لا يدخل الحب حياتنا فجأة. يبدأ الأمر بالشعور بنقص ما وهو شعور لا يجعلنا ننطلق باحثين عن شيء أو أحد ما، فهو شعور في اللاوعي، لكن لقاء عابراً بأحدهم يجعلنا نكتشف أننا التقينا ما ينقصنا، بعدها يبدأ الحب وتبدأ قصصه وحكاياته وسيره. ذلك هو ما يقوله الفيلم العربي «هيبتا: المحاضرة الأخيرة».
والفيلم يضيف بأن تلك هي أول مراحل الحب السبعة، والتي تتمثل في: البداية، اللقاء، العلاقة، الإدراك، الحقيقة، القرار، وأخيراً الهيبتا. كلمة هيبتا، التي جعلها الروائي محمد صادق مؤلف الرواية التي استند عليها الفيلم، عنواناً لروايته، ثم أصبحت عنواناً للفيلم، هي كلمة إغريقية تشير إلى الرقم سبعة، وهي بحسب الرواية، آخر مراحل الحب التي قد تشكِّل مرحلة اكتمال الحب أو انتهائه.
يؤكد الفيلم بأن، مراحل الحب السبعة، وكل ما يمر به المحبان خلالها من مشاعر وأحاسيس، هي مراحل متشابهة يمر بها الجميع، فالحب له حكاية واحدة، أبطاله يقعون في الأخطاء نفسها، يحلمون الأحلام ذاتها، يحققونها أو يخفقون في ذلك، ينتقلون إلى مرحلة أعلى أو يصيبهم الإحباط، يتألمون ويمرون بالأحاسيس ذاتها في المراحل السبع. تُباغتهم الرغبات ذاتها وهي: الامتلاك، وعدم التقدير، والاحتياج، والحِمل، والغيرة والشك، وأخيراً التطبيع والملل.
وبحسب «هيبتا»، سيشعر جميع أبطال القصص بالحاجة إلى الحب، ثم سيلتقون بنصفهم الآخر، لتبدأ بعدها مرحلة الدخول في علاقة الحب، وهي مرحلة قصيرة لكنها مهمة، سيدركون بعدها مسئولية الحب وتلك ستكون المرحلة الرابعة، وهي التي يصفها الفيلم بأغبى مراحل الهيبتا، تليها مرحلة الحقيقة التي تظهر فيها العيوب وتظهر فيها أحاسيس يمكن أن تنهي العلاقة إذا لم يتم التعامل معها بشكل جيد وهي: الامتلاك وعدم التقدير، والاحتياج وإحساس الحِمل، ثم الغيرة والشك وعدم الرضا والرغبة في التغيير أو التطبيع، وأخيراً إحساس الملل.
المرحلة السادسة من مراحل الحب ستكون مرحلة القرار التي يتم اللجوء فيها إلى عدد من الحلول لحل مشاكل الحب، وتتمثل الحلول في الاحترام والاحتواء والصراحة والتضحيات والصفقه. أما المرحلة السابعة فهي مرحلة الهيبتا وهى أصعب المراحل التي يقرر فيها مصير الحب.
تشابك القصص
يستعرض الفيلم هذه المراحل عبر كثير من القصص المتشابكة، أربع من هذه القصص على الأقل رئيسة، أبطالها من مراحل عمرية مختلفة، يعيشون الحب بمختلف صوره وأشكاله، تكتمل قصصهم أو تنتهي.
شارك في تقديم قصص الحب عدد من الفنانين الشباب هم عمرو يوسف، ماجد الكدواني، أحمد مالك، أحمد داود، دينا الشربيني، ياسمين رئيس، جميلة عوض، هاني عادل، أحمد بدير، سلوى محمد علي، كندة علوش، أنوشكا، محمد فرَّاج، نيللي كريم، شيرين رضا والطفلان: عبد الله عزمي ولينة بن حمان.
المخرج هادي الباجوري أثبت براعة إخراجية في التنقل بنا عبر قصص «هيبتا» وهو ثالث أفلامه بعد فيلمي «واحد صحيح» (2011) و «وردة» (2014)، وكذلك فعل كاتب السيناريو وائل حمدي الذي قدم نصاً سينمائياً استخدم فيه تقنية سرد مختلفة. الإثنان، المخرج والسيناريست، تمكنا من التنقل بنا بين قصص الفيلم الرئيسة الأربع، بطريقة سلسة ورشيقة. تقنية الكتابة والتقنية الإخراجية تمتا ببراعة شديدة لا تجعل المتفرج يتشتت فيما يتابع تفاصيل العلاقات الأربع، ناهيك عن قصص فرعية تقبع في خلفية القصص الرئيسة، يتطلب الإمساك بها لفهم هذه القصص ولعمل رابط أخير في الفيلم. كما إن سرعة التنقل بين مختلف القصص لن تجعل المشاهد يتوه بين قصص الفيلم الكثيرة، ولن تشكِّل تلك السرعة عائقاً له ليعيش مع أبطال القصص الأربع أحلامهم، آمالهم وآلامهم. تلك برأيي براعة حقيقية من كاتب السيناريو وائل حمدي ومن المخرج هادي الباجوري.
