عند وجه المحرق وواجهتها، اختارت «الوسط»، أن تسيح لساعتين في منطقة عراد، تحديداً في قريتها القديمة، والتي باتت اليوم، تشكل ما نسبته 25 في المئة فقط من مجموع المنطقة، على حدّ قول الباحث عبدالعزيز العرادي.
ولا تقتصر أهمية المنطقة على الجانب التاريخي، فبحسب الأهالي، كانت عراد عامرة بأكثر من 50 مزرعة و6 عيون عامة، ونحو 100 عين زراعية، فيما يشير الشيخ عبدالحكيم العرادي إلى تقلص أعداد المزارع إلى نحو 5 مزارع فقط بعد أن حماها «الحزام الأخضر» من التصفير.
وفي حكاية أخرى تضاعف الوجع، يسرد تفاصيلها العرادي، ليوضح أن «المنطقة شهدت قبل نحو عامين جريمة بحق تراثها لا تغتفر. لحظتها تم طمر عين «أبومحيا» التي كانت تقع ضمن دالية حجي حسين المقابلة لمأتم حجي راشد، حدث ذلك بمشاركة عضو مجلس بلدي المحرق صباح الدوسري تحت ذريعة الاستجابة لشكوى مواطن وخوفاً على أطفال القرية».
فيما تحدث الباحث العرادي عن جرف «جوجب» القلعة الذي كان محلاًّ لسقاية المصطافين، إذ تم جرفه من قبل الجانب البلدي؛ ما أدى إلى القضاء على مصدر نبع المياه العذبة.
عراد - محمد العلوي
عند وجه المحرق وواجهتها، اختارت «الوسط»، أن تسيح لساعتين في منطقة عراد، تحديداً في قريتها القديمة، والتي باتت اليوم، تشكل ما نسبته 25 في المئة فقط من مجموع المنطقة، على حدّ قول الباحث عبدالعزيز العرادي.
ويقول العرادي، المهتم بالبحث التاريخي منذ 10 سنوات، إن عراد كانت قبل عقود خلت، قبلة أهل المحرق للاستجمام حتى كانت تمتلئ بعروش ضيوفها من البحرينيين من شتى الجهات، ممن كانوا يصطافون هنا، حتى حلول السبعينات.
وتمتلك عراد، الاسم العربي المشتق من الاسم اليوناني (أرادوس)، إرثاً تاريخيّاً فريداً، دلالته، القلعة التي يعود بناؤها إلى القرن 15م، والتي تتموضع في الجانب الغربي من القرية، وكانت ضمن أحد عناصر ثلاثة ترسم مشهدا سرياليا قل مثيله، حيث البحر من أمامها والمزارع خلفها.
وتشير المعلومات التاريخية، إلى ان عراد أو (أرادوس) هو الاسم القديم للمحرق، فمع وصول اليونانيين إلى البحرين، عملوا على تغيير اسم المنامة الى (تايلوس) والمحرق الى (ارادوس)، حيث تعني هذه الأخيرة الأرض الخضراء، في اشارة إلى مزارع عراد التي كانت متداخلة مع بعضها بعضاً، لتشكل شبه قوس يحيط بالقرية.
وفي الحديث عن أهمية عراد التاريخية، تؤكد المعلومات الخاصة بأعمال التنقيبات، العثور في مناطق متفرقة من القرية، على آثار تعود إلى الحقبة الاسلامية المتأخرة.
بجانب ذلك، تمتلك عراد موقعا جغرافيا خاصا، تداخلت من خلاله مع جارتها الحد، في مشهد يعبر عنه الباحث العرادي بالقول «بين عراد والحد، حكاية تعايش عززتها الجيرة والصداقات التي لاتزال مستمرة حتى اليوم».
عراد... شريان اقتصادي وزراعي للمنطقة
ولا تقتصر أهمية المنطقة على الجانب التاريخي، فبحسب الأهالي كانت عراد، عامرة بأكثر من 50 مزرعة و6 عيون عامة، ونحو 100 عين زراعية، في مشهد يصفه العرادي بالقول: «كانت المزارع على مد البصر».
