تصريح السفير الهندي الأخير عن «وجود بحرينيين في مومبي للاستثمار في القطاع الزراعي الهندي لتحقيق الأمن الغذائي في البحرين» يثبت ويؤكد ما كنّا ننتقده من انحراف وتناقضات سياساتنا الزراعية، وخروجها عن المنطق والعقل ومصلحة الوطن.
تصريح السفير الهندي يبدو تكملةً لآخر جملة كتبناها في مقال أمس «ماذا بعد مذبحة النخيل»، حيث نشاهد من يتباهى اليوم بقتلها، وتجريف ما تبقّى من أراضٍ زراعيةٍ خصبة، ونجلس كالمشاهدين الحيارى نرقب أحد مشاهد انتصارات الرأسمالية الجشعة. فالليبرالية المتوحشة التي دمّرت البحر والثروة السمكية، تشمّر عن ساقيها اليوم للإجهاز على ما تبقّى من ثروة زراعية.
العالم مقبلٌ على أزمة غذاءٍ عالمية، ويذكر القرّاء ما حصل قبل ثمانية أعوام، من تفجر أزمة غذاء ذات طابع دولي، وكانت دولنا النفطية أكثر الدول تضرُّراً وجزعاً من حدوثها، لأننا لا ننتج غير النفط، ولو حصلت حربٌ كبيرةٌ لا سمح الله وأُغلِقت المضائق المائية، ستتعرض شعوبنا للمجاعة، بعدما تنفد الأطعمة من المتاجر والمستودعات خلال شهرٍ واحدٍ فقط.
يومها، تفتّقت بعض العقول عن أفكار غريبة، لتأمين «الأمن الغذائي» كما قيل، من بينها شراء أراضٍ زراعية في بعض الدول مثل تايلند والهند والسودان. كانت فكرةً خرافيةً تبيع أمناً وهمياً لشعوبٍ لا تنتج حتى رغيف الخبز، متناسين أن الأمن الغذائي لا يتحقّق إلا داخل أراضيك، أو أراضي دولٍ تربطك بها علاقات استراتيجية طويلة الأمد، وهو ما لا يتحقق اليوم للعرب حتى مع الحلفاء الأميركيين أو البريطانيين أو الفرنسيين.
هذا التخبط والتناقض، يدل على فشل رأسماليتنا ونظامنا الاقتصادي، اللذين شاركا في تدمير ما تبقّى من أراضٍ زراعية، ظلّت منتجةً للعديد من الغلال الزراعية ومازالت قادرة على الإنتاج، وأقيم فوق أشلائها مبانٍ تجارية ومجمعات سكنية، خُصّص أغلبها للأجانب وأصحاب الدخل المرتفع، في «كومبونات» مغلقة في وجه أغلبية المواطنين. وفي المرحلة الأخيرة يتم رفع الحماية عن «الحزام الأخضر»، لنشهد أكبر مذبحة للأراضي الزراعية، وسط صمت المجالس النيابية والبلدية التي يفترض أن تكون أول المدافعين عن مصالح الوطن وثرواته.
لن نتكلّم عن أنظمة الحماية للمعالم الحضارية والأثرية المتّبعة في الدول الديمقراطية بحكم القانون، بما فيها المحميات الطبيعية والأحياء الشعبية والأراضي الزراعية. بل سنتكلم عن دول مجاورة، كالإمارات العربية المتحدة، حيث تحرص على تنمية الزراعة وتطويرها، ودعم المزارعين بمختلف الطرق، من توفير الأراضي والعمالة اللازمة وتوفير المياه، رغم أن التربة لديهم رمليةً تحتاج إلى الكثير من المياه، بينما نعمل على تقليص المساحات الخضراء والقضاء على الزراعة بأسرع وقت.
في هذا الوقت بالذات، يكون قرار القضاء على الزراعة خطأً استراتيجياً فادحاً، والمفترض أن نحرص أكثر من غيرنا على استدامتها، لأنها ثروةٌ لا تُعوّض، ولدينا مقوماتٌ كبيرةٌ لتطويرها، ولدينا قوى عاملةٌ وطنيةٌ مخلصةٌ، ملتصقةٌ بالعمل في الأرض، يقارب عددها الألف عامل، إلى جانب عمالةٍ أجنبيةٍ تساعدها بحدود التسعة آلاف. ولدينا أراضٍ خصبة، نفرّط بها بتحويلها إلى أرضٍ اسمنتية، رغم أن أكثر من نصف مساحة البحرين صحراء وبرٌّ غير مأهول. فنحن بهذه السياسة، نقضي على الأرض الخصبة، ثم نعد المزارع بإعطائه أرضاً بديلةً في الصحراء!
في المملكة العربية السعودية، رغم إمكاناتها الهائلة، وثرواتها الكبيرة، فإنها تحمي مزارعيها، وتمنع تصدير بعض منتجاتها الزراعية للخارج، لتضمن توفير الغداء لمواطنيها، بينما نحن نحاصر المزارع ونقلّل عليه الماء، ونقضي على ما تبقى من زراعة، ونفتح المجال للاستيراد.
