منحت فصائل مقاتلة بينها «جيش الإسلام» و»فيلق الشام»، الأطراف الراعية للهدنة المعمول بها في سورية منذ نهاية فبراير/ شباط، أي واشنطن وموسكو، مهلة 48 ساعة لإلزام قوات النظام وقف هجومها على مناطق عدة قرب دمشق.
وأمهل 39 فصيلاً مقاتلاً في بيان تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأحد (22 مايو/ أيار 2016) «الاطراف الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية مدة 48 ساعة لإنقاذ ما تبقى من هذا الاتفاق والزام النظام السوري وحلفائه بالوقف الكامل والفوري للهجمة الوحشية التي يقوم بها على مدينة داريا ومناطق الغوطة الشرقية».
ويسري منذ 27 فبراير الماضي وقف للأعمال القتالية في سورية طبقاً لاتفاق أميركي روسي، إلا أنه شهد انتهاكات في مناطق عدة بينها الغوطة الشرقية كما انهار في مدينة حلب في 22 أبريل/ نيسان حيث قتل نحو 300 مدني في أسبوعين.
واعتبرت الفصائل المقاتلة أن قصف قوات النظام «لكافة المناطق المحررة وخصوصاً مدينة داريا، وعجز المجتمع الدولي عن إدخال علبة حليب أطفال واحدة» إليها و»الحملة الوحشية وغير المسبوقة» عليها، جميعها أسباب دفعتها إلى «اعتبار اتفاق وقف الأعمال القتالية بحكم المنهار تماماً».
وأكدت الفصائل في بيانها أنها «ستتخذ كل الإجراءات الممكنة وسترد بكل الوسائل المشروعة للدفاع عن أهلها وفي جميع الجبهات إلى حين الوقف الكامل لعدوان النظام على جميع المناطق المحررة وخصوصاً مدينة داريا»، مطالبة قوات النظام بالتراجع إلى المواقع التي كانت فيها ما قبل الهجوم الذي بدأ في 14 مايو.
وبعد يومين من منع دخول قافلة مساعدات تحمل حليب أطفال وأدوية إلى داريا، قصفت قوات النظام في منتصف مايو المدينة في شكل كثيف. وتدور منذ ذلك الحين اشتباكات متقطعة مع الفصائل المقاتلة، وتحدث موقع «المصدر» الإخباري والمقرب من النظام السوري عن «عملية عسكرية ضخمة» لاستعادتها خلال الأيام المقبلة.
وأكدت الفصائل أنها «تفكر جدياً بالانسحاب من العملية السياسية» التي وصفتها بأنها «عقيمة».
وخلصت إلى أن بيانها يعتبر «بمثابة بلاغ رسمي لكافة الجهات المعنية».
وأكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي يتخذ من إسطنبول مقراً، في بيان أمس (الأحد) «دعمه للقرار الذي اتخذته الفصائل العسكرية وقوى الجيش السوري الحر بخصوص اتفاق وقف العمليات العدائية»، مشدداً على «دعمه الكامل لمطالبها».
من جانبه، حذّر المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية السابق إلى سورية، الجزائري الأخضر الإبراهيمي أمس (الأحد)، من انهيار الدولة في سورية وسيطرة أمراء الحرب على الحكم وتناحرهم من أجله.
وقال الإبراهيمي في محاضرة بعنوان «الثورات العربية: حقيقة... سراب... أم مؤامرة» أمس بمقر مجلس الأمة الجزائري إن «سورية غير مهددة بالتقسيم كما يرجحه البعض رغم محاولة الأكراد إقامة كيان مستقل لهم مثلما جرى في العراق، وإنما هي مهددة بانهيار الدولة وسيطرة ما يطلق عليهم بأمراء الحرب على الحكم في البلاد وتناحرهم فيما بينهم من أجله».
وأوضح الإبراهيمي أنه من بين العوامل التي من شأنها أن تحول دون تقسيم سورية هو التنوع الذي يعرفه المجتمع السوري الذي هو عبارة عن «فسيفساء فيها السني والشيعي والمسيحي والدرزي، وحتى المسيحيون منقسمون إلى عدة فصائل».
وأعرب الإبراهيمي عن أسفه لـ «عجز الإخوة السوريون عن حل أزمتهم وحدهم» معتبراً أن «الأطراف الأولى بمساعدتهم هي دول المنطقة التي هي منقسمة ومختلفة وعاجزة بدورها عن مساعدة السوريين على حل أزمتهم ما استوجب اللجوء إلى الدائرة الأبعد من سورية وهي الدائرة الدولية التي تضم أساساً الولايات المتحدة الأميركية وروسيا».
ورجح الإبراهيمي أن يكون التقارب الأميركي-الروسي المسجل مؤخراً، مؤشراً لقرب «حل الأزمة» وليس من وراءه مخطط لخلق «سايكس بيكو» جديد في المنطقة. كما عزا هذا التقارب إلى توافد عدد هائل من اللاجئين السوريين على أوروبا ما أدى إلى حدوث نوع من «الصحوة الشاملة» لدى الغرب وخاصة الولايات المتحدة وروسيا وإدراكهم أن الخطر حالياً لم يعد على الشعب السوري فقط الذي تحطم وانقسم وتشرد بل طال الغرب.
من جانب آخر، أسفرت سلسلة تفجيرات يشتبه بوقوف تنظيم «داعش» خلفها عن مقتل ثمانية أشخاص في شمال شرق سورية بعد ساعات على زيارة قام بها ضابط أميركي رفيع إلى المنطقة، بحسب ما أفاد مصدران أمنيان أمس.
العدد 5007 - الأحد 22 مايو 2016م الموافق 15 شعبان 1437هـ