فيما يشير الشيخ عبدالحكيم العرادي، إلى ان ساب عين «الطبع»، والذي كان يمد مزارع عراد بالمياه حتى أنشد فيه الشعراء «يا خلتي يا أهل الوداد... يا ساكني وسط الفؤاد... يا شارب ماي الطبع... يا ماكل خنيزي عراد»، وذلك قبل أن تتقلص أعداد المزارع إلى نحو 5 مزارع فقط بعد ان حماها «الحزام الأخضر» من التصفير، مضيفاً «تمتاز هذه المزارع بانتاجها من اللوز السكندري، والرطب الخنيزي ذي الطعم والحجم المميزين، إلى جانب أنواع متعددة من الفواكه والمنتوجات الزراعية التي كانت تغذي بها عموم المنطقة، حتى يمكن وصف عراد بالشريان الاقتصادي للمنطقة آنذاك».
وتوثيقا لما حل بمزارع القرية التي تحولت غالبية نخيلها إلى أعجاز خاوية، يقول العرادي في شعر كان يخاطب فيه والده: «وين المزارع ذيج خبرني يا سلمان... وين البديعة والرفايع مع البستان».
أما الباحث العرادي، فيتحدث عن ثروة عراد الزراعية، بالقول: «كانت القرية تضم نخيلا و»زرايع» وبساتين، ولكل منها اسم محدد، من بين ذلك نخيل البديعة، وهو نخل كبير متعدد الأنواع ويحمل أجود أنواع الرطب الخنيزي والذي يضرب به المثل عند أهل الغوص، وقد اكتسب الفريق المجاور لهذا النخل نفس الاسم فأصبح اسمه «فريق البديعة».
وأضاف «كذلك، كانت القرية تضم «نخيل دالية سياديه»، وهو نخل كبير وبه عين ماء عذب ارتوازية، إلى جانب نخيل الغربي، البستان، نخيل الشرقي، ودالية الزجارة».
أما عيون المنطقة، فيعددها العرادي بالقول: «6 عيون هي ما كانت تشتمل عليه عراد، من بينها عين الطبع، عين أم الجمال، عين الخضرة، عين اطويسة، وعين أم مجبل، وقد اندثرت جميعها لتحل محلها البنايات ولتصبح من ضمن البيوت والشوارع، وكانت قبل ذلك شريانا نابضا بالحياة لأهالي عراد وحتى للأهالي في القرى المجاورة لها كالحد وحالة السلطة وحالة النعيم حيث كانوا يستقون من عيون قرية عراد التي كانوا يرتبطون بأهلها بأواصر وثيقة».
انطلقت الجولة
ومع رجل الدين، الشيخ عبدالحكيم العرادي كانت الانطلاقة، بدءا من حي المآتم أو ما يسميه الأهالي هناك بـ «الديرة».
و»الديرة، هي القلب النابض للقرية ومنها تتفرع بقية «فرقانها». هنا يلتئم شمل الأهالي في كل مناسبة، وهنا كانت تدب الحياة بفضل البساتين الغناء المحاذية للحي»، يقول العرادي وهو يطوف بنا في أزقة القرية بدءا من مأتم حجي راشد، مرورا بمسجد الديرة، فمأتمي الأصمخ والشباب المتجاورين، وانتقالا للمساحات المفتوحة والتي كانت بساتين وعيون، قبل أن تطمس هذه الأخيرة وقبل أن تتحول البساتين لمواقف للسيارات. حدث ذلك لمزرعة أبناء غلوم في ثمانينات القرن الماضي.
يعود العرادي بذاكرته لما يزيد على الثلاثة عقود، ليقول: «كانت مزرعة أبناء غلوم تضم عينين، قبل أن يندثرا بفعل أعمال الحفريات الخاصة بشبكة مياه الصرف الصحي والتي دفعت بالعمال لسحب المياه الجوفية من أجل مد الأنابيب، وتدمير جداول العيون و»عروقها»، حتى حل الجفاف».
وفي حكاية أخرى تضاعف الوجع، يسرد تفاصيلها العرادي، ليوضح أن «المنطقة شهدت قبل نحو عامين جريمة بحق تراثها لا تغتفر. لحظتها تم طمر عين «أبو محيا» التي كانت تقع ضمن دالية حجي حسين المقابلة لمأتم حجي راشد. حدث ذلك بمشاركة عضو مجلس بلدي المحرق صباح الدوسري تحت ذريعة الاستجابة لشكوى مواطن وخوفًا على أطفال القرية».
ويضيف «اليوم، باتت هذه العين بلا أثر، وبعد أن كانت تسقي الأرض تحولت هذه الأخيرة لبر قاحل، حين لفظت أنفاسها الأخيرة في عقد السبعينات».
