قُتل 148 شخصاً على الأقل أمس الاثنين (23 مايو/ أيار 2016) في تفجيرات متزامنة وغير مسبوقة تبنّاها تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» واستهدفت مدينتين ساحليتين في سورية.
ووصفت فرنسا التفجيرات بـ «المقززة»، وأدانتها موسكو، ومصر، وبدورها نددت واشنطن كذلك بالهجمات بشدة متعهدة بمواصلة حملتها العسكرية ضد المتطرفين في سورية والعراق.
وفي اليمن قُتل 41 عسكرياً على الأقل أمس (الاثنين) في تفجيرين ضد الجيش اليمني في مدينة عدن (جنوب) وتبنّاهما تنظيم «داعش» أيضاً، في استهداف جديد من المتطرفين لقوات الأمن والعناصر التي تحاول تجنيدها. من جانبها، بدأت القوات العراقية أمس هجوماً واسع النطاق بدعم محلي وخارجي لاستعادة مدينة الفلوجة التي تشكل حالياً أحد أبرز معاقل التنظيم.
دمشق - أ ف ب
قتل 148 شخصاً على الأقل في تفجيرات متزامنة وغير مسبوقة تبناها تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» واستهدفت مدينتين ساحليتين من أهم معاقل النظام في سورية، بقيتا لفترة طويلة بمنأى عن النزاع الدائر في البلاد.
وضربت صباح أمس الإثنين (23 مايو/ أيار 2016) سبعة تفجيرات متزامنة، هي الأعنف في هذه المنطقة الساحلية منذ الثمانينات، مدينة جبلة في جنوب اللاذقية ومدينة طرطوس، مركز محافظة طرطوس وسرعان ما ارتفعت الحصيلة من 120 إلى 148 قتيلاً.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن إن «ثلاثة تفجيرات في طرطوس أسفرت عن مقتل 48 شخصاً و100 آخرين في أربعة تفجيرات استهدفت جبلة»، فضلاً عن إصابة العشرات بجروح.
وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن مقتل 73 شخصاً في جبلة.
وبين القتلى، بحسب المرصد، ثمانية أطفال وعاملون في المجال الطبي وطلاب وعاملون في شركة الكهرباء.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن سقوط «45 شهيداً في جبلة» و»33 شهيداً في طرطوس».
ووقعت التفجيرات في مدينة طرطوس بالتزامن عند الساعة التاسعة صباحاً، وفق ما قال مصدر في شرطة المدينة لوكالة «فرانس برس». ونقلت «سانا» أن انتحاريين فجرا نفسيهما داخل محطة للحافلات، في حين انفجرت سيارة مفخخة عند مدخلها.
وأوضح المرصد بدوره أن انتحاريين فجرا حزاميهما الناسفين في محطة طرطوس بعد تجمع الأشخاص في المكان إثر انفجار السيارة المفخخة.
وبعد ربع ساعة، ضربت أربعة تفجيرات مدينة جبلة التي تبعد 60 كيلومتراً شمال طرطوس.
وأفاد مصدر في شرطة جبلة «فرانس برس» أن «تفجيراً انتحارياً استهدف قسم الإسعاف في المستشفى الوطني، ووقعت التفجيرات الثلاثة الأخرى بواسطة سيارات مفخخة في محطة حافلات المدينة وأمام مؤسسة الكهرباء وأمام مستشفى الأسعد» عند مدخل المدينة.
ونقل عبد الرحمن عن مصادر في المدينة أن «أحد الانتحاريين ساعد على نقل الجرحى الذين سقطوا في أحد التفجيرات إلى المستشفى الوطني، وحين وصل إلى هناك فجر نفسه في قسم الإسعاف».
وبث تلفزيون «الإخبارية» السوري الحكومي صوراً لمكان التفجير في موقف للحافلات في جبلة. وأظهرت الصور عدداً من الحافلات المحترقة والمحطمة، فيما تناثرت على الأرض الإطارات وركام السيارات إلى جانب برك من الدم والأشلاء.
وقال محسن زيّود، الطالب الجامعي (22 عاماً)، الذي كان في زيارة لذويه في جبلة، «الصوت كان قوياً جداً واهتزت جدران المنزل بقوة».
وأضاف «نزلت إلى الشارع لأرى ماذا يحدث وسمعت بعدها تفجيرات متتالية، وهرع الناس إلى منازلهم وأغلقت المدينة بشكل كامل».
