العدد 5007 - الأحد 22 مايو 2016م الموافق 15 شعبان 1437هـ

هاشتاق «ملاحي» لدعم الطيران المصري وسط مخاوف على السياحة

أقارب أحد الضحايا يبكونه أثناء مراسم الجنازة في كنيسة بول القبطية الأرثوذكسية في القاهرة - EPA
أقارب أحد الضحايا يبكونه أثناء مراسم الجنازة في كنيسة بول القبطية الأرثوذكسية في القاهرة - EPA

أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي «حملة تضامن» مع شركة مصر للطيران بعد حادث تحطم طائرة الإيرباص إيه - 320 فوق البحر الأبيض المتوسط نهاية الأسبوع الماضي.

وقالت ناشطة تُدعى زيزي صالح «فشلوا أرضاً فلاحقونا جواً، أرادوا مصر كأشلاء الطائرة، والله لن تسقط مصر».

وقال ناشط آخر اسمه محمد الخالد «سافرت معها (أي مصر للطيران) عشرات المرات، ووجدت فيها احترام العميل». بينما قال سالم الجحوشي بأن «7000 سنة لم تستطع إخفاء شمس الحضارة العربية تحل الظروف وترحل وتبقى مصر شامخة قوية للأبد».

وواجه قطاع السياحة في مصر تحديات كبيرة منذ سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، إذْ أن 50 في المئة من السياحة في شرم الشيخ المصرية تعتمد على السياح الروس الذين يصل تعدادهم السنوي إلى 3 ملايين و200 ألف سائح يزورون شرم الشيخ.

وشَهِدَ القطاع السياحي المصري تراجعاً بنسبة 15 في المئة العام الماضي نتيجة لتلك الحوادث، في حين تعرّض النقد الأجنبي لتراجع كبير حيث بلغ 17 مليار دولار بعد أن كان 36 مليار دولار العام 2010، ساهمت فيه الظروف السياسية والأمنية والعمليات الإرهابية التي تتعرض لها مصر.

تاريخ الطيران في مصر:

كان أول طيار مصري يحطّ بطائرته في الأراضي المصرية هو محمد صدقي وذلك في 26 يناير 1930 بعد أن أقلع بطائرته الألمانية الخاصة ذات المحرك الواحد من برلين حتى منطقة السلوم المصرية على الحود مع ليبيا. وقد اعتُبِر هذا التاريخ عيداً قومياً للطيران المدني في مصر.

وفي العام 1932 أُسِّست «مصر للطيران» بأربع طائرات كأول مؤسسة ملاحة جوية مدنية في البلاد بدعم من طلعت باشا حرب، حيث صدر مرسوم بذلك فى 7 مايو/ آيار العام 1932. ثم صدر أول مرسوم لتنظيم الملاحة الجوية العام 1935. ولم تكتف الشركة بعمليات نقل الركاب فقط بل بإنشائها مركزاً للتدريب ثم مركزاً آخر في الاسكندرية بعد الإقبال المتزايد على تعلّم الطيران.

ولأن المطار الذي كان موجوداً في مصر (هليوبوليس) كان خاضعاً لإشراف واستخدام البريطانيين لا غير فقد قررت الحكومة المصرية آنذاك إنشاء مطار خاص بها سُمِّي ألماظة وذلك فى 2 يونيو/ حزيران العام 1932، تلاه مطار الدخيلة بالاسكندرية بعد ذلك بعام، ثم مطار باين فيلد (القاهرة) العام 1942. وبعدها بثلاثة أعوام صدر مرسوم إنشاء هيئة للطيران المدني، ثم الهيئة العامة للطيران المدني في ديسمبر/ كانون الأول العام 1968. إلى أن تطور الأمر وأصبحت وزارة للطيران المدني. كما حُوِّلت مؤسسة مصر للطيران إلى شركة قابضة.

حوادث الطيران المدني في مصر:

سُجِّلت أول حادثة طيران في مصر خلال الخمسين سنة الماضية في 19 مارس/آذار العام 1971 بعد أن تحطمت طائرة تابعة لـ «مصر للطيران» من طراز ماكدونل دوغلاس بعد أن كانت متوجهة إلى مدينة عدن اليمنية حيث اصطدمت بجبل شمسان جنوب اليمن. وقد أدى الحادث إلى مقتل 30 شخصاً كانوا على متن تلك الرحلة.

الحادث الآخر وقع بعد ذلك بـ 14 عاماً وبالتحديد في 3 نوفمبر/تشرين الثاني العام 1985 لكنه لم يكن سقوطاً بل عملية اختطاف للرحلة رقم 648 (بوينغ 737-266) عندما أُجبِرَت الطائرة على الهبوط في مطار لوكا المالطي. لكن عملية تحرير الطائرة حينها أسفر عن مقتل 56 راكباً من أصل 92 كانوا على متنها.

أما الحادث المأساوي الأبرز والذي أثير حوله جدل كبير فقد حصل في 31 أكتوبر/ تشرين الأول العام 1999 عندما سقطت طائرة بوينغ 767-300 تابعة لـ «مصر للطيران» فوق المحيط الأطلسي وبالقرب من سواحل ولاية ماساتشوستس الأميركية، بعد ساعة من إقلاعها من مطار نيويورك عائدة إلى القاهرة، ما أدى إلى مقتل 217 راكباً وملاحاً.

وفي مايو من العام 2002 اصطدمت طائرة بوينغ 737-566 تابعة لمؤسسة مصر للطيران بتلٍّ محيط بمطار تونس قرطاج الدولي، ما أدى إلى تحطمها ومصرع 15 شخصاً وإصابة 49 آخرين.

وبعد ذلك بعامين وتحديداً في 3 يناير/ كانون الثاني العام 2004 تحطمت طائرة فوق البحر الأحمر تابعة لشركة فلاش أيرلاينز بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ عندما كانت في رحلة إلى مطار شارل ديغول فقتل جميع مَنْ عليها والبالغ عددهم 145 راكباً.

وتوقفت كوارث الطيران في مصر مدة 14 عاماً إلى أن جاء يوم 31 أكتوبر العام 2015 عندما سقطت طائرة إيرباص روسية فوق شبه جزيرة سيناء وقبالة البحر الأحمر بعد دقائق على إقلاعها من مطار شرم الشيخ فقتل 224 شخصاً كانوا على متنها.

وفي 29 مارس/ آذار 2016 اختطف أحد ركاب طائرة تابعة لشركة «مصر للطيران» وعلى متنها 55 راكباً وهدّد بتفجيره حزاماً ناسفاً كان يتزنّر به، فأجبرها على الهبوط في مطار لارنكا بقبرص، إلاّ أنه سلّم نفسه للأمن القبرصي بعد ست ساعات دون أن يحصل أي مكروه للركاب الـ 55.

ويوم الخميس الماضي (19 مايو) تحطمت طائرة الإيرباص إيه - 320 تابعة لـ «مصر للطيران» فوق البحر الأبيض المتوسط ما أدى إلى مقتل 30 مصرياً و15 فرنسياً وعراقيان وبريطاني وبرتغالي وجزائري وتشادي وسعودي وكويتي وسوداني وكندي كانوا على متنها.

العدد 5007 - الأحد 22 مايو 2016م الموافق 15 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً