأسرة لأخذ حمام شمسي في ساعات النهار الأولى وقبل اشتداد حرارة الشمس ويستحسن أن يكون مصاحب لهذا الحمام الشمسي تناول كمية كافية من السوائل (الماء، الحليب) ويجب أن لا ننسى ضرورة كشف مقدار 40٪ من الجسم عند التعرض لأشعة الشمس في ساعات الصباح الأولى لمدة 15-20 دقيقة فقط.
أما سيناريو المتقاعدين وربات المنازل فهو ينحصر بالبحر لمن تسمح لهم ظروفهم بذلك أو بالبيت لمن لا تسمح لهم ظروفهم بإرتياد البحر .
ولعل ذكر الأطعمة ومصادر فيتامين د يعتبر جزءاً مهماً من أي مقالة تتناول هذا الفيتامين الحيوي، لكن سوف أترك لك عزيزي القارئ هذه المسؤولية لتبحث عن ما تشتهيه نفسك على أن يكون غني بفيتامين د .
العدد 5013 - السبت 28 مايو 2016م الموافق 21 شعبان 1437هـ