اقتحم أنصار الزعيم مقتدى الصدر لفترة قصيرة أمس الجمعة (20 مايو/ أيار 2016) مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي داخل المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد ما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى.
وفي حين أعلنت السلطات المعنية فرض حظر تجوال في بغداد حتى إشعار آخر إثر حادثة الاقتحام، حذر الصدر من أية محاولة «لمنع الاحتجاجات السلمية» في العراق، محذراً أيضاً في بيان من أن «تتحول الثورة إلى وجه آخر» في حال استمرار هذا المنع.
وواجه آلاف المحتجين الذين يطالبون بإصلاحات حكومية في بادئ الأمر مقاومة شديدة من قوات الأمن، لكنهم تمكنوا في نهاية المطاف من اقتحام المنطقة المحصنة والدخول إلى مكتب رئيس الوزراء قبل إخراجهم من هناك.
وقد أفادت مصادر أمنية عراقية بانسحاب جميع المتظاهرين من المنطقة الخضراء بغداد بعد اقتحامها عصر أمس (الجمعة) وأن قوات عراقية تنتشر بشكل كثيف في أرجاء المنطقة وخارجها.
عواصم - وكالات
اقتحم أنصار الزعيم مقتدى الصدر لفترة قصيرة أمس الجمعة (20 مايو/ أيار 2016) مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي داخل المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد ما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى.
وفي حين أعلنت السلطات المعنية فرض حظر تجوال في بغداد إثر حادثة الاقتحام، إلاّ أن العبّادي أمر بإلغاء الحظر في وقتٍ متأخرٍ من مساء أمس.
وحذر الصدر من أية محاولة «لمنع الاحتجاجات السلمية» في العراق، محذراً أيضاً في بيان من أن «تتحول الثورة إلى وجه آخر» في حال استمرار هذا المنع.
وأعلن الصدر في بيان «الاستمرار بالاحتجاجات السلمية»، محذراً من أنه «لا يحق لأية جهة منع ذلك... وإلا فإن الثورة ستتحول إلى وجه آخر».
وأضاف أن هذه الاحتجاجات «ورقة ضاغطة على السياسيين ومحبي الفساد والمحاصصة الطائفية والسياسة البغيضة وبصورة منظمة وبأوامر مركزية».
ودعا الصدر «منظمة الدول الإسلامية والأمم المتحدة إلى التدخل من أجل إخراج الشعب العراقي من محنته (...)، ولو من خلال انتخابات مبكرة». وواجه آلاف المحتجين الذين يطالبون بإصلاحات حكومية في بادئ الأمر مقاومة شديدة من قوات الأمن، لكنهم تمكنوا في نهاية المطاف من اقتحام المنطقة المحصنة والدخول إلى مكتب رئيس الوزراء قبل إخراجهم من هناك.
من جانبه، وجه رئيس الوزراء حيدر العبادي، في وقت متأخر من مساء أمس، إلى رفع حظر التجوال في العاصمة بغداد وذلك بعد ساعات من فرضه عقب اقتحام المنطقة الخضراء من قبل متظاهرين.
وذكر التلفزيون العراقي الرسمي، وفقاً لقناة «السومرية نيوز»، إن «القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي وجه إلى رفع حظر التجوال في بغداد».
وقال العبادي في كلمة له إن هناك مندسين استغلوا انشغال القوات الأمنية وما حصل لا يمكن القبول به، في إشارة إلى اقتحام المنطقة الخضراء، مضيفاً أن الفوضى ليست لصالح الوطن ويجب نبذ الخلافات، مؤكداً أن القوات العراقية تحقق انتصارات، قائلاً «قواتنا البطلة تحقق انتصارات ونحن على أبواب الفلوجة».
وقد أفادت مصادر أمنية عراقية بانسحاب جميع المتظاهرين من المنطقة الخضراء بغداد بعد اقتحامها عصر أمس الجمعة وان قوات عراقية تنتشر بشكل كثيف في أرجاء المنطقة وخارجها.
وأبلغ متظاهرون وكالة الأنباء الألمانية بـ«أن ثلاثة متظاهرين قتلوا وأصيب العشرات برصاص القوات العراقية».
وأعلنت قيادة عمليات بغداد إغلاق مداخل ومخارج بغداد بشكل كامل وحتى إشعار آخر.
