في المجمل، لستُ مع انخراط طلبة العلوم الدينية أو «رجال الدين» في الشأن السياسي، فدورهم الحقيقي يتمثل في رفع الوعي الديني الصحيح لعامة الناس، ونشر قيم التسامح والفضيلة التي تدعو لها كل الأديان قاطبة، لكني في المقابل ضدَّ سلبهم الحرية في الاشتغال بالعمل السياسي أو الانخراط في الجمعيات السياسية؛ فرجل الدين قبل كل شيء مواطن، و»العمامة» سواءً كانت من «الأزهر الشريف» أم من»قم المقدسة» لا تُسقط حقَّه في التمتع بحقوق المواطن العادي.
والخيارات التي يذهب إليها رجل الدين، مثله مثل أي مواطن آخر هي خيارات تُعبر عنه، ولا تُمثل أحداً إلا بمقدار اقترابها من نبض الشارع ورأي الناس، وهذا أمر ليس حكراً على أحد من الناس، سواءً ارتدى العمامة أو»الغترة» أو بقي حاسر الرأس.
مناسبة هذا الكلام هو إقرار مجلس النواب في جلسته يوم الثلثاء الماضي (17 مايو/ أيار 2016)، تعديلاً قانونيّاً على قانون الجمعيات السياسية يقضي بأن «لا يجمع العضو بين الانتماء للجمعية واعتلاء المنبر الديني، أو الاشتغال بالوعظ والإرشاد والخطابة ولو بدون أجر، وفي جميع الأحوال لا يجوز الجمع بين المنبر الديني والعمل السياسي».
خطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز الشيخ فاضل الزاكي اعتبر، في خطبة الجمعة الماضية (20 مايو 2016)، هذه الخطوة بمثابة «محاصرة لدورِ علماءِ الدين»، وقال: «لا يمكنُ فهم هذه الخطوة خارجَ إطارِ الاستهدافِ المعلنِ لدورِ علماءِ الدين، وإلغاءِ وظيفتِهم الشرعيةِ في المجتمع، وهو يأتي ضمن مسلسلِ التضييقِ على الوضعِ الديني بمجمله».
الحجْر على رجال الدين في أن يقولوا كلمتهم في المنعطفات الوطنية والتاريخية هو ببساطة حجرٌ على حرية الكلمة.
الأوضاع المستنفرة تفرز حالة من حالات الاستنفار الدائم عند القوى الفاعلة في المجتمع، ويصبح التوفيق بين وجهات النظر المتباينة أو المتعارضة شبه مستحيل في ظل الجوِّ العدائيِّ السائد والمعبأ بالشك والريبة.
في أوضاع كهذه التي نعيشها، يصبح الشيء ونقيضه هو السائد، وتتداخل الأمور وتختلط المفاهيم وتتعارض، ولا يعود المنطق هو الذي يسيّر الحياة، وتنبني عليه المواقف؛ فرجال الدين يدافعون عن حقّهم في العمل السياسي من جهة، ولا يرتضون تدخل الجهات الرسمية في الشئون الدينية أو النيل من استقلالية الحوزات، وقد جاء بيانُ كبارِ العلماءِ الذي صدر في (ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي) مؤكداً لهذا المعنى، حيث جاء نصُّه: «الرأي الفقهي في مسألة الحوزات الدينية أنه مهما كان من حوزاتٍ باسم الدين، فإن النوعَ الوحيدَ المقبولَ فقهيًّا هو ما لم تكن لأية سياسةٍ دنيويةٍ شيءٌ من الهيمنةِ على أساتذتِها، أو طلابِها، أو برامجِها، أو خرِّيجيها، أما ما كان من النوع الثاني، فهو مرفوضٌ على المستوى الشرعيِ الفقهي الواضح» انتهى الاقتباس.
وفي المقابل، الجهات الرسمية ترفض العمل السياسي لرجال الدين وتضع القيود والعوائق المقيدة لنشاطاتهم السياسية، لكنها في الآن نفسه تحتضن وتعمل على تمكين «بعض» رجال الدين من الوصول إلى بعض المواقع الحساسة في جهاز الدولة؛ لتستفيد منهم في تسويق وتمرير المشاريع التي تريدها. وبين التدخل الرسمي في شئون الدين وتدخل رجال الدين في الشأن السياسي تتوالى فصول المواجهة المستعرة، ويستمر الصراع مفتوحاً أمام كل الاحتمالات التي تستنزف طاقة المجتمع بأسره.
