الخلاف يزداد بين أميركا وحلفائها في المنطقة حول تحديد الإرهاب والإرهابيين، وهذا أثّر بشكل واضح على مجمل القضايا والأزمات المشتعلة في المنطقة. ومن تلك التي برزت على السطح قبل أيام، ما قاله وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الجمعة الماضي، واتهم الولايات المتحدة الأميركية بأنها «تكيل بمكيالين» لرفضها اعتبار وحدات حماية الشعب الكردية السورية منظمة إرهابية، وهو تصريح يعكس تزايد الخلاف بين أميركا وتركيا حول هذا الموضوع الشائك.
وزير الخارجية التركي قال إنه «من غير المقبول» أن يضع جنود أميركيون شعار الوحدات على ملابسهم وذلك بعد أن انتشرت صور يبدو فيها جنود من القوات الخاصة الأميركية يضعون شعار الوحدات على أكتافهم. لكنّ متحدثاً باسم الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضدّ تنظيم «داعش» في سورية، قال إنّ وضع الشعارات تم دون إذن ووصفه بالأمر غير الملائم. وأضاف المتحدث أنّ الجنود طُلب منهم نزع تلك الشعارات.
وسواء أزيلت الشعارات أم لم تُزَل، فإنّ أحد معوقات الحل في عدّة بلدان يعود إلى عدم الاتفاق على تحديد قائمة بالمنظمات الإرهابية، وبالأفكار التي تزرع الإرهاب، وهذا الخلاف أدّى خلال السنوات الماضية إلى خلق فراغ استفاد منه الإرهابيون والمتطرِّفون في كُلِّ مكان.
تركيا تمسك بيدها الكثير من الأوراق، وذلك لأنها عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ولها حدود ممتدّة مع سورية والعراق، وقد اعتمد المتطرِّفون على هذه الحدود للدخول إلى سورية، وثم العراق. كما أنّ تركيا لديها مشكلة مع الأكراد داخل أراضيها، وداخل سورية والعراق، وهي تعتبر وحدات حماية الشعب امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي شنَّ تمرُّداً مسلّحاً استمرّ ثلاثة عقود من أجل الحصول على الحكم الذاتي للأكراد في جنوب شرق تركيا. وفيما تُصنِّف واشنطن حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، إلا أنها في الوقت ذاته تدعم وحدات حماية الشعب في معركتها ضدّ تنظيم «داعش».
هذه المشكلة لا تختصُّ فقط بالأتراك والأكراد، وإنما أيضاً هناك الجماعات التي تلبس لباساً من نوع آخر، وهذه تحصل على دعم متناقض، كما أنه تتمّ معارضتها بشكل متناقض، ولذا فإنّ اتهام تركيا لأميركا باستخدام «معايير مزدوجة» و«الكيل بمكيالين» ينطبق على أكثر من لاعب، وهو يفسر كيف تمكّنَ عدد قليل من المتطرّفين أن يفعلوا ما فعلوه لحدّ الآن.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 5013 - السبت 28 مايو 2016م الموافق 21 شعبان 1437هـ
المعايير المزدوجة موجودة منذ زمن ...
ولكنها تزايدت بعد الثورات .. تركيا و حلفاؤها سيتجهون إلى روسيا بدل امريكا التي سيتخاصمون معها و هذا سيدخل المنطقة في نفق مظلم و حروب جديدة ..
نحن العرب اصبحنا شعوبا مفعول بها ، يتمّ التلاعب بها وتدمير بلدانها من خيراتها وأموالها يسلطون الأخ على أخيه فيقوم بتدمير بيت أخيه بأمواله هو وهم لن يخسروا شيئا.
كل الحروب الدائرة نحن من يدفع فاتورتها والتدمير على سوريا والعراق واليمن وليبيا وكلها بلاد عربية والفاتورة تدفع من اموال البترول بدل ان تستثمر في خيرات الاوطان
الأمريكان لا يستحون من الاعتراف بأنهم وراء انشاء القاعدة وداعش هم والبريطانيون
بالنسبة لنا الأمور واضحة تماما واعتراف المسؤولين الأمريكان والبريطانيين المتكرّر انهم مع حلفاءهم الخليجيين وراء انشاء القاعدة وداعش والنصرة واضرابهما ..
هو ليس خلاف بل هو تلاعب بمصير الشعوب ودول المنطقة فمن أنشأن داعش معروف ومن دعمها معروف ومن موّلها معروف وفكرها معروف ونهجها واضح فلا غباشة في الرؤيا وشباب الخليج وباقي الدول الاسلامية الذين يجلبون من كل حدب وصوب للمحرقة معروفون ويأتون بأموال دول عربية تموّل الشرّ وستحصده حتما
دكتورنا كلك نظر الارهابين معروفين حتي المنتمي لهم ينتقدهم وهم موجودين في الضاحيه بس مايستحون بينهم وبين الحياء عداوه مع تحيات الصرخي
إذا كانت أمريكا لا تمانع بدعم (قوات سوريا الديمقراطية) المرتبطة بحزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة ارهابية لدى الإتحاد الأوربي و أمريكا، فماذا يضر تركيا لو دعمت جبهة النصرة، المرتبطة عقائديا و أديولوجيا بالقاعدة؟ علما بأن جبهة النصرة لم تقم بعمليات خارج سوريا و لم تستهدف المصالح الأمريكية ... لو كنت مكان الأتراك فإنني سأدعم جبهة النصرة بقوة و خل أمريكا تضرب رأسها في الطوف!
تعريف الإرهاب مشكلة تقنية ليست ذي أهمية. روسيا لا تعترف بحزب الله و حماس كمنظمات ارهابية و تستقبل قياداتها، و أمريكا لا تمانع في أن تتعامل معا. ايران أيضا تدعم حزب الله المصنف أوربيا و أمريكيا كمنظمة ارهابية و كل الأمور هذه الأيام تسير بين الإيرانيين و الأمريكان على ما يرام. أمريكا عندما قامت القاعدة بأسر أحد جنودها، قامت بالتفاوض معهم لإطلاق سراحه و أطلقت 5 من قيادات القاعدة المعتقلين في غوانتنامو.
اذا المشكلة ليست في الإرهاب، لأن الجميع يستخدمه لصالحه، و من لديه حيلة فليحتال.