يُشكِّل التنوعُ البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية التي يدعمُها أسسَ الحياة على كوكب الأرض ومصادرَ سبُل العيش والرفاه للناس في كل مكان. كما تُشكِّل حماية التنوع البيولوجي ومنع المزيد من فقدانه استثماراً أساسياً في مستقبلنا الجماعي.

ويُعتَبرُ التنوع البيولوجي مسألة مهمة من المسائل الشاملة لعدة قطاعات المدرجة في خطة التنمية المستدامة للعام 2030. ويعترفُ الهدف 15 من أهداف التنمية المستدامة صراحةً بأهمية وقف فقدان التنوع البيولوجي، وتعترف الأهداف الأخرى منها بأهمية التنوع البيولوجي من أجل القضاء على الفقر، وتوفير الغذاء والمياه العذبة، وتحسين الحياة في المدن. ومن المهم جداً أن نُحرز تقدماً في تعميم مراعاة التنوع البيولوجي وتحويل الكيفية التي تُثمِّن فيها المجتمعات التنوع البيولوجي وتُديره.

وعلى رغم الالتزامات الكثيرة بوقف فقدان التنوع البيولوجي، يتواصل الفقدان بوتيرة متسارعة في جميع المناطق. ولا تتعدى نسبة البلدان التي تسير على الطريق الصحيح المؤدي إلى تحقيق أهداف أيتشي المتعلقة بالتنوع البيولوجي بحلول الموعد المستهدف للعام 2020، نسبة 15 في المئة. وإضافة إلى ذلك، فإن التوسع المتوقع حدوثه في القطاعات التي تعتمد على التنوع البيولوجي وتؤثر فيه على حدٍّ سواء - بما في ذلك الزراعة، والغابات، ومصايد الأسماك، وتربية الأحياء المائية - سيُشكّل تحدياً كبيراً أمام وقف فقدان التنوع البيولوجي في العقود المقبلة.

ويتطلب عكسُ هذه الاتجاهات اتخاذَ إجراءات من قِبَل جميع القطاعات والجهات المعنية، بدءاً من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ووكالاتها وانتهاءً بالمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والأعمال التجارية. ونحن بحاجة إلى بحوث أفضل، كما إننا بحاجة إلى العمل على أساس الأدلة التي تفيد بأن التنوع البيولوجي هو جزء لا يتجزأ من عملية تحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية.

ويُعتَبرُ الاستخدام المسئول للموارد الطبيعية أمراً أساسياً لتحقيق التنمية المستدامة. وسيضمن تعميم مراعاة التنوع البيولوجي تحقيق التكافل بين احتياجات التنمية وحماية البيئة.

وإنني في هذا اليوم، اليوم الدولي للتنوع البيولوجي، أحثّ جميع الحكومات وأصحاب المصلحة على الحفاظ على تنوع الحياة على كوكب الأرض، وإدارته بصورة مستدامة لصالح الأجيال الحالية والمستقبلية. ويُعدُّ الحفاظ على التنوع البيولوجي جزءاً حيوياً من عَقدِنا مع بعضنا بعضاً ومع هذا الكوكب الذي يكفل لنا أسباب الحياة.