قالت وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) انتخب مجلس خبراء القيادة في طهران اليوم الثلثاء (24 مايو / أيار 2016) "المحافظ المتشدد" آية الله احمد جنتي (90 عاما) رئيسا له، بحسب ما اعلن التلفزيون الايراني.

ويضم مجلس خبراء القيادة، الهيئة الواسعة النفوذ في النظام الايراني، رجال دين مكلفين تعيين المرشد الاعلى والاشراف على عمله. وقد يلعب هذا المجلس الذي انتخب بالاقتراع المباشر في 26 شباط/فبراير دورا اساسيا نظرا الى سن المرشد الاعلى الحالي اية الله علي خامنئي (76 عاما).

ومجلس الخبراء هو  "مجلس خبراء القيادة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وبحسب الدستور الإيراني فان وظيفته الأساسية تتمثل في تعيين وعزل المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية عندما تقتضي الحاجة لذلك. ويتم انتخاب أعضاء مجلس الخبراء كل ثمان سنوات، وقد اجتمع مجلس الخبراء أول مرة سنة 1983 واختار اية الله حسين علي منتظري كخليفة للمرشد الأعلى، وذلك في أثناء حياة مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية، الامام الخميني. لكن مجلس الخبراء عزل منتظري، والغى منصب خليفة المرشد، وعندما تم تعيين المرشد الحالي اية الله علي الخامنئي في 1989 لم يعين مجلس الخبراء خليفة له.

يجتمع مجلس الخبراء مرة أو مرتين في السنة، أو كلما دعت الحاجة، ولا يتقاضي أعضاؤه راتباً. و يتم انتخابهم عن طريق اقتراع شعبي مباشر لدورة واحدة مدتها ثماني سنوات. ويتألف مجلس الخبراء من 88 مقعدا، بينهم 16 لطهران. وفي مدينة طهران نفسها بلغت نسبة المشاركة 42% بينما بلغت في محافظة طهران 45% إذ شارك 3,9 مليون ناخب من أصل 8,5 مليون.

اجريت الدورة الأولى لانتخابات مجلس خبراء القيادة في أكتوبر 1982، وكان تعداد أعضائه آنذاك 83 عضواً، بينما عقدت الدورة الثانية العام 1990، بعدد 85 عضواً.  ويتكون المجلس من هيئة رئاسية، وأمانة عامة، وهيئة تحقيق، ولجان متخصصة.

 بعد وفاة رئيسه السابق آية الله مشكيني في 2007، ترأسه علي اکبر هاشمي رفسنجاني الرئيس الإيراني الأسبق حتى 2011، ثم تبعه آية الله محمد رضا مهدوي كني. وبعد وفاة کني في 21 أکتوبر 2014، أنتخب آیة الله محمد یزدي لرئاسة هذا المجلس في  2015 م.

وكانت وكالات الانباء قد نقلت في 27 فبراير / شباط 2016 ان رجل الدين المحافظ آية الله احمد جنتي، وهو رئيس مجلس صيانة الدستور، حل في المركز الحادي عشر، والمحافظ آية الله محمد يزدي رئيس مجلس الخبراء في المركز الخامس عشر، في حين لم ينتخب آية الله محمد تقي مصباح يزدي وهو من ابرز رجال الدين في قم.

ووصف رئيس "مجمع مصلحة النظام" الشيخ هاشمي رفسنجاني الانتخابات (التي جرت انتخاباته مع انتخابات مجلس الشورى)، بأنها "تاريخية" لأن نسبة المشاركة وصلت الى مستوى اكبر من الماضي. من جانبه أعلن الرئيس الايراني حسن روحاني، الذي تقدم الى جانب رفسنجاني في الانتخابات لمجلس الخبراء، أن مشاركة الجماهير في الانتخابات "كانت حماسية واستثنائية وأن الاقبال كان كبيرا الى درجة أن الاقتراع تم تمديده الى منتصف الليل".