قد يبدو هذا الوضع المعقّد غير مفهوم لدى البعض، لكنه في الواقع يمثل إفرازاً طبيعيّاً لحالة الشك التي تتسم بها المرحلة الحالية، والحل الناجع لا يكمن في سلب هذا المواطن أو ذاك حقه في ممارسة العمل السياسي دون قيود أو عوائق، ولا في تمكين غير ذوي الكفاءة في مواقع صنع القرار طمعاً في تثبيت الإيحاء الإيجابي عند الرأي العام والخارجي لوجود العمامة في مواقع الصدارة؛ فهذه مناورات شكلية ووقتية لا تغيّر في حقائق الأمور على الأرض.
الحل يكمن في القضاء على رواسب المرحلة السابقة بكل مرارتها وغصصها، والشروع في عملية مصالحة وطنية تعيد إلى البحرين بريقها الماضي، وعزّها القديم، وانسجام طوائفها ومذاهبها ليعمل الجميع في بناء وطن يتسع للجميع ولا يتنكر لأبنائه.
إقرأ أيضا لـ "وسام السبع"العدد 5008 - الإثنين 23 مايو 2016م الموافق 16 شعبان 1437هـ
رجال الدين ورجال الدين غربلتونا بهذه التسمية اذا واحد من الافندية عنده شهادة دكتوراه او هندسة يطالب المجتمع يناديه بالدكتور الفلاني والمهندس الفلاني والاستاذ الفلاني والبريفسور الفلاني والفيلسوف الفلاني واذا جاء لعلماء الدين قام يصرخ رجال الدين ورجال الدين ياعمي ذلين علماء وكلمة علماء جاءت من العلم يعني هؤلاء قضوا سنين وسنين لنيل العلم وانت تجي بكل سهولة وتطلق عليهم رجال الدين ورجال الدين شئت أم أبيت هؤلاء علماء ونناديهم بعلماء الدين ونقطة على السطر.
المؤمنين بأي مذهب يتبعون شيوخهم هذا لا غبار عليه وكذلك الآخرين من المذاهب الأخرى لهم نفس الحق في اتباع شيوخهم فهل هؤلاء الشيوخ المختلفين مذهبيا يمكن أن يتفقون السياسة الواقع لا فيتحول خلافهم إلى اتباعهم
اي أزمة تمر بها أي بلد سوى صغيرة أو كبيرة الأحزاب السياسية تجتمع مع بعضها البعض لتدارس حلها لاكن لماذا لا يجتمع شيوخ المذاهب عندنا أعتقد السبب معروف لأن فيه خلاف حاد لنضرتهم السياسية بسبب مذاهبهم المختلفة ولايمكن حتى أن يلتقيا فما بالنا أن يتفقا
في الهند وافغانستان عمايم واجد.. ما اشوف احد اعترض
رسول الله (ص) لم يأتي بالدعوة للإسلام فقط وإنما لعب كل الأدوار ..
ومن يحاول فصل الدين عن السياسة ويحاول ابعاد العلماء عن القرار السياسي فليدين بدين غير دين محمد ابن عبد الله (ص) ..
عجيب ..!
أولا : رأي الكاتب غير واضح ، ولم يطرح حلا واقعيا ، بل أعتقد أنه زاد المشكلة تعقيدا.
ثانيا : بالنسبة للتعليقات في الأعلى : التعليقات دليل واضح وكبير على ضعف عقائدي واختلال فكري ، فأي عاقل يرضى بفصل الدين عن السياسة ، أسألكم بالله هل رأيتم أعدل من رسول الله (ص) ؟ ألم يكن نبيا من الله وكما كان حاكما لدولة عريضة ، وهل وجدت دولة تداني عدل هذه الدولة الإسلامية ، أما المشاكل الطائفية فهي ليست إفراز تدخل العلماء بما هم علماء ، إنما هي نتيجة تمييز .. ، وعلماء التعصب ، وأي تعصب يدخل في مفهوم الدين!
الخلاف في المذهب يتحول إلى خلاف في السياسة وانشقاق في أي مجتمع
لا لفصل
لا لفصل السياسة عن تلك العمائم لأنهم جزء لا يتجزأ عن هذا المجتمع ووجودها مهم جدا بالخصوص ف المحطات والحوادث التاريخية التي تعصف بالبلد
والله اني وحدة ضد دخول علماء الدين في السياسة لأنهم يستغلون عقول الناس الي للحين تشوفهم انهم فوق الكل وكأنهم معصومين عن الخطا ويتاجرون بالدِّين لمصالحهم الشخصية وللاسف العتب الاول والأخير على الناس والبشر الي يصدقونهم سواء سنة او شيعة
انه واحد اقول كلامش منطقي وسليم 100% واؤيد كلامش لانه صحيح وعقلاني
زائر 5 احتفض بهادا الراي لنفسك نحن البحارنه لانستغنى عن علمائنا العاملون وبدونهم نغرق فى وادى مظلم ونقولها معكم معكم يا علماء اللهم صلى على محمد واله
وانت ليش جمعت كل البحارنة في ناس ما يبغون شيوخ الدين
أنا بحراني و لا أريد رجل الدين أن يكون رجل سياسة ، الدين يحمل عاطفة كبيرة و بمجرد استخدامه في السياسة يجعل السياسة تبعية عاطفية طائفية بلا فائدة ، و تتحزب الناس على اساس الانتماء المذهبي لا البرنامج السياسي أو الاقتصادي.