ومن الديرة، تنحدر «فرقان» عراد، بين فريق الشمالي، والغربي والبديعة (سمي كذلك نسبة لطبيعته الزراعية الجميلة واشتماله على نخيل البديعة)، وأبو سمادة، وهي التسمية التي ترتبط بحادثة حريق ضخم اندلع في الستينات وأتى على 10 بيوت (عروش) دون أضرار بشرية، لتخلف «سمادة»، ظلت قرينة لاسم الفريق.
إلى قلعة عراد
وصولا لقلعة عراد، الحصن المنيع الذي وقف في المعارك الضارية أمام الهجمات في فترات زمنية مختلفة، حيث تحتل القلعة موقعاً استراتيجيّاً في ممر البحر مكّنَها عسكريّاً من التغلب على الظروف الحربية.
وسابقاً، كانت قلعة عراد وقلعة حالة بوماهر، بموقعيهما الذي يشرف على الممر المائي، تشكلان حماية لسواحل منطقتي المحرق والمنامة، فكانت موقعا دفاعيا لرصد أية سفن تقصد هاتين المنطقتين.
وقبل عقود، كانت القلعة مشرعة للأهالي، ممن كانوا يترددون عليها مرارا، قبل ان ترمم وتسور منتصف الثمانينات.
وبحسب المعلومات التي تحصلت عليها «الوسط» بشأن قلعة عراد، فان اعمال التنقيبات عثرت في الأرض التي تقع قبالة مدخل القلعة، تحديدا في المساحة الممتدة بين «البئرين»، على مستوطنة اسلامية يقارب عمرها 150 سنة، وقد عثر فيها على قطع فخار تعود لفترة الاسكندر المقدوني، وفخار يعود للفترة الدلمونية، لتمثل القلعة بذلك أحد المواقع القليلة في محافظة المحرق التي عثر فيها على آثار دلمونية.
وتشير المعاينة المباشرة، إلى حاجة القلعة لأعمال صيانة في ظل معلومات تفيد بوجود أعمال ترميم بطيئة في الفترة الحالية، إلى جانب الاشارة الى ادراج الموقع ضمن خطة هيئة البحرين للثقافة والآثار الخاصة بالترميم والتطوير.
وتنشط حركة الزيارة للموقع مع بداية شهر (أكتوبر/ تشرين الأول) من كل عام، حيث اعتدال الطقس وتزامن ذلك مع موسم البواخر، ليمتد حتى (مارس/ آذار( من كل عام.
جوجب» القلعة... بين الجرف والحماية
وفي الحديث عن قلعة عراد، يشير الباحث العرادي إلى أن عراد كانت محاطة بعدد من «الجواجب»، والتي كانت محطة للاهالي للتزود بالماء لحظة توجههم للغوص او لـ»الحظور»، الأشهر من بينها، «جوجب» القلعة الذي كان محلاًّ لسقاية المصطافين، مضيفاً «مؤخراً فقط كانت الكارثة التي حلت بهذا الموقع المهم، حين تم جرفه من قبل الجانب البلدي ما أدى إلى القضاء على مصدر نبع المياه العذبة التي روتنا مراراً، فحين كنا نقصد البحر، كنا نعرج عليه للاغتسال والارتواء».
أخطاء هدم المساجد القديمة تتكرر
وانتقالاً للحديث عن مساجد عراد القديمة، وقعت القرية، وعلى غرار ما شهدته بعض المناطق، في فخ الإطاحة بمبانيها التراثية والأثرية، يتصدر ذلك المساجد التي جددت بالكامل وغابت ملامحها العتيقة، إلا من صور لايزال الأهالي محتفظين بها وهي توثق لمرحلة ما قبل البناء كما هو الحال مع مسجد الشيخ سلطان.
يتحدث الشيخ عبدالحكيم العرادي، عن مسجد الديرة بوصفه أحد أقدم مساجد عراد، «صلى فيه كل من الشيخ خلف العصفور والشيخ إبراهيم المبارك، وما أتذكره أن جدي الحاج راشد كان يصعد على المنصة ليؤذن قبل دخول الميكرفون في الثمانينات، وقبل أن يعاد بناء المسجد بهيئته الحالية».
