بعدما قاد أتلتيكو مدريد إلى الفوز بألقاب الدوري الأسباني وكأس ملك أسبانيا والدوري الأوروبي لكرة القدم في غضون أربعة أعوام ونصف العام التي تولى فيها مسئولية الفريق، يتطلع المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني إلى تتويج جهوده مع الفريق بلقب دوري أبطال أوروبا.
ويقود سيميوني الفريق في نهائي دوري الأبطال بعد غد (السبت) أمام جاره ومنافسه العنيد ريال مدريد في المباراة النهائية لدوري الأبطال بمدينة ميلانو الإيطالية لتكون مواجهة مكررة لنهائي البطولة نفسها والذي جمع قطبي العاصمة الأسبانية مدريد قبل عامين.
ويطمح سيميوني إلى بلورة جهوده الرائعة في إعادة بناء الفريق على مدار السنوات الماضية من خلال الفوز باللقب الأول لأتلتيكو في تاريخ دوري الأبطال.
وما زال لقب دوري الأبطال هو الوحيد الغائب عن سجل سيميوني بعدما قاد أتلتيكو للفوز بلقب الدوري الأوروبي في 2012 وكأس ملك أسبانيا في 2013 والدوري الأسباني في 2014 .
وذكرت إذاعة "ماركا" الأسبانية: "يوم السبت سيكون يوما عصيبا لسيميوني. قد يكون هو اليوم الذي يستكمل به عملية إعادة الحياة لأتلتيكو من خلال قيادة الفريق لأول لقب له في دوري الأبطال.
وكان سيميوني قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هذا الإنجاز قبل عامين عندما التقى ريال مدريد بالذات في نهائي البطولة بالعاصمة البرتغالية لشبونة.
وكان أتلتيكو متقدما على الريال 1/صفر حتى قبل دقيقتين فقط من نهاية المباراة ولكن المدافع العملاق سيرخيو راموس منح هدف التعادل لفريقه بضربة رأس قبل نهاية اللقاء مباشرة ليقود المباراة إلى وقت إضافي انتهى بفوز الريال 4/1.
وعن سيناريو نهائي البطولة قبل عامين، قال سيميوني : "كان أمرا قاسيا للغاية علينا".
وأضاف "لكن نتائجنا أمام الريال هذا الموسم كانت جيدة. نشعر بالتفاؤل قبل مباراة السبت المقبل".
ونادرا ما شهد أي فريق هذا التحول الهائل والتام بهذه السرعة على يد مدرب واحد.
وبعد سبع سنوات من اعتزاله اللعب، عاد سيميوني في يناير 2012 إلى فريقه القديم ليتولى عملية الإنقاذ وسط تأزم موقف الفريق آنذاك وحالة التشاؤم والارتباك التي سيطرت على مشجعيه بسبب اقتراب الفريق كثيرا من منطقة المهددين بالهبوط في جدول الدوري الأسباني.
ونجح سيميوني، الذي يشتهر بـ"رجل الملابس السوداء"، في إعادة التفاؤل سريعا إلى أتلتيكو ليرفع حجم التوقعات الملقاة على عاتق الفريق الذي فاز معه من قبل كلاعب بثنائية الدوري والكأس في أسبانيا عام 1996 حيث كان سيميوني بطلا حقيقيا في خط وسط الفريق.
وحتى أكثر المتفائلين والمتحمسين من مشجعي أتلتيكو لم يتوقع "ثورة سيميوني" مع الفريق ولم يتوقع أن تثمر بهذه السرعة وهذا السخاء.
واعتمد سيميوني في ثورته لبناء الفريق على استبعاد اللاعبين الذين لم ينبهر بمستواهم واستعان مكانهم بعدد من الوجوه الجديدة إضافة لبذل مزيد من الجهد داخل وخارج الملعب معتمدا على مدى إخلاص وحماس الجميع في خدمة هذا النادي.
ولجأ سيميوني في خطط لعب الفريق إلى التأمين الدفاعي مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة.
وكان هذا الأسلوب الخططي سببا في توجيه انتقادات عديدة له وللفريق لكن أكثر منتقديه لم يترددوا في التعبير عن إعجابهم بنجاح سيميوني في قيادة فريقه للتفوق على عمالقة آخرين في القارة الأوروبية مثل برشلونة الأسباني وبايرن ميونيخ الألماني رغم الإمكانيات المتواضعة للنادي المدريدي.
وقال أسطورة كرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد ، قبل المواجهة المرتقبة مع أتلتيكو، : "سيميوني يعلم بالفعل كل شيء عن كرة القدم بينما ما زلت بحاجة لتعلم الكثير".
والتقى سيميوني وزيدان مرة واحدة سابقة من مقاعد المدير الفني وكان ذلك في مباراة الريال مع أتلتيكو بالدوري الأسباني في مارس الماضي والتي انتهت بفوز أتلتيكو 1/صفر في ملعب الريال.