تلك البراعة وجدت لها صدى كبيراً لدى المشاهدين؛ إذ حقق الفيلم نجاحاً كبيراً وغير مسبوق على شباك التذاكر المصرية، فهو حتى اليوم، وبعد مرور أكثر من شهر على إطلاقه في دور العرض المصرية، يتصدَّر شباك التذاكر المصرية. أرباحه تجاوزت 20 مليون جنيه. عرضه الافتتاحي الذي أطلق يوم 20 أبريل/ نيسان 2016، حقق 800 ألف جنيه مصري، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الأفلام المصرية، بل إن الأغنية الدعائية للفيلم وهي أغنية «حكاية واحدة» التي غنتها دنيا سمير غانم، حققت 8 ملايين مشاهدة خلال أسبوع فقط من عرضها على موقع «يوتيوب». في الخليج، بدأ عرضه يوم 12 مايو/ أيار، تعرضه شركة البحرين للسينما في سينما مجمع السيف، وربما لم يحقق الفيلم شعبية عالية في دول الخليج، كما فعل في بلاده، لكن ذلك لا ينفى حقيقة تربُّعه على عرش إيرادات الأفلام الرومانسية في تاريخ السينما المصرية.
الرواية... الفيلم
الإقبال الجماهيري على مشاهدة الفيلم قد يكون سببه، حرفية المخرج والكاتب التي تحدثت عنها، وقد يرجع السبب لشعبية الراوية التي بني عليها الفيلم وهي التي صدرت في مطلع العام 2014 وصدر منها 36 طبعة حتى الآن. وبالطبع، عملية الاقتباس من رواية شهيرة وناجحة لتحويلها إلى فيلم، يعد مجازفة كبيرة من قبل جميع من يعمل على الفيلم، السيناريست سيجد نفسه في زاوية حرجة يضعه فيها قراء الرواية؛ وخصوصاً أولئك الذين أحبّوها، الذين سيقارنون حتماً بين الرواية وبين اقتباسها. تنتصر الرواية في معظم حالات الاقتباس.
بالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل أخرى أدَّت إلى مضاعفة هذا النجاح أحدها على الأقل هو الحملة الدعائية التي نظمتها الشركة المنتجة والتي سبقت الفيلم وبدأت منذ بدايات شراء حقوق تحويل الرواية إلى فيلم حتى وقت إطلاقه. هذه الحملة لم تتضمن الأخبار التي تحمل كل تفاصيل سير العمل على الفيلم منذ البداية حتى النهاية والتي لم تغرق وسائل الإعلام فحسب؛ وإنما انتشرت بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي، بل إن شركة الإنتاج قامت بافتتاح صفحة خاصة للفيلم على موقع الفيس بوك، نظمت من خلاله حملة دعائية كبيرة للفيلم. كانت تلك بالفعل حركة ذكية من شركة الإنتاج، وكان منتجو الفيلم يتشاورون مع متابعي الصفحة بشكل مستمر ويشركونهم في بعض الأمور الدعائية المتعلقة بالفيلم، كذلك كانت الصفحة تعرِّف المتابعين بشخصيات الفيلم بشكل مشوق للغاية، بل إنها استعانت ببعض نجوم السينما والشخصيات العامة ليشيدوا بالفيلم عبر حساباتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.
قد يكون بعض ما ذكرت سبباً لشعبية الفيلم، لكن يمكن أيضاً إرجاع هذه الشعبية لكون فيلم «هيبتا»، رومانسياً جاء في وقت يتعطش فيه جمهور السينما العربية لأعمال مختلفة بعيدة عن الكوميديا والأكشن وهي الموجة التي سادت الأفلام العربية في السنوات الأخيرة، ويتعطشون أيضاً لما قد يشدهم إلى إنسانيتهم من جديد وسط الكم الهائل من الألم والفظاعة والبشاعة التي تتلون بها الشاشات. لا أفضل من الحديث عن الحب والرومانسية التي قد تكون حلاً وعلاجاً سحرياً ناجعاً.
الفيلم من إنتاج: أسامة وهادي الباجوري من خلال شركة The Producers، محمد حفظي (فيلم كلينك) وأمجد صبري (I Productions)، وقام بكتابة السيناريو وائل حمدي، ويضم فريق العمل أيضاً كلاً من مديري التصوير جمال البوشي وليو كاربوتا، مصممة المناظر هند حيدر ومدير الإنتاج محمد الهادي.
أخيراً، فيلم «هيبتا: المحاضرة الأخيرة» فيلم ممتع، مُستفز للذهن، نهايته مفاجئة بشكل مذهل، ويمكن له أن يشغل ذهن المتفرِّج لساعات بعد انتهائه.
ما هو الحب؟
مصطلح شااااسع جداً..
أحداث الفيلم تدور حول الحب..
أو التعبير عن الحب..!
ويتحدث الكاتب عن مراحل الحب (هيبتا) حسب تصنيفه.
امممم
هل نظرة الأشخاص للحب تختلف من شخص إلى أخر ... هل العمر يلعب دور في نظرتنا للحب؟؟
هل الحب يخص فئه معينه..؟
هل الحب نوع واحد أم عدة أنواع؟؟
وهل لكل نوع مراحل؟؟
عدة أسئلة !!