يبدو أن الرسوم الساخرة "الكوميكس" هي سلاح المصريين لمواجهة كل الظروف الصعبة، فمن الانتقاد السياسي في ظل تضييقٍ أمني على الناشطين السياسيين، إلى تقليد الأعمال السينمائية المعروفة، واستخدام تعبيرات الممثلين المعروفين، والصراع بين مشجعي كرة القدم، خاصة الخصمين اللدودين الأهلي والزمالك، تحضر النكته لتمنح المصريين نوعاً من الطاقة الإيجابية التي ربما تعينهم على مواجهة الصعاب.
وعندما ضربت موجةٌ حارة مصر في اليومين الماضيين وصلت فيها درجات الحرارة لأعلى من معدلها الطبيعي في البلاد حتى 46 درجة مئوية، امتلأت صفحات الكوميكس الشهيرة على فيسبوك وإنستغرام بالرسوم التي تسخر من الحَرّ، وتتباكى على حال مصر التي تأخرت في كل المجالات ولكنها تقدمت في درجات الحرارة.
بعض الرسوم قدمت اقتراحات مبتكرة لمواجهة الحر بالجلوس في الثلاجة، أو تركيب مروحة دائمة لكل شخص، يسير بها أينما ذهب، وظهرت "قصائد حب" تتغنّى بحب التكييف، وتخاطب الشمس باللوم والتوبيخ.
البعض "قلَبوها جَد"، مع قدوم شهر رمضان واستغلوا موجة الحر للقيام بعملٍ خيري، وطالبوا بتجهيز زجاجات مياه وعصائر باردة، واصطحابها معهم لدى الذهاب للعمل صباحاً أو العودة ظهراً، لتوزيعها على العاملين بالشوارع، والمارة والمتسولين.
ولم تغب برامج توك شو عن محاولات مواجهة الحر الشديد، فاجتهد البعض في السخرية منها، وكان لجابر القرموطي، المذيع بقناة "أون تي في" النصيب الأكبر، حيث خاطب مشاهديه في بداية الحلقة من داخل الثلاجة باستديو البرنامج، وخرج على الهواء منها وهو يأكل البطيخ لمواجهة الحر، وذلك حسب تقرير نشرته إحدى المواقع الصحافية الإلكترونية.