حزم مهاجرون أمتعتهم وانطلقوا.. بعضهم إلى الحقول وآخرون إلى محطة للوقود يجمعهم هدف واحد وهو تجنب الذهاب إلى مخيمات للمهاجرين تديرها السلطات في اليونان خشية أن يجدوا أنفسهم محاصرين بداخلها في نهاية المطاف.
وعاش هؤلاء على مدى أشهر في إيدوميني في خيام نصبت على مساحة كبيرة على الحدود الشمالية لليونان مع مقدونيا في تجسيد لمأساة إنسانية قبل أن تبدأ الشرطة في استخدام جرافات لإجلائهم يوم الثلثاء.
وكان أكثر من ثمانية آلاف شخص أكثرهم سوريون وعراقيون وأفغان يعيشون هناك أملا في الوصول إلى شمال أوروبا كحال نحو مليون مهاجر ولاجئ سبقوهم. لكن تقطعت بهم السبل في اليونان بعد إغلاق الحدود مع دول البلقان.
وأصبح مخيم إيدوميني خاويا تقريبا اليوم الخميس (26 مايو/ أيار 2016) لكن الشرطة تقول إنها لم تنجح إلا في نقل نحو 2400 شخص إلى منشآت تديرها الدولة.
وبدلا من ذلك نصبت عشرات الخيام في محطة وقود ببلدة إيفزوني على بعد نحو ستة كيلومترات وبدأ عشرات آخرين في إقامة خيام على مقربة في أرض عشبية.
وقال ديار وهو سوري عمره 18 عاما إنه استيقظ من النوم اليوم ليجد الشرطة اليونانية تطالبه بأن يستقل حافلة للذهاب إلى مخيم رسمي لكنه رحل بطريقته الخاصة.
وأضاف "أبحث عن أحد المهربين.. الكل هنا يسعى لإيجاد مهرب والذهاب من هنا.. سواء بالطائرة أو سيرا على الأقدام أو بأي طريقة كانت."
ولم يعلن المسؤولون اليونانيون أرقاما لعدد من يحتمل أنهم رحلوا بطريقتهم الخاصة.
وتقول منظمات إغاثة إن المواقع الجديدة -بعضها في مستودعات ومناطق صناعية مهجورة- غير مجهزة بطريقة ملائمة. وطالبت هذه المنظمات اليونان التي تمر بأسوأ أزماتها الاقتصادية منذ عقود بتحسين الأوضاع هناك.
وتقول الحكومة إن أكثر من 54 ألف مهاجر لا يزالون على الأراضي اليونانية. وزادت طلبات اللجوء بشدة خلال الأشهر الماضية مما يزيد من العبء الذي يتحمله نظام اللجوء الذي يواجه انتقادات بأنه بطئ وغير كفؤ.
ولم يتحقق تقدم في خطة لإعادة توزيع 160 ألفا من طالبي اللجوء من اليونان وإيطاليا وغيرهما من دول الاتحاد الأوروبي لتخفيف الضغط على الدول التي يقصدها المهاجرون مباشرة.
وانتهت السلطات حتى الآن من إعادة توزيع عدد يزيد بقليل على 1100 شخص.