قتل 41 عسكرياً على الأقل أمس الإثنين (23 مايو/ أيار 2016) في تفجيرين ضد الجيش اليمني في مدينة عدن (جنوب) وتبناهما تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)»، في استهداف جديد من المتطرفين لقوات الأمن والعناصر التي تحاول تجنيدها.
وهي المرة الثانية خلال عشرة أيام التي يستهدف فيها التنظيم قوات الأمن والمجندين الذين تحاول حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، استقطابهم لتعزيز موقعها في مواجهة الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأيضاً في مواجهة النفوذ المتزايد للجماعات الجهادية خصوصاً جنوباً.
ووقع التفجيران في حي خور مكسر وسط عدن التي أعلنها هادي عاصمة مؤقتة بعد سقوط صنعاء بيد المتمردين في سبتمبر/ أيلول 2014.
فقد فجر انتحاري حزامه الناسف وسط تجمع للمجندين قرب معسكر بدر والقريب من منزل قائده العميد عبدالله الصبيحي، بحسب ما أفاد قائد قوات الأمن الخاصة في عدن العميد ناصر السريع وكالة «فرانس برس».
وأوضح أن التفجير أدى إلى مقتل 34 مجنداً على الأقل.
وبعيد ذلك، قتل سبعة جنود على الأقل إثر انفجار عبوة ناسفة في المعسكر، بحسب ما أفاد المصدر نفسه.
وأكدت مصادر طبية في عدن حصيلة التفجيرين اللذين سارع تنظيم «داعش» إلى تبنيهما في بيان يحمل توقيع «ولاية عدن أبين».
وأعقب ذلك «تفجير عبوة ناسفة على بوابة معسكر بدر».
وقالت مصادر طبية إن 38 شخصاً أصيبوا بجروح في الهجومين.
وتسبب الهجوم بأضرار كبيرة وتناثر الأشلاء والأغراض التابعة للضحايا.
وأظهرت لقطات بثتها قناة «سكاي نيوز عربية» بقع الدم والأحذية المبعثرة في مكان التفجير الانتحاري.
وقال أحد سكان حي خور مكسر لـ «فرانس برس» إن «المشهد مأسوي. الأشلاء تناثرت على (مسافة) عشرات الأمتار».
وأضاف الشاهد الذي كان موجوداً في المكان وفضل عدم ذكر اسمه «ما هو ذنبهم؟» في إشارة إلى المجندين، مضيفاً أنهم «جاءوا لاستكمال إجراءات الانتداب (في القوات الحكومية) وليصرفوا أول راتب لهم».
وأفاد شاهد آخر هو رمزي الفضلي، أن 32 جثة على الأقل نقلت إلى مستشفى الجمهورية الحكومي، وأن العديد من النساء تجمعن وكن ينتحبن بعد التعرف إلى أقارب لهن قضوا في التفجيرين.
وكانت قوات هادي المدعومة من التحالف، استعادت السيطرة على عدن في يوليو/ تموز، من المتمردين الذين سيطروا على أجزاء واسعة منها.
إلا أن القوات الحكومية تواجه منذ ذلك الحين صعوبة في فرض سلطتها الكاملة في المدينة التي شهدت تنامياً في نفوذ الجماعات المسلحة وبينها تنظيم «القاعدة» وتنظيم «داعش».
وسبق للتنظيمين تبني هجمات عدة في عدن ومناطق يمنية أخرى خصوصاً في الجنوب، تركزت على رموز سلطة الدولة، خصوصاً قوات الأمن من الجيش والشرطة، إضافة إلى بعض المسئولين السياسيين.
وتسعى الأمم المتحدة بدعم من عدد من الأطراف المعنيين بالنزاع اليمني، إلى التوصل لحل للنزاع من خلال مشاورات سلام بدأت في الكويت في 21 أبريل/ نيسان، وواجهتها عثرات عدة حالت دون تحقيق اختراق جدي.
وأمس (الإثنين)، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد عبر «تويتر»، أن وفدي المفاوضات عاودا اللقاءات المباشرة أمس بعد تعليق الوفد الحكومي مشاركته فيها الثلثاء الماضي.
وعزا الوفد الحكومي في حينه قراره إلى تراجع المتمردين عن التزاماتهم خصوصاً تلك المتعلقة بمرجعيات التفاوض وتطبيق قرار مجلس الأمن 2216، والذي ينص على انسحابهم من المدن وتسليم الأسلحة الثقيلة.
وربط الوفد عودته إلى التفاوض المباشر، بتلقي تعهد مكتوب من الحوثيين يلتزمون فيه بالنقاط المطروحة. وأكد رئيس الوفد وزير الخارجية عبد الملك المخلافي الأحد تلقي «ضمانات إقليمية ودولية» بالتزام المتمردين، وأن الحكومة ستعطي المشاورات «فرصة أخيرة» للنجاح.
العدد 5008 - الإثنين 23 مايو 2016م الموافق 16 شعبان 1437هـ