موضوع قتل الزراعة يعصر القلب، وكلّما كتبت أو فكّرت فيه، تجد نفسك مقصِّراً في الدفاع عن هذا القطاع العريق، كمصلحة وطنية عامة، وسط هذا الصمت الجماعي المريع، والتناقض الفظيع... إذ ندمّر زراعتنا ونستثمر في زراعة الآخرين!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 5009 - الثلثاء 24 مايو 2016م الموافق 17 شعبان 1437هـ
شدخل الليبرالية؟
اصبت كبد الحقيقة، الحس الوطني متأصل عند اهل الديرة الطيبين ويتمنون ان تبقى هذه الارض معطاة دوما بكل خير_
استاذنا حديثك يقودنا لروافد من بلادي حيث الحنين للنخلة والعين والبيت العود والفرجان والناس الاخيار
نحتاج مياه فقط
البحرين بحاجة إلى مياه لري الأراضي الزراعية ....وعلى الرغم من درجات الحرارة المرتفعة في الصيف إلا أن الزراعة المحمية ناجحة ....وفي الجو البارد سوق المزارعين يشرح الخاطر....نحتاج المياه المعالجة للبساتين وخاصة في المنطقة الشمالية(شارع البديع كمثال)
ونستثمر في زراعة السودان أيضا لكي نستهلك لا ننتج ما شاء الله العقل الاستراتيجي من المسئولين
شي طبيعي لو تركو الاراضي الزراعيه في البحرين فكل من يزرع فيها لن يحتاج ان يذل نفسه لمسئول ليحصل على لقمة عيشه والبحار ايضاً يتم دفنها واصدار القوانين التي تحرم البحار من الحصول على رزقة بعيداً عن المسئولين وذلهم
شر البلية مايضحك
البلد رايحة ري وس
شعب البحرين سيربط حبل المجاعه عما قريب
صح لسانك سيد. والمشكلة ان كل ما قلصوا لامساخات الزراعية زاد التلوث وزادت حرارة الجو والغبار. وحشنى ظل الشجر والعيون في البحرين
مع الأسف تم تدمير الزراعة و الثروة السمكية و الأن جاء دور تهجير الكفاءات الوطنية
البحرين تختلف في كل شيء فهي تستثمر زراعيا في الهند وتحل مشكلة الاسكان في تايلند وتحل مشاكل العاطلين في أصقاع الأرض بينما المواطن يأكل الحصرم
خلقنا ومثل عذاري(تسقي البعيد وتترك القريب) شاهدا لدينا في كل مفصل من مفاصل حياتنا حتى رأينا الأجنبي يتنعم بخيرات البلد ويحرم منها ولد البلد .
فلا تستغرب يا سيد من الاهتمام بكل شيء خارج البحرين من بناء وتعمير واشادة فخير البلد معروف هو للخارج وليس للداخل
كانت تسمى : بلد المليون نخلة، كانت جنة، والآن أصبحت (بلد المليون اشارة ضوئية ومليون مرتفع) !!
يعني الحين هي جاءت بس على النخيل والزراعة ؟ انظر الى الانسان الذي هو خليفة الله على وجه الارض وخلق كل شيء من أجله وكيف يعامل !
شيء طبيعي وكما يحصل للشعب يحصل لأرضه وزراعته يعني تبي يفرقون بين الشعب وارضه، ألا تراهم يستثمرون في شعوب أخرى ؟
استاذي الفاضل
يعني هو انت شايف الأراضي الزراعية تارسة الديرة ، اين الخلل في الاستثمار الخارجي في الزراعة ألم يصبح العالم قرية صغيرة ،ثم ان كل الدول المتطورة صناعيا وزراعيا تستثمر في دول أخرى وخذ الصين التي استأجرت ملايين الهكتارات من الأراضي الزراعية في السودان وغيرها وهي الان تتربع على عرش الاقتصاد العالمي ولا تنسى المملكة العربية السعودية الشقيقة التي تستثمر زراعيا في السودان وفي الارجنتين !!!
صحيح. لكن الاستثمار الزراعي جاء بعد قفزة صناعية وهي خطه تطويريه
يعني انت مو شايف ان لبحرين كانت جنة والاراضي الزراعية تارسة الديرة اكيد تطنز والا تستعبط وليش انت تروح تستثمر برة واحنه نملك كل المقومات الي تخلينا نكون متربعين على عرش الاقتصاد مثل ما تقول احنه نملك اراضي زراعية كثيرة خصبة جدا وكانوا يزرعون كثير من المحاصيل الي الدولة معتمدة عليها وما كانت تحتاج تجيب من برة اساس نجاح اي ديرة هو اسثمارها داخل لبلد وان تخلي رؤؤس اموالها داخل مو برة والدولة تعيش معتمدة على الدول الاخرى لو تصير حرب تموتون جوع لا زراعة ولا بحرهادي لسياسة الي تسعى دول كثيرة لتحقيقها
كفيت ووفيت
وقد اسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
الكاسر
سيدنا اهي طابعة طابعة ليش تعور قلبك في هالبلد ماحد يسمع ليك الا يبون بسوون انت الحين ثلاث ايام وانت تكتب عن نفس الموظوع في حد رد عليك طلع قرار بوقف التجريف يسمعون من هالاذن ويطلعون من إذن ثانية
هذا واجبه ككاتب وابن بلد يكتب عن بلده ويدافع عن أرضه. فلماذا تعترض عليه؟
سمعوا ما سمعوا مو مشكلة. على الأقل هو يؤدي دوره وهناك ناس يرفعون صوتهم ويقولون هذا خطأ اللي يصير من عبث بالديرة.
وضع مؤلم
سلام سيد
اكتب عن الاسكان افضل اعمارنا كبيرة لماذا لا تكتب عن تكملت اسكان جدحفص و تكملت اسكان البرهامة ...
اوضاع تعصر القلب وتسد النفس وتشيب الرأس والاسباب مصالح فردية
مدام هذا حالنه
اﻷزمات تتزايد الفساد يتزايد الظلم ماليه حدود
تتألم ﻷن قلبك على الوطن وأبناء الوطن وعلى مزارع لكن المتنفدين قلبهم على بناء العمارات والمتاجر عشنا منذ طفولتنا في المزارع فنحن إليها ومن عاش في الصحراء يحن لتصحر وياسيد ماعليك إلا أن بلغت.