وجه وزراء المالية وحكام المصارف المركزية لدول مجموعة السبع تحذيراً قوياً أمس (السبت) في ختام اجتماع في اليابان من «الصدمة» التي يمكن أن يحدثها خروج بريطانيا من أوروبا، ليس فقط بالنسبة إلى البريطانيين بل أيضاً على صعيد الاقتصاد الدولي الذي يعاني من تراجع.
وجاء في وثيقة نشرتها السلطات اليابانية أن «الغموض المحيط بالوضع العالمي تصاعد، فيما تزيد النزاعات الجيوسياسية والإرهاب وتدفق اللاجئين، وصدمة خروج محتمل لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، من صعوبة البيئة الاقتصادية العالمية».
من جهته، حذر وزير المالية البريطاني جورج اوزبورن في بيان بأنه «سيكون من الصعب جداً» على بريطانيا في حال خروجها من الاتحاد الأوروبي، التفاوض بشأن اتفاق تجاري جديد مع دول الكتلة الموحدة أو مع عشرات الدول غير الأوروبية المرتبطة باتفاق خاص مع بروكسل.
وقال اوزبورن «يكفي التحدث إلى وزراء مالية ألمانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى لإدراك أنه في حال خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأرادت الوصول إلى السوق الموحدة (...) فسيتحتم علينا المساهمة في موازنة الاتحاد الأوروبي والموافقة على حرية تنقل الأفراد، وذلك بدون أن يكون لنا رأي في هذه السياسات».
ونبه اوزبورن إلى أن قيمة العقارات في بريطانيا يمكن أن تتراجع بين 10 و18 في المئة في حال خروجها من الاتحاد الأوروبي، بحسب دراسة أجرتها وزارة الخارجية ويفترض أن تنشر الأسبوع الجاري.
وصرح وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله «كلنا متفقون على انه سيكون قراراً سيئاً بالنسبة إلى بريطانيا»، وأضاف «لكنه قرار على الناخبين البريطانيين اتخاذه»، حسبما نقلت عنه وكالة بلومبرغ.
وتابع شويبله «نخشى ان يكون له عواقب سلبية على الاقتصاد الأوروبي والدولي».
من جهته قال وزير المالية الفرنسي ميشال سابان في مقابلة مع وكالة فرانس برس أمس السبت إن «موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان حاضراً في المناقشات لأن البريطانيين أرادوا ذلك بوضوح، وأيضاً لأنه مسألة تثير قلق مجموعة السبع».
وتابع سابان في لقاء صحافي في ختام يومين من الاجتماعات شارك فيها وزراء المالية وحكام المصارف المركزية لليابان والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وايطاليا وكندا في اكيو في منطقة سنداي (شمال شرق) أن «الدول السبع أجمعت بالطبع». وقال سابان «إن الخروج ستترتب عليه عواقب وخيمة، ليس لأننا سنسيء معاملة بريطانيا، بل لأن المنطق الاقتصادي سيكون فادحا جدا».
وأدلى رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بتصريحات مماثلة اذ حذر الجمعة مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي بان بريطانيا ستواجه في هذه الحالة معاملة متشددة من الاتحاد الأوروبي.
وتنظم بريطانيا استفتاء في 23 يونيو/ حزيران يقرر فيه المواطنون ما اذا كانوا يرغبون في البقاء ضمن الاتحاد الاوروبي او الخروج منه. ويدعو رئيس الوزراء ديفيد كاميرون والمعارضة العمالية على غرار اوزبورن الى البقاء في الكتلة الأوروبية.
وتشير آخر استطلاعات الرأي إلى تقدم واضح لأنصار البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي، غير ان نسبة المترددين لا تزال مرتفعة، ما يلقي غموضا كبيرا على نتيجة الاستفتاء.
ويضاعف أنصار البقاء في التكتل المدعومون من المؤسسات الكبرى المتعددة الاطراف مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، التحذيرات بأن الاقتصاد سيتكبد ضررا كبيرا في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، ما يثير سخط مؤيدي الخروج الذين يعتبرون أن البلاد ستكون أكثر ازدهاراً من دون قيود بروكسل البيروقراطية.
وكان رئيس الوزراء البريطاني شينزو ابي صرح في مطلع مايو/ أيار في لندن بأن خروج بريطانيا من اوروبا سيجعل من البلاد «وجهة اقل جاذبية للاستثمارات اليابانية».
العدد 5006 - السبت 21 مايو 2016م الموافق 14 شعبان 1437هـ