ما دام في ناس تفكر نفسك فإذن راحت على البلد يا أخي علمائك لا يقبل بهم الطرف الآخر كما انك انت لا تقبل بعلمائهم لذلك الحل هو العلمانية و فصل الدين عن الدولة و منع علمائك و علمائهم من تدمير البلد و تقسيم المجتمع
العمل السياسي متاح للجميع لأي فرد في المجتمع بس لمن يستطيع أن يندمج مع الجميع ويخالطهم بالتساوي
الانسان في مجتمعاتنا اصبح عاظفي و احيانا ضعيف في اتخاد الرأي .. بالاخص في الامور الحياتية و الاجتماعية و السياسية بالاخص ..
غالبية الناس تعتبر رجل الذين هو المرشد العام و يتقبلون منه اي توجيه ايجابي او سلبي ..
المشكلة ليست في رجال الذين انما في الاشخااص و ضعف ادراكهم للمجرايات و الخلط بين التشريعات الاسلامية و الامور الحياتية والسياسية ..
اعتقد فصل الذين عن السياسة ليس بالخطأ لان معظم المشاكل و التطرف لفهم الاشخاص لتصريحات او فتاوي رجال الذين
نبي بس اللي نبيهم لهم مواصفات يراعوننا ولا يراعون شرع الله
بهذا المقياس... الشيوعي و الاشتراكي و الراسمالي و العلماني و الملحد و (....) لا يحق لهم الاشتغال و الانشغال بالسياسة...!! إذاً من بقي في المجتمع ل.... السياسة ؟.!:()
رجال الدين والسياسة
ليس الذين يشتغلون في السياسة من علماء الدين العدد الكبير ،فهم يعدون على أقل من أصابع اليد الواحدة ، هل يعني القانون يقصد ذلك العدد القليل أم كافة علماء الدين ،من الواضح أن القانون له إعتبارات غير دستورية وبعيد كل البعد عن التوافقات والأدبيات الديمقراطية ،فتطبيقه لن يكون واقعيا .
العمل السياسي متاح لجميع الأفراد في المجتمع كما هي الحرية بس تجزئة المجتمع وتقسيم بسبب العمل السياسي لأي سبب هو الخطر بعينه أم المشاركة لأي فرد في خدمة الشعب مرحب به ومن يخدم المجتمع بكفاءته هذا هو المعيار لا يهم المعتقد أو العرق أو أي شي أخر
نعم و الف نعم لهذا القرار الصائب كلنا معه مللنا من تدخل اللحى الطويلة و العمائم في السياسة و تفريق المجتمع و تقسيمه على أساس طائفي نتن
نبيهم بس: يوم اللي يخدمون ويكونوا مع مصالحنا ومع ما نريد ويعطونا صكوك الغفران والبراءة على الفساد المستشري في البلد وأنه أفضل الموجود .
لسان حال بعضهم: أكيد نبي بس تمشي حسب أوامرنا . إذا قلنا يمين تقول يمين يعني تمشي عالعجين ماتلخبطوه.
أكيد نبي عمايم للشو و المظهر الإعلام الخارجي و بدون أي إعتلراض حتي في إتخاذ قرارات منافية للدين
نص ونص .
رأي عائلي
نحن عائلة كبيرة جداً جداً مختلف الاتجاهات (ليبرالي وعلماني ومتأسلم الخ ) جميعنا نرفض تطفل .......... في السياسة وفي كل شاردة وواردة وكل صغيرة وكبيرة ونطالب بفصل الدين عن السياسة. ولنترك جميعاً الشعارات الخاوية كالاستبداد والاستهداف والمظلومية ..... ولنعمل من أجل هذا الوطن .
ما شاء الله عليكم
لبن تمر هندي
ما يستاهلون
أكثر شيوخ الشرع يتحرك في الحياة العامة بناء على آراء شرعية وفتاوى وبها يظن أن تحركه ذاك سماوي ويمثل إرادة الله تعالى وبالتالي لا يمكنه احترام إرادة الآخرين ويمكن يكفرهم أو يفسقهم على أقل تقدير... لذلك ما يستاهلون.... ما احترامي