بمشاركة كبيرة وفاعلة لمملكة البحرين، اختتمت القمة العالمية للعمل الإنساني، التي نظمتها الأمم المتحدة، وهي القمة الأولى من نوعها حضرها أكثر من 8000 مشارك يمثلون 173 دولة بمن فيهم 55 من رؤساء الدول و350 ممثلاً عن القطاع الخاص و2000 من المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية.
وأعرب الأمين العام في ختام كلمته عن خيبة أمله لتغيب رؤساء الدول السبع الكبرى باستثناء المستشارة الألمانية، وطلب من هذه الدول أن تعيد النظر في حساباتها وأن تراجع نفسها بشأن التحديات الكبيرة التي تواجه العالم بخصوص مسألة اللاجئين، مؤكداً في ختام القمة ضرورة إدراج اللاجئين في خطط التنمية الوطنية والمدنية، لافتاً إلى الدور الكبير الذي يقع على عاتق الدول والحكومات المحلية، من أجل تهيئة مناخ آمن للاجئين، مشدداً على أهمية تأمين فرص اقتصادية للاجئين ودعم علاقاتهم مع المجتمع المضيف، وتوفير الخدمات التعليمية.
وقد صدر عن المؤتمر نحو 1500 التزام من بينها صندوق التعليم لا يستطيع الانتظار بهدف تقديم تعليم نوعي للأطفال واليافعين في مناطق الأزمات، والصفقة الكبرى والتي من شأنها زيادة فعالية الاستثمار في حالات الاستجابة للطوارئ، والشراكة العالمية للاستعداد الاستباقي في عشرين دولة تعتبر أكثر تعرضاً للأزمات، وائتلاف المليار إنسان للصمود والذي يهدف إلى تعبئة مليار شخص لبناء مجتمعات أكثر أمناً واستقراراً في العالم.
ووفي هذا السياق فإن الأمم المتحدة تقدر عدد اللاجئين على مستوى العالم بحدود 130 مليون شخص، يعتمدون على المساعدات الدولية التي غالباً ما تُشرف عليها الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى، وأن حجم المساعدات الإنسانية السنوية تضاعف 12 مرة خلال 15 عاماً الأخيرة ليصل إلى 245 مليار دولار.
ومن ناحيته فإن وفد مملكة البحرين في القمة قد كانت له مشاركة قوية وفاعلة تمثلت في كلمة لوزير شئون مجلسي الشورى والنواب غانم فضل البوعينين أكد فيها أن رؤية عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للعمل الإنساني تتركز على خدمات التعليم، الإعاشة، والصحة لضمان استمرارية الأمل.
ولم تنحصر مشاركة البحرين بالكلمة التي قدمت في القمة العالمية بل أجرى الوفد البحريني العديد من اللقاءات الجانبية مع شخصيات عالمية في مجال العمل الإنساني والتطوعي والخيري، ومع ممثلي منظمات دولية متخصصة، ومع مسئولين حكوميين بهدف تعزيز الروابط الثنائية والتنسيق في مجالات العمل الإغاثي الطارئ وغيره، من المهمات التي تفرض نفسها بالتنسيق والتعاون بين البحرين والدول والمنظمات العاملة في مجال العمل الإنساني عموماً.
الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية مصطفى السيد أدلى بحديث لموفد وكالة أنباء البحرين (بنا) إلى القمة العالمية، أكد فيه أن «منظمة الأمم المتحدة استطاعت أن تشرك غالبية دول العالم في القمة العالمية للعمل الإنساني وهي الأولى من نوعها، وأعتقد أن ذلك يعد نجاحاً كبيراً لهذه القمة، لأنها جمعت الخبراء والمختصين والمسئولين الرسميين في بلدانهم عن العمل الإنساني.
على صعيد آخر، وفي لقاء خاص على هامش القمة مع موفد وكالة أنباء البحرين، قال رئيس بلدية إسطنبول قادير طوب باش «إن منطقة الشرق الأوسط تتعرض لمؤامرات وإرهاب منظم سبب ما تتمتع به المنطقة من موارد وثروات وإمكانيات هائلة، لذا يجب علينا كدول أن نتعاون وأن نتبادل الخبرات في مجال مكافحة هذه التنظيمات الإرهابية».
وخلال زيارة موفد (بنا) لمدينة غازي عنتاب التركية المعروفة باحتضانها لما يزيد على 3 ملايين لاجئ، قال محافظ المدينة خليل أيوماظ: «إن هناك مساعدات تقدم من قبل دول الخليج العربي للاجئين السوريين وإننا نرحب بأية مبادرة أو مساهمة في هذا العمل الإنساني».
وفي سؤال لوكالة أنباء البحرين لأيوماظ عن إذا ما كان يتم تقسيم اللاجئين السورين في المخيمات بحسب تصنيف مذهبي أو عرقي، قال أويوماظ: «يتم فصل اللاجئين بحسب العرق والديانة والمذهب، وذلك بعد أن يتم استكمال جمع جميع بيانات اللاجئين وقت وصولهم، ولذلك لضمان عدم حدوث أي نزاعات أو مشاكل بين طرف من الأطراف وسط اللاجئين».
وفي سؤال متصل عما إذا كان هذا الفصل بين اللاجئين جاء بناءً على طلب من اللاجئين أنفسهم، قال أيوماظ: «إن الحكومة المركزية في تركيا هي من تقرر ذلك، لضمان سلامة الجميع».
وفي السياق ذاته، زار موفد وكالة أنباء البحرين أحد مخيمات اللاجئين بمدينة غازي عنتاب، طرحنا عليهم سؤالاً عن الوضع الإنساني لهم في المخيم، حيث ذكروا أنهم «يتمتعون بحياة طيبة وخدمات متكاملة في المخيمات، وإن ما يصل إليهم من مساعدات تركية ومن الأشقاء في الخليج أسهم في رفع معاناتهم وتحسينها وضعهم الراهن».
ومن خلال حديثهم لوكالة أنباء البحرين (بنا)، دعا اللاجئون السوريين أشقاءهم في دول الخليج عامة والبحرين خاصة أن «لا ينجروا إلى الدعوات الطائفية وأوهام تجار الموت، كما تم التغرير سابقاً بكثير من السورين من قبل الجماعات الطائفية والدخيلة علينا، ونوجه رسالتنا لإخوتنا في البحرين خاصة من كل الطوائف أن التفوا حول وطنيتكم ولا يغرنكم مكر أعدائكم باسم الإخوة في الدين».
العدد 5011 - الخميس 26 مايو 2016م الموافق 19 شعبان 1437هـ