قالت منظمة العفو الدولية اليوم الجمعة (27 مايو / أيار 2016) ان عشرات السجناء في جنوب السودان يتم اعتقالهم في ظروف تشبه التعذيب حيث يتكدسون في حاويات معدنية في ظل حرارة خانقة مع الحد الادنى من الماء والطعام.
واضافت المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان، ان العديد من السجناء، وغالبيتهم متهمون بانهم على صلة مع المعارضة او مجموعات متمردة قضوا من جراء هذه المعاملة غير الانسانية. وقالت المنظمة ان السجناء تعرضوا ايضا للضرب من قبل جنود.
وقال موثوني وانيكي، مدير المنظمة في شرق افريقيا ان "المعتقلين يعانون في ظروف مروعة والمعاملة التي يتلقونها هي تعذيب لا اكثر ولا اقل"، مضيفا بأنه "يتم اطعامهم فقط مرة او مرتين اسبوعيا ولا تقدم لهم كمية كافية من ماء الشرب".
ولم يصدر رد فوري من جيش جنوب السودان الذي نفى في السابق تقارير عن اختناق سجناء داخل حاويات للشحن العام الماضي.
وفي جنوب السودان غالبا ما تستخدم الحاويات المعدنية كزنزانات مؤقتة. ويمكن ان تتجاوز الحرارة بسهولة 40 درجة مئوية.
وقالت منظمة العفو ان السجناء محتجزون في موقع يدعى غوريم يضم سجنا بدائيا، على بعد نحو 20 كلم جنوب جوبا.
واظهرت صور التقطتها الاقمار الاصطناعية يعتقد انها لموقع السجن، اربع حاويات شحن معدنية مصفوفة على شكل حرف لام (بالاجنبية) داخل سياج مزدوج.
وقال وانيكي "يجب اطلاق سراح جميع المعتقلين او توجيه الاتهام لهم رسميا ومحاكمتهم امام محاكم مستقلة" مضيفا ان معظمهم مدنيون "لم يتم توجيه اي اتهام لهم".
وفي تشرين الاول/اكتوبر 2015 قتلت القوات الحكومية 50 شخصا على الاقل في بلدة لير بعد ان كدستهم في حاوية شحن في ظل حر شديد، بحسب مراقبي وقف اطلاق النار من لجنة المراقبة والتقييم المشتركة المدعومة دوليا.
ونفت الحكومة مقتل اولئك السجناء، غير ان محققي منظمة العفو الدولية تحدثوا فيما بعد الى 23 من شهود العيان قالوا انهم رأوا ادخال الرجال والفتيان بالقوة الى الحاوية مقيدي الايدي، او شاهدوا الجثامين فيما بعد يتم جرها بعيدا ورميها.
واندلعت الحرب الاهلية في جنوب السودان في كانون الاول/ديسمبر 2013 غير ان زعيم المتمردين رياك مشار عاد الى العاصمة الشهر الماضي في اطار اتفاق سلام اصبح بموجبه نائبا للرئيس سلفا كير وشكل معها حكومة وحدة.
غير ان الاشتباكات تستمر بين مختلف الميليشيات التي لم تعلن ولاءها لا الى كير ولا الى مشار.
وجميع الاطراف متهمة بتنفيذ مجازر اتنية وتجنيد وقتل اطفال والقيام بعمليات اغتصاب واسعة والتعذيب واجبار الاهالي على النزوح "لتطهير" المناطق من معارضيهم.