تحتوي حبوب منع الحمل على هرمونات نسائية، وتعد طريقة فعالة وآمنة لمنع الحمل، لكنها لا تناسب جميع النساء ،وذلك وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم الثلثاء (24 مايو / أيار 2016).

حيث بينت عدة دراسات ارتباط تناولها مع زيادة خطر الاصابة بالجلطات وعدة أنواع من الاورام خاصة سرطان الثدي. لذا، يمنع تناولها من قبل النساء اللاتي تكون لديهن عوامل خطر تزيد فرصة الاصابة بهذه الامراض.

وفي دراسة دانمركية حديثة، أظهرت ان تناول حبوب منع الحمل لمدة طويلة يرافقه ارتفاع في فرصة الاصابة بنوع من اورام الدماغ السرطانية يسمى غليوما. لكن الباحثين يشددون على ان هذا الخطر لا يزال صغيرا، وأن نتيجة الدراسة لا تلغي فائدة استخدامها كأفضل طريقة لمنع الحمل، بل تعطي فكرة عن المخاطر التي ترافق استخدامها المتواصل لعدة سنوات.

وفي الدراسة التي نشرتها مجلة البريطانية لعلم العقاقير الاكلينيكي، قام الباحثون بتحليل سجلات الدانمرك الصحية لاكتشاف العوامل المشتركة بين النساء (من عمر 15 الى 50 سنة) المصابات بالغليوما ما بين عام 200 الى 2009. وعلق د. ديفيد جايست من مستشفى جامعة اودنسيس قائلا «وجدنا علاقة احصائية تربط تناول حبوب منع الحمل مع الاصابة بورم الغليوما. فمن بين النساء اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل لعدة سنوات، يتوقع ان تصاب 5 من كل 100 الف منهن بورم الغليوما سنويا. ورغم ذلك، فلا يمكن انكار ان فوائد تناول هذه الحبوب كوسيلة لمنع الحمل لمن تناسبهن يقرن بفوائد كثيرة تفوق الضرر».

- ردة الفعل

علق البروفيسور ديفيد سبيجال-هالتر من جامعة كامبريدج، قائلا «نتيجة الدراسة مثيرة للانتباه، ويجب ان تتبعها دراسات اخرى تثبت العلاقة وتكتشف سبب الارتباط بين اورام الدماغ وهذه العقاقير. ومن جهة اخرى، تعد الغليوما لحسن الحظ من الاورام النادرة. وحتى لو زادت حبوب منع الحمل من خطر الاصابة بها، فذلك يعني زيادة بمعدل %1 سنويا في كل 100 الف سيدة فقط. وللمقارنة، فإن قامت كل النساء باستبدال حبوب منع الحمل بطرق اخرى لمنعه تكون أقل فعالية، فيتوقع سنويا أن تحمل 10 الاف منهن وأن تتوفى ام واحدة منهن، ويتوفى 40 وليدا ايضا».

بينما قال البروفيسور كيفين ماكونواي من الجامعة المفتوحة البريطانية «قامت دراسات سابقة بالربط بين تناول حبوب منع الحمل مع الكثير من الآثار الصحية السلبية. مما سبب توجه بعض النساء الى استخدام طرق منع حمل اقل فعالية. ورافق ذلك زيادة في حالات الاجهاض والحمل غير المرغوب فيه، واصابة الحوامل بمضاعفات الحمل والاسقاط، وهي أمور أكثر خطرا على صحة المرأة مقارنة بأي تأثير سلبي او مرض ناتج عن تناول حبوب منع الحمل».