بدأ الطب الشرعي المصري أمس الثلثاء (24 مايو/ أيار 2016) جمع عينات من الحمض النووي الريبي لأهالي ضحايا طائرة شركة «مصر للطيران» للتعرف على هوية الأشلاء البشرية المنتشلة من موقع سقوطها في البحر المتوسط، حيث تستمر محاولات العثور على الصندوقين الأسودين. وستستغرق عملية البحث عن الصندوقين الأسودين لطائرة الأيرباص «إيه 320» ربما «عدة أيام».
وبعد خمسة أيام من المأساة الجوية، لا تزال السلطات المصرية تحاول تحديد أسباب تحطم الطائرة بين فرضية «عمل إرهابي» أو حادث إثر عطل فني.
ويساعد العثور على الصندوقين الأسودين أو قمرة القيادة كثيراً في التوصل لأسباب تحطمها.
ولا تزال فرق البحث والإنقاذ التابعة للقوات المسلحة والبحرية المصرية بالتعاون مع الجهات الأخرى تواصل البحث للعثور على أي جثامين أو أجزاء للطائرة أو أغراض للركاب، بحسب بيان صادر أمس (الثلثاء) من شركة مصر للطيران.
ونفى رئيس مصلحة الطب الشرعي المصري، هشام عبد الحميد تقارير صحافية تحدثت عن أن «حالة أشلاء ضحايا الطائرة المنكوبة تؤكد حدوث انفجار على متنها قبل اختفائها من على أجهزة الرادار».
وقال عبد الحميد في بيان رسمي نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة «الاهرام» الحكومية أن «ما نشر فى هذا الشأن لا أساس له من الصحة ومجرد افتراضات لم تصدر عن المصلحة أو أي طبيب شرعي من العاملين بها».
وأفاد خبراء ومصادر قريبة من التحقيق لـ «فرانس برس» أن تحليلات أجزاء الطائرة المنتشلة من البحر «لا تعطي أي استنتاج بخصوص سبب تحطم الطائرة».
وقال أحد هذه المصادر لـ «فرانس برس» إنه «لم يتم العثور على آثار لمتفجرات على الحطام أو الضحايا».
ويقول مصدر آخر «خلال سقوط أي طائرة، هناك حتماً انفجار في وقت أو آخر، سواء في الجو نتيجة لانفجار سببه عمل إجرامي أو عطل أو حين تصطدم بالبحر بعد سقوطها من ارتفاع 11 كلم مثل طائرة مصر للطيران». وأضاف «أن ذلك لا يقدم جديداً للتحقيقات إذا لم يتم العثور على آثار لمتفجرات. وهو ليس الوضع في هذه المرحلة».
وفي القاهرة، بدأت مصلحة الطب الشرعي المصري في جمع عينات من الحمض النووي الريبي لأهالي ضحايا الطائرة المنكوبة للمساعدة في التعرف على هوية بعض الأشلاء البشرية التي جرى انتشالها.
وقال رئيس شركة «مصر للطيران» صفوت مسلم في اتصال مع وكالة «فرانس برس» إن «بعض الأشلاء البشرية وصلت المشرحة في القاهرة الأحد والإثنين». وأوضح بيان للشركة لاحقاً أن فريقاً من مصلحة الطب الشرعي المصرية بدأ «أخذ عينات الدي إن إي (الحمض النووي الريبي) من أسر الضحايا».
وأعلنت وزارة الطيران المدني نقل أجزاء من حطام الطائرة للقاهرة.
وقالت الوزارة في بيان أمس (الثلثاء) إنه «جرى نقل 18 مجموعة من حطام الطائرة إلى معامل البحث الجنائي بالقاهرة».
وأضافت الوزارة أن قطعاً من البحرية المصرية تقوم بمسح منطقة حطام الطائرة بمشاركة وحدة من البحرية الفرنسية «واضعين الأولوية لإنتشال جثامين الضحايا وتحديد مكان الصندوقين الأسودين للطائرة والذي يحتاج إلى تسهيلات ودعم من جهات كثيرة».
وتبذل السلطات المصرية جهداً مكثفاً للوصول إلى الصندوقين الأسودين اللذين لم يتم بعد تحديد موقعهما ويتضمنان المعلومات التقنية والتسجيلات داخل قمرة قيادة الطائرة ويتيحان بالتالي معرفة أسباب تحطمها.
العدد 5009 - الثلثاء 24 مايو 2016م الموافق 17 شعبان 1437هـ