العدد 5011 - الخميس 26 مايو 2016م الموافق 19 شعبان 1437هـ

أتلتيكو يتربص بالريال في مواجهة مكررة على لقب دوري الأبطال

تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم صوب استاد "جوزيبي ميازا" مساء غد (السبت) 28 مايو/ أيار 2016 لمتابعة لقاء السحاب بين قطبي العاصمة الأسبانية مدريد على لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

وللمرة الثانية في غضون ثلاثة مواسم فقط، يدير أبناء العاصمة الأسبانية وجوههم خارج مدينتهم لمشاهدة ديربي مثير على اللقب الأوروبي الغالي حيث يلتقي ريال مدريد جاره ومنافسه العنيد أتلتيكو مدريد غدا في نهائي دوري الأبطال لتكون المواجهة مكررة للمباراة النهائية بنفس البطولة في عام 2014.

وقبل عامين فقط، جمعت المباراة النهائية في لشبونة قطبي العاصمة الأسبانية للمرة الأولى لكن الفريقين عادا بجدارة إلى نهائي البطولة هذا الموسم ليتأكد فوز العاصمة الأسبانية مدريد باللقب بغض النظر عن نتيجة المباراة غدا.

ويستحوذ الريال على الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب الأوروبي برصيد عشرة ألقاب منها خمسة ألقاب أحرزها في النسخ الخمس الأولى للبطولة منتصف القرن الماضي فيما كان آخر ألقابه العشر السابقة في الموسم قبل الماضي.

ويأمل الريال في تعزيز رقمه القياسي لعدد مرات الفوز باللقب من خلال إضافة اللقب الحادي عشر غدا على حساب جاره أتلتيكو الذي يتطلع للفوز من أجل إحراز اللقب الأول له في تاريخ البطولة والثأر لهزيمته 1/4 أمام الريال في نهائي الموسم قبل الماضي.

وكان أتلتيكو قاب قوسين أو أدنى من الفوز باللقب قبل عامين وهو ما ينطبق أيضا على مشاركته الأخرى السابقة في النهائي وكانت عام 1974 ولكن أهداف اللحظات الأخيرة حرمت أتلتيكو من التتويج في المرتين أمام بايرن ميونيخ في 1974 والريال في 2014.

وقال المدافع الأوروجوياني الدولي دييجو جودين قائد فريق أتلتيكو، في تصريحات عن نهائي 2014 نشرها الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) على موقعه بالانترنت،: "خسرنا، ولكن يتعين علينا الاستفادة من الإيجابيات في مثل هذه الهزائم ونتعلم ما هو الشيء الذي نحتاج لتحسينه".

وأوضح جودين: "الآن، سنخوض مباراة نهائية أخرى، وعلينا الاستفادة من خبرتنا وتجربتنا السابقة للتأكد من عدم تكرار هذا".

وإذا حقق أتلتيكو الفوز هذه المرة وتوج بلقب دوري الأبطال، سيصنع الفريق إنجازا تاريخيا حيث سيكون خامس فريق فقط نجح في الفوز بجميع البطولات الأوروبية الثلاث الرسمية للأندية.

وسبق لأتلتيكو الفوز بلقب كأس أوروبا للأندية أبطال الكؤوس في 1962 ثم فاز بلقب بطولة الدوري الأوروبي في 2010 و2012.

وسبق لأربعة فرق فقط أن أحرزت ألقاب البطولات الأوروبية الثلاث وهي تشيلسي الإنجليزي وأياكس الهولندي وبايرن ميونيخ الألماني ويوفنتوس الإيطالي فيما لا يستطيع الريال دخول تلك القائمة حيث لم يسبق له الفوز بلقب كأس أبطال الكؤوس التي ألغيت منذ سنوات ولم يعد بمقدوره إحراز لقبها.

ومن المرجح أن يعتمد أتلتيكو بقيادة مديره الفني الأرجنتيني دييجو سيميوني على التأمين الدفاعي في مباراة الغد مع الاعتماد في الهجوم على المرتدات السريعة التي يجيد الثنائي الهجومي المكون من فيرناندو توريس والفرنسي أنطوان جريزمان استغلالها مثلما كانت هذه المرتدات السريعة وسيلة الفريق لاجتياز عقبة بايرن في المربع الذهبي.

