المعرض الذي تستضيفه عمارة بن مطر في المحرّق والمتفرعة عن مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، تعكس أهمية دور القطاع الخاص والأهلي في نشر الفنون والترويج لها عبر أنشطة ثقافية تحاكي فيها المتلقّي البحريني والزائر مقدمةً حكايا بحرينية أصيلة بالتعاون مع القطاع العام، وفي معرض "سلسلة أضواء: يعقوب قاسم " التعاون مع متحف البحرين الوطني.
افتتاح المعرض اليوم الأحد (22 مايو / أيار2016)السابعة مساءً شهد حضور المهتمين بالفنون والثقافة ومحبّي أحد روّاد الحركة التشكيلية البحرينية الفنان يعقوب قاسم الذي ترك للبحرين وللعالم بأسره غنى إبداعاته وأعماله التي تعكس ما للفنان البحريني من حسّ فنّي وعراقة. يستمر المعرض في عمارة بن مطر لفترة أربعة أشهر كاملة إذ يستقبل زواره لغاية 22 سبتمبر/أيلول المقبل عارضاً لوحات قاسم في معرض هو الأول من سلسلة معارض سنوية تضيء في عمارة بن مطر على أساتذة الفن الحديث البحريني الأوائل. والمعرض الأول من هذه السلسلة يعرض مجموعة "العشاء الأخير" ليعقوب قاسم وهي من الآثار القليلة الباقية من تلك الموهبة الاستثنائية والتي تعرض ضمن مجموعة متحف البحرين الوطني للفنان الذي لم يعمّر في حياته بل عبر أعماله الباقية تخليداً لموهبته.
ينقلنا المعرض للتقرب من مجموعة فريدة للفنان الراحل قاسم، وقراءة لأطروحاته الأخيرة التي تشوبها نوع من الغموض واشتغالات تعقيدية مكتنزة بعفويته المطلقة ومتداخلة بإلتباس بصري يجىء بها الألوان والشخوص وذائقتة الاحترافية بدلالة المحاورة والتخييل وأسر المتلقي في مكامن اللوحة، متسائلاً فيها عن الوجود والحياة والأمكنة، خالقاً بذلك، أسلوب يصور الموت والرحيل والفراق، ومستنبطاً من اللاهوت الفن الديني المسيحي، ومرتحلاً إلى رهبة التابوت والإيحاءات المعمقة بالروحانية والصمت وزمن معلق بين الأرض والسماء والماضي والحاضر، كفعل البوح وغياب الحديث منذ سبعينيات القرن العشرين، فكان آنذاك الراحل يعقوب قاسم يتغلغل بأبعاده الفنية وأفكاره المعاصرة حتى نيل المرض من جسده، بعمر الخامسة والعشرين، مخلداً مجموعة تاريخية من العطاء.
هذه المجموعة هي ضمن 1200 عمل فني يحتضنها متحف البحرين الوطني منذ افتتاحه عام 1988، ويعود تاريخ أقدم الأعمال الفنية التي تضمها المجموعة إلى العام 1960، وهي لوحة الفنان البحريني الراحل أحمد السنّي.