انتهج بعض الأفراد نشر السعادة وثقافة الإيجابية. نهج نحن بحاجة إليه في زمن بات الدم والقتل والدمار هي أسياد المشهد فيه، فيما ذهبت الحروب والطائفية إلى جعلنا في اللب من مسرح لم نختر الوقوف على خشبته؛ لأننا أردنا الانتماء إلى الانسانية.
اليوم يذهب بعض الأشخاص إلى رسم الابتسامة على وجوه من حولهم من غير افتعال أو تصنّع. يفعلون ذلك لأنهم أحبوا الحياة واتبعوا فطرتهم التي تعشق الفرح والسعادة وتتمنى لو أنها ترى الجميع سعداء.
أن تحيي أم أبناءها وهي تعد لهم فطورهم الصباحي قبل مغادرة المدرسة. أن يقبِّل أبٌ جبين زوجته بحنو وهو يودعها نحو عمله. أن تزور ابنة أمَّها وتتناول فطورها معها قبل أن تذهب إلى عملها. أن يهدي أخ أخته هدية تمنتها في سرها. أن تحضر أخت لأخيها ملابسه والبخور صباحاً ليبدأ يومه الجديد بابتسامة.
كل هذه المواقف وبرغم كونها حقوقاً وواجبات وعطفاً وصلة رحم، إلا أنها تعني الكثير حين تحدث.
ولكن من المهم أن نلفت إلى تلك المواقف التي تحدث خارج نطاق العوائل والأسر. تلك التي تحدث بين الأصدقاء أو الزملاء أو حتى الأغراب. فأن يدخل أحد المدراء في مؤسسة ما وهو يبتسم لهذا ويلقي التحية على ذاك. يضع الياسمين على مكتب هذا والفل على أوراق تلك. يوزّع الحلوى ويدعو الناس إلى الفرح بعبارة: صباح السعادة أو نهارك سعيد. فذلك له من الوزن الكثير، وخصوصاً في بداية يوم عمل قد يكون ثقيلاً لمن تراكمت عليه المهام، أو من استيقظ وفي قلبه شجن أو في نفسه بعض همّ أو قلق.
أن تبتسم فتاة وهي ذاهبة نحو بائع المرطبات لتشتري واحداً لأحد عمّال الطرق في هذا الصيف وتحييه بابتسامة قبل أن تهديه ما بيدها. وهو ما يذكرنا بأحد أفلام الفيديو التي انتشرت مؤخراً تحت عنوان: ماذا لو خيّرت طفلاً بين التبرّع بماله أو شراء الآيسكريم، فيقرر الأطفال جميعهم أن يتبرعوا بالمال لفقير كان يجلس قبالة سيارة بيع المرطبات، فيما تذهب واحدة لتشتري الآيسكريم وتهديه الرجل وهي تبتسم.
هذه المواقف البسيطة تزرع في قلوبنا حب الآخر والاهتمام برسم الابتسامة على محيا من حولنا، سواء عن طريق العطاء المادي أو المعنوي.
فالكلمة الطيبة، والوقوف إلى جانب المهموم ومواساته، والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة لدى هذا أو ذاك كلها أمور ترسم الابتسامة وتبعث الفرح في النفس. والاهتمام بإرسال ونشر رسائل الدعوة إلى الإيجابية كل صباح نوع من طرق نشر السعادة وخصوصاً حين تصل إلى من يحتاج إليها.
من المهم تعويد الأطفال على هذا النهج، وجعل الإيجابية والاهتمام بالآخرين جزءاً من تكوينهم لزمن قادم يكون أفضل حالاً مما نعيشه الآن.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5012 - الجمعة 27 مايو 2016م الموافق 20 شعبان 1437هـ
المنهاج أو المنهاج أوالأصح أن يقال كيف تكون سعيداً اليوم؟
فلم يخلق الناس ليكونو تعساء إلًا أن أصحاب فن الممكن يعني الساسة الأعزاءلديهم خرائط للسعادة. قد تكون معلبه أو مغلفة بعض الشيء بنوايا حسنة وضمائر صحه وأناس سلوكها اليومي لا للعبودية المستهلكة لأن الأقوام التي سبقت أمة حبيب الله محمد عليه وعلى آله وذرية أفضل الصلاة والسلام. فهل صباحنا اليوم مشمس؟
كلما قرأت لك مقال احسست ان حالي اصبح افضل واني سعيد ومبتهج فشكرا لقلمك النابض بالعطاء
وما مقالاتك الا مثال على ذلك سيدتي
دائما ما تبعث السعادة والارادة والعزيمة في النفوس فشكرا لك من القلب ????
مقال يبعث السعادة والابتسامة اثناء قراءته
نعم نحن بحاجه لمثل هذه الاشياء التي تجعل يومنا جميل وتعدل مزاجنا
أحسنت أختي العزيزة سوسن! موضوع رائع! جزاك الله خير الجزاء! بارك الله فيك! أسعدتنا بمقالك الكريم وهنا آية كريمة تقول أنه لا خير في كثير من كلامهم وتشاورهم إلا من أمر بالمعروف والإحسان وأنت من هؤلاء إن شاء الله (
( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )
شكرآ جزيلا وتحية من القلب لك أختي يا مبعث
الأمل على كل مقال كتبته من قبل وما بعد.
أحيي فيك هي الروح المتفائلة والمحبة دوما.
عسى أن نراه منك الكثير مستقبلا انشاء الله.