أشادت نائب رئيس لجنة الشئون الخارجية وقوة الدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي السناتور نتالي جوليت، بالخطوات التي اتخذتها البحرين على صعيد منع تمويل الإرهاب، وقالت: «إن دولاً مثل البحرين تحارب تمويل الإرهاب بما فيها منع استغلال أموال الزكاة والتبرعات الخيرية، وتشديد قوانين العقوبات، ويجب أن يتم اعتبارها نموذجاً للدول الأخرى».

وذكرت خلال كلمتها في المؤتمر الخليجي الاستراتيجي الثاني بعنوان «التحولات الجيوسياسية في الفضاء العالمي»، أن الحرب على الإرهاب تتطلب موازنات ضخمة، على الرغم من أن كلفة العمليات الإرهابية لا تتطلب مبالغ ضخمة، لافتة في هذا الإطار إلى الحاجة إلى تنسيق دولي للتعامل مع تمويل الإرهاب، وخصوصاً من خلال استغلال الجمعيات الخيرية والأعمال التجارية والمصارف لتمويل الإرهاب.

وأكدت أيضاً أهمية توصيات مجموعة العمل المالي في مكافحة تمويل الإرهاب، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة تشارك مزيد من المعلومات الاستخباراتية وتكثيف الحملات الإعلامية والتثقيفية ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي على مدى 24 ساعة لمكافحة تمويل الإرهاب، منوهة في هذا الشأن بالحاجة إلى قانون دولي ينظم العملية.

ودعت جوليت إلى إعادة إحياء الحوار الشرق أوسطي وإيجاد حل للقضية الفلسطينية، مؤكدة أهمية تعاون الاتحاد الأوربي ومجلس التعاون على إيجاد حل للقضية الفلسطينية، ومن ثم إيجاد حل لمشكلة الإرهاب في المنطقة، معتبرة أن التعامل مع قضية المقاتلين الأجانب في سورية والعراق ستستغرق وقتاً طويلاً.

وختمت حديثها قائلة: «نحن في القارب نفسه، وتمويل الإرهاب قضية شائكة، وربما من المهم أن نعمل على تعزيز اللوائح لمكافحة تمويل الإرهاب، كما أدعو لمؤتمر يناقش القضية الفلسطينية، لأننا بذلك سنقطع الطريق على الإرهابيين من خلال منع الازدواجية الدولية في التعامل مع الصراع العربي - الإسرائيلي».

أما وزير خارجية رومانيا السابق عضو مركز الاستراتيجيات الجديدة في رومانيا سيرجيو سيلاك، فاعتبر أن الثلاثة عقود الأخيرة كانت الأنجح على الرغم من الأزمات الشديدة التي مر بها العالم والمواجهات العسكرية والإرهاب، إلا أن العالم - بحسب سيلاك - تقدم بشكل عام، وهو ما اعتبره مؤشراً على أن العقود المقبلة قد تكون أفضل.

وتطرق سيلاك في حديثه إلى أهداف الألفية التي أقرتها الأمم المتحدة ووصفها بـ «الأهداف الطموحة للغاية» ومنها التخلص من الفقر.

وذكر سيلاك أن العالم كان خاضعاً لسيطرة قوتين عظيمتين متحاربتين، وأعقب ذلك مرحلة من الهدوء، قبل أن تتبعها مرحلة العالم المتعدد الأقطاب، والذي اعتبره عالماً متداخل الأقطاب، مشيراً إلى أن صعوبات القضايا التي يواجهها العالم تكون أكثر تعقيداً في عالم غير مستقل.

وقال: «العقود المستقبلية ستشهد تحسناً كبيراً في وظائف وأدوار المنظمات الدولية، وخصوصاً الأمم المتحدة، بالإضافة إلى الدور المتزايد للمنظمات الإقليمية مثل دول مجلس التعاون الخليجي الذي نال ثقة كبيرة ويسهم في الكثير من القضايا التي نواجهها اليوم».

وتطرق سيلاك في حديثه أيضاً إلى أوضاع الاقتصاد العالمي، وقال: «وفقاً للبنك الدولي فإن الاقتصاد العالمي قد يواجه بعض التحديات، ولكن خطوات الاستثمار والتجارة والشراكة ربما توجد أملاً جديداً للتعاون الاقتصادي».

أما على صعيد الطاقة، فقال: «هناك الكثير من المشروعات المعنية بالطاقة، والواقع أن الولايات المتحدة الأميركية كانت إحدى زبائن الخليج والآن أصبحت منافساً في بيع النفط».

وأضاف أن «هناك بعض الأسئلة التي يمكن للاعبين الرئيسيين في المنطقة أن يجلسوا معاً ويتخذوا قرارات بشأنها، وأبرز هذه الأسئلة هي: هل ستستمر التحالفات الحالية؟ وهل الاعتماد على النفط على المدى الطويل حل أم نقطة انطلاق من تحقيق تطور نشط في التنويع الاقتصادي، كالسياحة وتكنولوجيا المعلومات؟».

من جهته، قال نائب رئيس كلية الحوكمة والشئون الدولية في جامعة دارام ببريطانيا المستشار في الأمن الإقليمي كليف جونز، إن الصراعات الجديدة التي يشهدها العالم تشكل مخاطر حقيقية، وخصوصاً في ظل وجود الخصومات الأيديولوجية.

وأشار إلى أن «حزب الله « لديه أسلحة متطورة جداً، وهو ما يعتبر معضلة أمنية في المنطقة، وأن ذلك يتطلب تحقيق التكامل الاقتصادي لمواجهة تلك التحديات، من دون إغفال المشكلات الجيوسياسية والداخلية.

وقال: «التغيير آتٍ في العالم العربي، وقد يكون هناك (سايكس بيكو) جديد في المنطقة».

وأضاف أن «مجلس التعاون الخليجي لم يستطع الاتفاق على مبادئ مشتركة للتعاون الأمني (...)، يجب أن نقوم بإدارة العلاقات بين الخصوم، ويجب أن تكون هناك اتفاقيات رسمية في هذا الشأن».