العدد 5007 - الأحد 22 مايو 2016م الموافق 15 شعبان 1437هـ

أردوغان يعين بن علي يلديريم رئيساً للوزراء في تركيا ويكلفه بتشكيل الحكومة

انتخب وزير النقل التركي بن علي يلديريم أحد أقرب حلفاء الرئيس رجب طيب أردوغان طبقاً للتوقعات أمس الأحد (22 مايو/ أيار 2016) رئيساً للحزب الإسلامي المحافظ الحاكم، ودعا على الفور إلى الانتقال لنظام رئاسي يريده رئيس الدولة لتوسيع سلطته.

وبعد انتخابه على رأس حزب العدالة والتنمية بتأييد معظم المندوبين (1405 من أصل 1470) خلال مؤتمر استثنائي، استقبل أردوغان يلديريم (60 عاماً) في القصر الرئاسي مساء الأحد وكلفه تشكيل حكومة جديدة سيعلنها الثلثاء أو الأربعاء.

من جهته، قدم سلفه أحمد داود أوغلو الذي تولى رئاسة الوزراء لعامين، استقالته إلى أردوغان قبل نصف ساعة من لقائه يلديريم.

وفور انتخابه، دعا يلديريم إلى الانتقال لنظام رئاسي، وهو ما يطالب به أردوغان بإصرار.

وقال رئيس الحزب الحاكم الجديد في خطاب أمام جمهور متحمس «ما علينا إنجازه هو دستور جديد ونظام رئاسي» مشيداً بـ «رفيق دربه» الرئيس أردوغان الذي وصفه بأنه «مهندس تركيا».

وفي مداخلة أخرى، أكد يلديريم أن «طريقنا هو طريق رئيسنا رجب طيب أردوغان» الذي يمسك بزمام السلطة في تركيا منذ 2002، كرئيس للحكومة أولاً ثم رئيس للبلاد بعد فوزه في أول انتخابات بالاقتراع العام في 2014، ويتعرض لانتقادات معارضيه الذين يتهمونه بالاستبداد.

ويتمسك أردوغان بتعديل النظام من أجل تعزيز الصلاحيات الرئاسية، وهو ما تحتج عليه المعارضة البرلمانية وغالبية من الناخبين، بحسب استطلاعات الرأي. واستمع الحضور وقوفاً إلى رسالة من أردوغان تؤكد أن روابطه مع الحزب الذي أسسه العام 2001 وترأسه حتى 2014 قبل أن يصبح رئيساً، لم تنقطع يوماً.

وقال أردوغان رغم أن الدستور يلزمه بالحياد «يوم أديت اليمين الدستورية كرئيس، انقطعت روابطي القانونية، لكن روابط القلب معكم لم تنقطع ولن تنقطع يوماً».

وأحيط المؤتمر بإجراءات أمنية مشددة، في وقت شهدت تركيا في الأشهر الأخيرة اعتداءات دامية نسبت إلى حزب العمال الكردستاني وتنظيم «داعش».

ودافع يلديريم في خطابه عن خط أردوغان المتشدد ضد المتمردين الأكراد الذين استأنفوا الصيف الماضي الكفاح المسلح ضد السلطة التركية، فأكد أن «العمليات (العسكرية) لن تتوقف طالما لم يتم إحلال الأمن من جديد للمواطنين».

وكان يلديريم الذي بقي وزيراً بشكل شبه متواصل منذ 2002، مهندس مشاريع البنى التحتية الكبرى التي أطلقها أردوغان.

وأشرف مهندس الإنشاءات البحرية المولود العام 1955 في ارزنجان (شرق) في الأناضول، على إنجاز مشاريع هائلة بينها آلاف الكيلومترات من الطرق السريعة، وجسر ثالث بين ضفتي إسطنبول الآسيوية والأوروبية، ونفق تحت البوسفور وقطار فائق السرعة.

ومع وصول هذا الرجل الوفي له إلى رأس الحكومة، سيتمكن أردوغان من إحكام قبضته على السلطة التنفيذية وطي صفحة داود أوغلو الذي ظهرت معه خلافات ولا سيما حول النزاع مع الأكراد والمفاوضات بشأن الاتفاق الذي أبرم مع الاتحاد الأوروبي في مارس/ آذار للحد من تدفق المهاجرين إلى أوروبا.

وعلى هذا الصعيد، دعا يلديريم الأحد الاتحاد الأوروبي إلى «وضع حد للغموض» بشأن انضمام تركيا التي قدمت طلباً بذلك منذ 1987، وحول اتفاق الهجرة.

وقال «حان الوقت لنعرف ما رأي الاتحاد الأوروبي حيال تركيا».

وسبق أن وجه أردوغان انتقادات كثيرة إلى بروكسل، ما أثار غموضاً حول مستقبل الاتفاق الأوروبي التركي، ولا سيما بند أساسي فيه ينص على إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرات الدخول إلى فضاء شنغن.

العدد 5007 - الأحد 22 مايو 2016م الموافق 15 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً