أكد سفير مملكة البحرين في جمهورية مصر العربية والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة أهمية تبادل الرؤى والأفكار وتنسيق المواقف الإقليمية والدولية تجاه القضايا الملحة القائمة، مشيرا إلى أن حالة السلم والأمن الدوليين تواجه تحديات جسيمة وخطيرة في منطقة الشرق الأوسط مع انتشار الجماعات والميليشيات الإرهابية على حساب الدولة الوطنية، بالتزامن مع محاولات المتطرفين لسيادة الأيديولوجيات الفاشية في المنطقة بما تحمله من الإقصائية والطائفية، وترسيخ لغة العنف وغياب التسامح.
ونوه إلى المشاركة العربية في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، ونتائج المؤتمر الدولي لمكافحة تمويل الإرهاب الذي استضافته مملكة البحرين في نوفمبر 2014 وغيرها من الإجراءات العربية الفاعلة لمكافحة واستئصال هذه الظاهرة فكرا وممارسة.
جاء ذلك خلال إلقائه كلمة نيابة عن الدول العربية في اللقاء المشترك الذي عقد في مقر الجامعة بالقاهرة مع سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن اليوم السبت (21 مايو/ أيار 2016) بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، ورئيس مجلس الأمن الدولي مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عمرو أبو العطا.
وقال: "إن الإرهاب يشكل تهديدا لقيمنا المشتركة وتقويضا للاستقرار والتنمية... وفي الوقت ذاته، نعاني من قيام دولة إقليمية برعاية الميليشيات الإرهابية في العديد من دول المنطقة تسليحا وتمويلا وتدريبا، الأمر الذي يتطلب جهدا دوليا رادعا لوقف تهديد الأمن الإقليمي والعالمي".
وحذر سفير مملكة البحرين في القاهرة من ترك القضايا العالقة في منطقة الشرق الأوسط دون حل دائم وشامل بما يجعلها بمرور الوقت أكثر تعقيدًا وأكبر كلفة وتتخطى تداعياتها حدود تلك المنطقة للعالم بأسره.
وتناول الشيخ راشد بن عبدالرحمن آل خليفة القضايا محور النقاش في الاجتماع وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية باعتباره يشكل احدى أهم العقبات في سبيل احلال السلام في الشرق الأوسط، معتبرا أن مبادرة السلام العربية كانت كفيلة بإنهاء هذا الصراع الممتد لكنها واجهت رفضا إسرائيليا وإجهاضا للمساعى العربية لاحلال السلام العادل والشامل. مثمنا في هذا الإطار دعوة فخامة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط لإنهاء حالة الجمود الحالية في المفاوضات وانفاذ حل الدولتين.
وأشار إلى أن التحدي الآخر يتمثل في تفكك وانهيار مؤسسات الدولة الوطنية في المنطقة وتغلغل الجماعات الإرهابية المسلحة بها، وتعد ليبيا والصومال مثالا واضحا لمحاولات استغلال الفراغ المؤسسي من جانب تلك الجماعات لتوسيع نفوذها وتنفيذ أعمالها الإرهابية.. كما تطرق إلى قضية اللاجئين والنازحين التي تحولت إلى أزمة دولية متشعبة وتحديا للضمير الإنساني، مبينا أن العديد من الدول العربية سعت لاستضافة أكبر عدد ممكن من لاجئي المنطقة، كما سخرت موارد مالية ضخمة لتخفيف معاناتهم، وهناك تحركات عربية دؤوبة لتقديم المساعدات الإنسانية بمختلف أشكالها في مناطق تواجدهم.
في ختام كلمته أعرب عن أمله بأن يتمخض عن الاجتماع آلية دائمة لاستمرار التنسيق والمتابعة وتضافر الجهود بين الجانبين لما فيه خير واستقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم.