عندما يخوض فعاليات بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2016) المقررة بالولايات المتحدة في يونيو المقبل، سيكون المنتخب الكولومبي لكرة القدم على موعد مع ارتداء زي أبيض يشبه كثيرا الزي الذي ارتداه في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي.
ولكن هذا التغيير في الزي لن يكون الهدف الذي ينشده المنتخب الكولومبي في كوبا أميركا 2016 حيث يسعى الفريق إلى هدف أكبر وأسمى وهو الظهور بشكل جديد ومختلف عما كان عليه في الآونة الأخيرة.
وسطع المنتخب الكولومبي في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل وبلغ دور الثمانية عن جدارة قبل أن يسقط أمام نظيره البرازيلي صاحب الأرض، ولكن مستوى الفريق تراجع بشكل واضح منذ ذلك الحين فلم يقدم المستوى المتوقع منه خاصة في كوبا أميركا 2015.
وبعد الأداء الراقي للفريق في المونديال البرازيلي، سعى مديره الفني الأرجنتيني خوسيه بيكرمان إلى تطوير أداء الفريق خلال كوبا أميركا 2015 في تشيلي وكذلك في المباريات الأولى بتصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال 2018 ولكن الفريق عانى في كليهما.
وقال بيكرمان: "هذه الفترة التي أعقبت مشاركتنا في كأس العالم كانت صعبة للغاية لأن بعض اللاعبين اعتزلوا اللعب وبعضهم انتقل لفرق لا تنافس بشكل كبير".
وكانت الإصابات التي تعرض لها بعض لاعبو المنتخب الكولومبي، والتي أثرت على استمراريتهم في المشاركة مع أنديتهم بعدما لفتوا الأنظار إليهم في مونديال 2014، سببا في تغيير شكل ومستوى الفريق للدرجة التي أجبرت بيكرمان على استدعاء بعض لاعبي الدوري المحلي في كل مرة يعلن فيها قائمة الفريق استعدادا لمواجهات مقبلة.
ولا يزال خيمس رودريجيز نجم ريال مدريد الأسباني هو الأكثر شهرة من بين لاعبي المنتخب الكولومبي ولكن مواطنه كارلوس باكا نجم ميلان الإيطالي يبدو الأكثر تألقا.
ويرى كارلوس فالديراما، الذي يعتبره كثيرون حتى الآن هو اللاعب الأفضل في تاريخ الكرة الكولومبية، أن بيكرمان عليه أن يضع في اعتباره أن المنتخب الكولومبي يتألف من "باكا وعشرة لاعبين آخرين" في إشارة إلى أن باكا هو الأفضل في الوقت الحالي ويمكن بناء الفريق من حوله.
وأوضح فالديراما، في مقابلة أجريت معه مؤخرا: "باكا هو اللاعب الوحيد الذي تأقلم سريعا مع كل بطولات الدوري المحلية بأوروبا. إنه نجمنا الأفضل وعلى بيكرمان الاستفادة منه بأفضل شكل ممكن".
وأوقعت القرعة المنتخب الكولومبي في المجموعة الأولى الصعبة للغاية بالدور الأول لكوبا أميركا 2016 حيث يلتقي فيها منتخبات الولايات المتحدة وباراجواي وكوستاريكا.
نجم الفريق
رغم المستوى الرائع الذي ظهر عليه كارلوس باكا مع فريق ميلان في الموسم المنقضي، ما زال خيمس رودريجيز لاعب ريال مدريد الأسباني هو النجم الأبرز للمنتخب الكولومبي علما بأن مستواه في الموسم المنقضي يقل كثيرا عن مستواه مع المنتخب الكولومبي في كأس الالم 2014 بالبرازيل وكذلك عن مستواه في الموسم الأول له مع الريال.
المدير الفني للفريق
تولى الأرجنتيني خوسيه بيكرمان منصب المدير الفني للمنتخب الكولومبي قبل أربع سنوات وتوج مجهوداته مع الفريق ببلوغ دور الثمانية في المونديال البرازيلي بعدما قلب مسيرة الفريق رأسا على عقب في التصفيات المؤهلة للبطولة منذ تولى مسؤولية الفريق بوسط التصفيات.
وخلال أربع سنوات له في هذا المنصب، عمد بيكرمان إلى تجربة نحو 60 لاعبا حتى نجح في تكوين منتخب قوي، ولكن كثيرا من المعلقين والمحللين الكرويين يرون أن أي اهتزاز في مسيرة الفريق بالتصفيات المؤهلة لمونديال 2018 بروسيا قد يطيح بالمدرب الأرجنتيني من قيادة الفريق.
مباريات الفريق في كوبا أميركا 2016
يستهل المنتخب الكولومبي مسيرته في المجموعة الأول بالبطولة بلقاء نظيره الأمريكي في المباراة الافتتاحية للبطولة والمقررة في الثالث من يونيو المقبل بمدينة سانتا كلارا ثم يلتقي منتخبي باراجواي وكوستاريكا في 7 و11 من الشهر نفسه بمدينتي باسادينا وهيوستن على الترتيب.
إنجازات الفريق
رغم تاريخه العريض، لم يحرز المنتخب الكولومبي أي ألقاب عالمية ولكنه توج بلقب كوبا أميركا 2001 التي استضافتها بلاده. وفي كوبا أميركا 1975، حل الفريق ثانيا.
