أعلنت حركة «طالبان» الأفغانية أمس الأربعاء (25 مايو/ أيار 2016) تعيين الملا ورجل الدين هيبة الله أخوند زاده زعيماً جديداً لها وهو خيار تم اتخاذه سريعاً، ليحل بذلك مكان الملا منصور الذي قتل في غارة شنتها طائرة أميركية بلا طيار.
وتزامناً مع هذا الإعلان، قتل 10 أشخاص في عملية انتحارية استهدفت حافلة صغيرة تقل موظفي محكمة في ضاحية غرب كابول، على ما أفادت السلطات المحلية وبعثة الأمم المتحدة في أفغانستان. وأعلن المتحدث باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد تبني الحركة للهجوم.
وعقد المتمردون اجتماعات طارئة منذ الأحد، غداة مقتل الملا منصور في باكستان، قبل أن يعلنوا مقتله رسمياً أمس (الأربعاء). وبعد ثلاثة أيام من المداولات، وقع اختيارهم على الملا هيبة الله أخوند زاده رجل الدين المعروف لدى قلة فقط، واليد اليمنى السابق للملا منصور.
وتتباين السرعة في الإعلان عن تعيين هيبة الله مع الفترة الطويلة التي أخفت خلالها مقتل الملا عمر، القائد التاريخي لطالبان الذي قتل العام 2013 في باكستان.
ويواجه أخوند زاده مهمة صعبة تتمثل في توحيد حركة مجزأة ومقسمة إزاء مسألة استئناف محادثات السلام مع الحكومة الأفغانية.
وتم تعيينه «بالإجماع، وبايعه الجميع»، حسب ما أكدت الحركة في بيان على شبكة الإنترنت.
وقالت ثلاثة مصادر من «طالبان» في باكستان لوكالة «فرانس برس» إن منصور أوصى بأن يتولى هيبة الله بعده.
ويتحدر الملا هيبة الله من قندهار، قلب بلاد البشتون في جنوب أفغانستان، وليست لديه أي من صفات المحارب الكبير.
وسيكون على الملا هيبة الله تسوية المسألة الشائكة المتعلقة باستئناف الحوار مع الحكومة الأفغانية في محاولة لإنهاء التمرد المستمر منذ قرابة 15 عاماً.
ففي عهد سلفه، علقت محادثات السلام القصيرة إلى أجل غير مسمى في الصيف الماضي، وباءت كل جهود كابول لإعادة حركة «طالبان» إلى طاولة المفاوضات بالفشل.
ورداً على سؤال لـ «فرانس برس»، قال المتحدث باسم الرئيس الأفغاني، أشرف غاني، دعوة خان مينابال، إن تعيين هيبة الله قد يشكل «فرصة جيدة لاستئناف المحادثات ولتحذير عناصر طالبان الذين يرفضون تسليم أسلحتهم من أنهم سيلقون مصير منصور».
ويشكك المراقبون إلى حد كبير بنية الزعيم الجديد إحياء الحوار. وقال يوسف زاي «لن يتفاوض» مع الحكومة الأفغانية.
من جهته قال المحلل الباكستاني، أمير رانا إن الملا هيبة الله «يعتبر من مؤيدي مفاوضات السلام (...) لكنه لا يستطيع فعل أي شيء من دون إجماع مجلس الشورى»، الهيئة القيادية لحركة «طالبان» التي يرفض عدد كبير من أعضائها الحديث عن أي مفاوضات.
من جانب آخر، قال مسئولون إن عشرة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب أربعة آخرون أمس (الأربعاء) في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عاملين بمحكمة استئناف غربي العاصمة كابول وأعلنت حركة «طالبان» مسئوليتها عنه.
وقال المتحدث باسم «طالبان»، ذبيح الله مجاهد إن الهجوم على العاملين في النظام القضائي جاء رداً على قرار الحكومة الأفغانية في وقت سابق الشهر الجاري بإعدام ستة سجناء من «طالبان» صدرت عليهم أحكام بالإعدام. وتابع أن هجمات أخرى ستنفذ.
وقال في بيان «سنستمر في هذا المسار».
وكان قرار الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني بإعدام السجناء جزءاً من سياسة صارمة تجاه الحركة بعد هجوم انتحاري نفذته الحركة المتشددة وقتل 64 شخصاً على الأقل في كابول.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إن عشرة أشخاص قتلوا وأصيب أربعة في هجوم أمس في حين قالت «طالبان» إنه سقط 22 بين قتلى ومصابين.
العدد 5010 - الأربعاء 25 مايو 2016م الموافق 18 شعبان 1437هـ