تعلق فرنسا آمالا كبيرة على منتخب شاب يخوض نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم على أرضها، وليس أفضل من بول بوغبا لاعب وسط يوفنتوس الايطالي ليجسد جوهر رغباتها.
بوغبا (23 عاما) لاعب وسط ماهر ومصدر الهام لشباب فرنسي متنوع عرقيا، فهو ابن مهاجرين من غينيا نشأ في ضواحي باريس السكنية، ليصبح من أكبر النجوم العالميين في كرة القدم.
قال عنه مدرب المنتخب ديدييه ديشان العام الماضي لصحيفة "لا غازيتا ديلو سبورت" الايطالية: "هو لاعب عظيم، شاب والناس تحبه خارج الملعب بسبب طريقة ملابسه وشعره ومظهره".
وعلى غرار ديشان وميشال بلاتيني ودافيد تريزيغيه قبله، يحمل بوغبا علم فرنسا مع يوفنتوس، لكن بطل ايطاليا قد لا يستطيع الحفاظ عليه كثيرا في ظل تهافت اكبر الاندية الاوروبية لضمه.
وقال وكيل اعماله مينو رايولا مؤخرا: "منذ مطلع السنة اتلقى 20 اتصالا هاتفيا بشأنه كل يوم، لكن لم يصلنا بعد العرض المطلوب".
وارتبطت اندية برشلونة وريال مدريد الاسبانيين وباريس سان جرمان الفرنسي بضمه، واشارت صحيفة "ليكيب" الى ان تشلسي الانكليزي اغوى يوفنتوس بعقد بلغ 102 مليون دولار اميركي العام الماضي.
قيمة بوغبا متعارف عليها، فقد وقع الصانع الألماني أديداس مؤخرا عقدا لعشر سنوات معه يدر عليه 4 ملايين يورو سنويا.
قساوة الطفولة
كان صعود بوغبا ملحوظا فقد بدأ ركل الكرة مع شقيقيه الكبيرين فلورنتان وماتياس التوأمين في حي لارنورديار.
قال فلورنتان لصحيفة "اكسبرس" العام الماضي: "بول اراد دوما اللعب معي انا وماتياس. قلت له انه يهدر وقته مع اطفال بعمره. لعب معنا وهذا ما شكل شخصيته".
اضاف: "كان الامر قاسيا عليه. احيانا كان يرحل باكيا بسبب عدم تكافؤ اللعبة من الناحية الجسدية".
مدافع منتخب غينيا فلورنتان (25 عاما) يحمل ألوان سانت اتيان راهنا، فيما يلعب المهاجم ماتياس مع بارتيك الاسكتلندي.
بدأ بول الصغير يبرز لدى انضمامه من اكاديمية لوهافر للناشئين الى مانشستر يونايتد الانكليزي بعمر السادسة عشرة في 2009.
وخاض مباراته الاولى في الدوري الانكليزي في يناير 2012 على ملعب "أولد ترافورد"، بيد انه ترك فريقه في الصيف متوجها الى يوفنتوس ولم يجدد عقده بعد 7 مباريات فقط.
كما هو متوقع، لم يتأثر السير اليكس فيرغوسون. وصف الاسكتلندي سلوك بوغبا ووكيله بالـ"مخيب": "لا اعتقد بانه ابدى اي احترام لنا كي اكون صريحا. انا سعيد ان يفعلوا ذلك بعيدا عنا".
تبين انه انتقال جيد، فاصبح بوغبا لاعبا اساسيا بسرعة مع فريق "السيدة العجوز" في تورينو، وقد حصد حتى الان 4 القاب متتالية في الدوري الايطالي. توج بوغبا ايضا بلقب الكأس الموسم الماضي، وقاده الى نهائي دوري ابطال اوروبا وخسر امام برشلونة الاسباني.
كان افضل لاعبي فرنسا خلال فوزها بكأس العالم تحت 20 سنة عام 2013، وقد استهل مشواره الدولي ضد جورجيا في مارس عامذاك، بعد ايام من عيد ميلاده العشرين.
يملك بوغبا في جعبته 29 مباراة دولية، ويتوقع ان يشكل خط وسط الزرق مع بليز ماتويدي ولاسانا ديارا خلال كأس اوروبا. بمقدوره تسجيل اهداف خارقة من مسافات بعيدة، ولا يمكن توقع اسلوب لعبه: "يثير الاعجاب بلعبه بقدر ما يطالب الناس اشياء عظيمة منه. ليس لاعب وسط دفاعيا او لاعب وسط هجوميا. عندما يشاهده المرء يشعر بانه لم يتابع ظاهرة مماثلة".
يقول بوغبا عن نفسه: "لست صانع العاب. اعيش من اجل الكمال واتعلم من اخطائي. قال لي ديدييه ديشان: بول، اترك الامور على بساطتها".
يتميز بوغبا بلياقته البدنية الهائلة وتقنياته العالية وقراءته الجيدة للعب وتسديداته القوية، لذا يعرف ديشان تماما انه يملك عبقريا.