وأفاد متظاهرون بأن الآلاف من المتظاهرين، غالبيتهم من أتباع رجل الدين مقتدى الصدر اقتحموا مبنى المنطقة الخضراء بعد إطلاق الرصاص عليهم من قبل قوات حماية المنطقة الخضراء وإطلاق قنابل مسيلة للدموع أوقعت إصابات بين المتظاهرين.
وأوضحوا أن «قوات عراقية من مختلف الصنوف شوهدت تنتشر لمنع تدفق المتظاهرين». وقال أحد المتظاهرين بينما كان يحمل مظاريف رصاص «جئنا للاحتجاج سلميّاً لكن الجبناء أطلقوا النار علينا».
وقالت مصادر أمنية وطبية إن الصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن أدت إلى سقوط 58 جريحاً بينهم عناصر من الأمن.
ونشر البعض صوراً على شبكات التواصل الاجتماعي لمكتب رئيس الوزراء وقاعة مجلس الوزراء. وقال المتظاهرون لأفراد القوة الأمنية الذين يتولَّون حراسة مكتب العبادي «لا تكونوا مع الظالم، بل مع الشعب».
وانسحب المتظاهرون في نهاية المطاف من المكتب وتمكنت قوات الأمن من صد الحشود باتجاه جسر رئيسي فيما كانت التعزيزات العسكرية تصل إلى الموقع.
وأكد سكان لوكالة «فرانس برس» أن قوات الأمن أبلغت المركبات بضرورة العودة إلى الوراء وأصحاب المحلات التجارية بإغلاق أبوابها وعمدت إلى إقفال بعض الشوارع بجدران إسمنتية. وقال عقيد في الشرطة إن هذه الإجراءات هدفها أساساً منع أي انتشار لعناصر (...) مقتدى الصدر، «سرايا السلام»، في شوارع العاصمة. وكان آلاف المتظاهرين تجمعوا في ساحة التحرير أمس قبل أن ينطلقوا باتجاه المنطقة الخضراء رافعين أعلاماً عراقية ومرددين «سلمية، سلمية».
وافاد مصور «فرانس برس» ان عددا من المتظاهرين تعرضوا لحالات اختناق اثر استنشاقهم الغازات المسيلة للدموع.
وأوضحت السلطات في بيان آخر أن «عناصر مندسة استغلت انشغال قواتنا بالتحضيرات لمعركة الفلوجة فقامت باختراق مؤسسات الدولة». من جانبه، دعا زعيم حركة الوفاق العراقية إياد علاوي أمس (الجمعة) الحكومة العراقية إلى التفاوض مع المتظاهرين وعدم استخدام العنف ضدهم.
وقال علاوي في بيانٍ صحافي: «كنا قد حذرنا وباستمرار من انتهاج الحكومة لذات المسارات الخاطئة في التعاطي مع الأزمات والالتفاف على المطالب المشروعة للمواطن، بالتحصن وراء الأسوار العالية للمنطقة الخضراء في الوقت الذي تحصد التفجيرات والمفخخات أرواح العشرات من الضحايا الأبرياء يوميّاً يضع العراق على شفا انتفاضة مسلحة وهو ما كاد يحصل اليوم لولا لطف الله تعالى». وأضاف علاوي «في الوقت الذي نؤكد التزامنا بمشروعية مطالب المواطنين السلمية وحقهم في التعبير عنها ضمن الأطر الدستورية والقانونية، نؤكد أيضاً ضرورة الحفاظ على حرمة المؤسسات والنظام والممتلكات العامة والخاصة التي هي ملك الشعب المنتفض، وأن الإخلال بالتوازن بين هذين العنصرين لا يخدم أيا من مصالح الشعب أو موقع السلطة، وان أحداث اليوم كادت تطيح بهذه المعادلة الدقيقة» .
ودعا علاوي «الحكومة الى التحاور مع المتظاهرين وعدم استخدام العنف ضدهم والى اطلاق سراح المعتقلين مع الاستجابة العاجلة للممكن من مطالبهم المشروعة وتحقيق ما تبقى من المطالب وفق سقوف زمنية محددة، وفي المقابل فان المتظاهرين مطالبون بسلمية الاحتجاجات وواقعية المطالب بما يلحظ أوضاع البلد الاقتصادية والأمنية واحترام المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة».
العدد 5005 - الجمعة 20 مايو 2016م الموافق 13 شعبان 1437هـ