أصبحت رضيعة نجت من حادث انقلاب قارب أدى إلى مقتل والديها الثلثاء الماضي (24 مايو/ أيار 2016) واستحوذت على قلب طبيب إيطالي، الوجه الجديد لمأساة المهاجرين الذين يتدفقون إلى إيطاليا في قوارب الموت.
ونقلت الرضيعة «فيفور» الاربعاء الماضي وحيدة إلى جزيرة لامبيدوزا الأقرب إلى شواطئ شمال إفريقيا منها إلى إيطاليا، بعد أن غرق والدها ووالدتها الحامل خلال رحلة مأساوية تركت على أجساد العديد من الناجين آثار حروق خطيرة.
وانقلب القارب الذي كان يحمل نحو 120 شخصاً بينهم والدا «فيفور» ومعظمهم من مالي ونيجيريا، بعد أن تدافع المهاجرون إلى أحد جانبيه عندما شاهدوا قارب نجاة.
ونقل الناجون الذين انتشلوا من البحر إلى مستشفى لامبيدوزا وإلى مركز لاستقبال المهاجرين، وكان من بينهم الصغيرة «فيفور» التي كانت ترتدي قبعة زرقاء.
دأب بترو بارتولو الطبيب الوحيد في الجزيرة على العناية بمئات المهاجرين المصابين بنقص التغذية والجفاف والخوف، وفحص جثث لا تعد ولا تحصى لمن غرقوا في مياه المتوسط منذ بدأت ازمة اللاجئين.
إلا أن الصغيرة «فيفور» تركت في نفسه أثراً خاصاً.
وقال بارتولو «لقد طلبت أن اتبناها، وأريد أن أبقيها معي إلى الأبد». وأضاف في مقابلات نشرتها مختلف وسائل الإعلام الإيطالية أمس (الخيمس)، أنه إذا لم يتمكن من الحصول على حضانة الطفلة «فإن على أحد ما أن يتبناها ويمنحها حياة جديدة». ووصفها بأنها «طفلة رائعة. لقد عانقتني، ولم تذرف دمعة واحدة».
شاهد بارتولو الصغيرة «فيفور» عند وصولها في قارب نجاة، وتلقفها من أيدي شابة كانت من بين 20 شخصاً يعانون من جروح خطيرة اضطرتها إلى دخول المستشفى، وأخبرته بمقتل والدي الطفلة الصغيرة.
وفي حال حصل الطبيب بارتولو (59 عاماً) على حق حضانة الطفلة، فإنها لن تكون الأولى التي يتبناها. فقد تبنى فتى تونسياً كان يبلغ من العمر 17 عاماً قبل خمس سنوات، بحسب ما أوردت صحيفة «لا ستامبا» اليومية.
وعلى صعيد متصل، أعلن مسئول في الشرطة اليونانية أمس (الخميس) انتهاء عملية إخلاء مخيم ايدوميني للمهاجرين في اليونان على الحدود مع مقدونيا. وقال المصدر في اليوم الثالث من عملية الإخلاء «نقلنا 783 شخصاً وانتهى الأمر، لم يعد في المخيم أحد، لم يعد هناك سوى خيام المنظمات الإنسانية».
وقالت السلطات اليونانية إن 8424 شخصاً كانوا يقيمون في المخيم يوم (الإثنين) الماضي قبل بدء العملية.
وبعد إرجائها عدة مرات، باشرت السلطات اليونانية عملية الاخلاء (الثلثاء) مع توافر مراكز إيواء لأكثر من ستة آلاف شخص في المنطقة.
وقد أصبح هذا المخيم رمزاً للمعاناة الإنسانية والفوضى فيما تواجه أوروبا أسوأ أزمة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية.
العدد 5011 - الخميس 26 مايو 2016م الموافق 19 شعبان 1437هـ