المصير ذاته كان مشابها لبقية مساجد القرية، من بين ذلك مسجد الشيخ سلطان الذي يعتقد الباحث عبدالعزيز العرادي أن عمره يمتد لـ 300 عام في معلومات لم توثق بعد، مضيفا «إلى هذا المكان المقدس الذي تظهر صوره القديمة أنه كان موقعاً محاطاً وسط مزرعة مقصدا للأهالي لتأدية مراسم النذورات». ومع ارتفاع أذان المغرب، كانت «الوسط» تحط رحالها في «فريق البديعة»، لتقترب من مسجد شيخ إبراهيم الإبريق الذي يعتقد أن عمره يتجاوز 200 عام، وقد جاء عليه التجديد لتخفي ملامحه الأصلية.
العدد 5012 - الجمعة 27 مايو 2016م الموافق 20 شعبان 1437هـ
أني اصلي ستراوية جدي الله يرحمه كل يمدح لنا قرية عراد العريقة كانت أجمل منطقة زراعية ومنها البساتين وعيون وقربها البحر وأهلها الطيبين ولكن الآن الي تكلم عنها من قبل 20 سنه لحد الأن اندثرت وانطمر معها كلشي كلشي الي يجوفها يتحسر من داخله لانها كلها راحت ماتبقى منها البديعة هذا شي قليل من منظرها حتى أهل الأحساء والقطيف يتكلمون عن قرية عراد . منطقة جميلة وهادئة ولككن ماذا بعد.....
آه ع ديرتي
...
صار كل شي تجاري بحت
حتى الاخلاق نوعين : 1- الاخلاق ذات الصبغة التجارية : انت تجي بيتي اجي لبيتك..انت تواصلني اواصلك..انت تمدحني امدحك( نوع من أنواع المقايضة)
2- الاخلاق ذات الصبغة الالهية : من لا ياتي اليك تذهب اليه..من يذمك تمدحه..من يقطعك تصله..الزوجه التي تسيء الخلق معك تحسن الخلق معها
جميل
كلام جميل
انت بعد فكر
حتي لو كان رخيص تدري ان سبب الشوارع والبنايات أدى الي سد قنوات العيون (عين عذاري)التي كانت يحسدنا الخليخ عليها أين هي الان وغيرها من آبار نحن لسنا ضد التطور ولكن المطلوب الدراسه قبل أشاء اي مشروع وتأثيره على البيئة
تعالوتعالو انتو من صجكم تتكلمون
اي مزارع وأي خرابيط اللي يسمعكم يقول مزارع للكرز والفراولة مزارع ومزارع حبيبي بس الواحد يشغل فكرة شوي مزرعة محصولها في الشهر مايتجاوز ٥٠٠ دينار. وحتي ماتغطي مصاريف. او رواتب العمال الا بغل ورويد او طماط. ومضيعة وقت او اصل عليها او ابني عمارة مدخولها الشهري. يفوق ٥٠٠٠ دينار والجواب. عندكم. بلا زراعة بلا خرابيط. انتو صرتوا نفس. اللي. يحط بقرة. في البيت والحليب. علي ١٠٠ فلس. في البرادات تحتاج. تمعن السالفه
زائر ١ اللي ضيع ارث البلد تفكير امثللك
تفكر في المردود المالي عن طريق انشاء مباني اسمنتيه و الضحية البلد ، وين ما تمشي ما تشوف مساحه خضره العين تتعب من منظر الاسمنت! وين اللون الاخضر و الاوكسجين الذي يبعثه في الجو؟ الجشع و الطمع و خصوصا من اناس لا ينامون للبلد اصلا دمر المساحات الخضراء كما دمر المواقع التاريخيه في عالي و في موقع مدينة حمد
شكلك تحب لفلوس
ياحبيبي الديره جميله بمزارعها
وعيون الماي وريحة اشجار اللوز واللومي
تاكل طماطيه زارعنها بيدك وبأرضك احلى من اكل الكرز
الناس تدف فلوس وتسافر تشوف الطبيعه
ما احلى ديرتي فيها عيون كثيرة والنخيل الباسقات وفروخ اللوز واللومي والبطيخ البحريني وسواحلها الجميله
كل يوم العصر تشوف الناس على الساحل تشم ريحة البحر ونسيم هواء البساتين
سماهيجي
حبيبي انت بعدك ماجابوك وانولدت ايام الايسكريم وأيام الجل ولسبايكي شدراك عن تاريخ عراد واهلها إلا إذا بعد انته من اللي خبري خبرك ذاك شي ثاني