وتبنى تنظيم «داعش»الاعتداءات. وأوردت وكالة «أعماق» الإخبارية التابعة له أن «هجمات لمقاتلين من الدولة الإسلامية تضرب تجمعات للعلوية في مدينتي طرطوس وجبلة على الساحل السوري».
وبقيت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان، وذات الغالبية العلوية، بمنأى عن النزاع الدامي الذي تشهده البلاد منذ منتصف مارس/ آذار 2011، وتسبب بمقتل أكثر من 270 ألف شخص.
ووصف عبد الرحمن التفجيرات بـ «غير المسبوقة» في كل من جبلة وطرطوس «حتى أن المدينتين لم تشهدا انفجارات بهذا الشكل منذ الثمانينات».
وفي طرطوس، قال علاء مرعي وهو رسام في الثلاثينات من العمر «تركتُ دمشق منذ أكثر من عام بعدما كثرت فيها قذائف الهاون، هربتُ من الموت لأجد أني ذهبتُ إليه بأقدامي».
وأضاف في حديث عبر الهاتف مع «فرانس برس»: «كنتُ نائماً واستيقظتُ مرعوباً، ظننتُ للحظات أني في دمشق»، وروى مشاهداته من نافذة غرفته «الناس كانوا يركضون في الشوارع، والمحلات أغلقت بشكل كامل، ودخلت المدينة في حالة شلل تام».
وتابع «هذه المرة الأولى التي تختبر فيها طرطوس معنى الحرب».
وإثر التفجيرات هاجمت مجموعة من المواطنين، وفق المرصد، مخيم الكرنك للاجئين في طرطوس وطردوا المقيمين فيه بحجة «أنهم بشكلون حاضنة شعبية للإرهاب». ويضم مخيم الكرنك وهو عبارة عن بعض المباني قيد الإنشاء عشرات الأشخاص النازحين من محافظتي إدلب (شمال غرب) وحلب (شمال).
وتشهد مدينة طرطوس حالة من «التوتر والقلق والفوضى»، بحسب أحد السكان الذي رفض الكشف عن اسمه. وأشار إلى سماعه أصوات طلقات نارية وسيارات إسعاف.
وتعد هذه الاعتداءات الأكثر دموية في طرطوس منذ العام 1986 حين استهدفت تفجيرات عدة المدينة ما أسفر حينها عن مقتل 144 شخصاً وإصابة 149 آخرين. واتهمت الحكومة السورية وقتها النظام العراقي برئاسة صدام حسين بالوقوف خلف الاعتداءات.
ودان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون «الاعتداءات الإرهابية» التي استهدفت مدينتي طرطوس وجبلة، وأعرب عن «قلقه الشديد» إزاء تصعيد المعارك قرب دمشق.
واعتبرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» أن هذه الاعتداءات التي تستهدف عمداً المدنيين تعتبر «جرائم حرب».
ووصفت فرنسا التفجيرات الإثنين في طرطوس بـ «المقززة».
ودانت موسكو أيضاً الاعتداءات، وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف «تظهر تلك التفجيرات مدى هشاشة الوضع في سورية وضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لإحياء عملية السلام».
كما أدان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية سلسلة التفجيرات الانتحارية الإرهابية التي شهدتها مدينتي طرطوس وجبلة الساحليتين السوريتين.
بدورها، نددت واشنطن كذلك بالهجمات بشدة متعهدة بمواصلة حملتها العسكرية ضد المتطرفين في سورية والعراق.
لكن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري حض مرة جديدة نظيره الروسي سيرغي لافروف على التدخل لدى النظام السوري ليتوقف عن قصف المعارضة السورية.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية، أن كيري الموجود في فيتنام اتصل هاتفياً بلافروف وطلب منه «حض النظام على الوقف الفوري لضرباته الجوية ضد قوات المعارضة والمدنيين الأبرياء في حلب وفي محيط دمشق».
العدد 5008 - الإثنين 23 مايو 2016م الموافق 16 شعبان 1437هـ
ما أقبح داعش ودمار .
عندما تتكلم عن بشاعة داعش
تخرس الالسن وتعمى الابصار لبعضهم وكأنما على رؤوسهم الطير لا يتجرأون حتى بالشجن ولا الاستنكار لانهم ببساطه هواهم داعشي وفكرهم داعشي يحللون دماء قوم ويحرمون أخرى حسبي الله ونعم الوكيل
اللهمَّ صلي علي محمد وآل محمد
اللهمَّ صللي علي محمد وعلي آلِ محمد