وقال جريزمان: "سنكون على استعداد... سنتحلى بالتركيز في كل ثانية بكل دقيقة، وسنبذل كل ما بوسعنا مثلما كنا دائما".

وأوضح جريزمان: "قد يصبح حلما تحقق، وأتمنى أن أنال فرصة حمل كأس البطولة. أعلم أننا سنحتاج لبذل كثير من الجهد ولكننا مستعدون ولدينا الرغبة، وسنبذل كل ما بوسعنا للفوز بالمباراة اللقب".

ومنذ أن خسر أتلتيكو في نهائي 2014 أمام الريال ، فرض أتلتيكو هيمنته في المواجهات التي جمعته بالريال حيث مني بهزيمة واحدة في عشر مباريات جمعته بالريال في مختلف البطولات منذ ذلك الحين.

ولكن الفوز الوحيد للريال كان في أهم هذه المباريات العشر حيث تغلب على أتلتيكو 1/صفر في إياب دور الثمانية لدوري الأبطال في الموسم الماضي وأطاح به من البطولة بعدما انتهت مباراة الذهاب بينهما بالتعادل السلبي.

ورغم هذا السجل السيئ للريال في مباريات الديربي الأخيرة مع أتلتيكو، لا يرجح أن يعاني فريق كبير مثل الريال من أزمة ثقة.

وقال سيرخيو راموس قائد فريق الريال: "نعلم منافسنا جيدا. ونعلم تماما طبيعة الفريق الذي سنواجهه".

وكان راموس سجل هدف التعادل 1/1 في اللحظات الأخيرة من مباراة الفريقين بنهائي دوري الأبطال قبل عامين ليدفع باللقاء إلى وقت إضافي انتهى بفوز الريال 4/1.

وقال راموس: "إذا كان هناك أي فريق لم يغير فلسفته فإنه أتلتيكو. نعلم أن المباراة ستكون صعبة للغاية ومثيرة تماما أمام فريق يلعب بكثير من الحدة وقوة الشخصية".

وتألق الويلزي جاريث بيل فيما عانى زميله البرتغال كريستيانو رونالدو من الإصابات في أواخر الموسم الحالي وكان رونالدو مهددا بالغياب عن المباراة النهائية غدا بسبب كدمة في الفخذ تعرض لها خلال تدريبات الفريق منتصف هذا الأسبوع.

وقلص رونالدو نفسه من حجم تأثره بالإصابة كما ينتظر أن يدفع به الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني للريال في هذه المباراة تحت أي ظروف.

وسبق لزيدان أن فاز بلقب دوري الأبطال مع الريال كلاعب في 2002 وسجل خلال هذه المباراة هدفا رائعا بقذيفة مدوية سكنت منها الكرة مرمى باير ليفركوزن الألماني على استاد "هامبدن بارك" في جلاسجو.

وفي غضون خمسة شهور فقط قاد فيها الريال، قلص زيدان الفارق مع برشلونة في الدوري الأسباني من ست نقاط إلى نقطة واحدة لكنه حل ثانيا في ختام الموسم بفارق هذه النقطة خلف برشلونة الذي توج باللقب.

ولهذا، يحتاج زيدان إلى الفوز مع الريال باللقب الأوروبي غدا لاسيما وأن شعور الجماهير بالضجر من إخفاق المدربين أصبح عادة سائدة في الريال.

وإذا فاز الريال على أتلتيكو غدا، سيصبح زيدان سابع شخص يتوج باللقب كلاعب وكمدرب حيث سبقه كل من ميجيل مونوز وجيوفاني تراباتوني ويوهان كرويف وكارلو أنشيلوتي وفرانك ريكارد وجوسيب جوارديولا.

كما ينتظر أن يكون فوز الريال باللقب الأوروبي بمثابة دفعة لفكرة استمرار زيدان في قيادة الريال.

وقال زيدان: "ما زال أمامي الكثير لأتعلمه لكنني أمتلك الرغبة في هذا... أسعى لامتلاك هذه الإمكانيات التي تجعلني مدربا مهما".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً