العدد 5005 - الجمعة 20 مايو 2016م الموافق 13 شعبان 1437هـ

حاستي فاطمة...

أمينة ذيبان - أديبة وكاتبة من الإمارات 

تحديث: 12 مايو 2017

فاطمة والوهن والصلاة والنرجس، أدخل بين حرف مُغلق وآخر منفتح، وأكتب عن ضفتيها... عن اللغات... عن الحب... عن الرسم الأبدي والنقوش المُدلَّلة بالحنِّاء واليُتْم، كالماء أجدها... كوردة المسافر الغريب... الصحو يتألَّق في حدقتيَّ، وأرقص على شباك الفراق كوجه ضوء مسافر أو فرحة الليالي المُقدَّسة بالطوْطم البعيد. وحدي أُدحرج وجه أمي، أبعثره على هامة الطُرق الطويلة في غناء عندليب صامت، ووجه النساء العاريات من الصدفة. أقف خلف جموع الحياة معذَّبة بوجود القنابل، وأصغرُ كنملة تحاور الربَّ في عشتروت، أو هي إيماءة الماء ونرجس الفرح، فاطمة الوجد/ الحب/ الحديث/ الوهن/ اللغة الوجْد والدوخة.

بيننا قفص من نهار وأناشيد الورى... سكرتي وبعض الهواجس التي تنثني على وجْدي... على قراءة المساء. فاطمة الدهر... الزمان... المروءة... الحدث... الغربة. ذهبتْ في صحن أيام أخرى، ولم نرَ منها سوى الوعد، يوم تدحرج وجهها في صلوات اللحظة، وخرج إلى وجود الرائي، وصبوة الحلم هي اللحظة تجيء، وهي تتشكَّل في وعاء أخرس، أو تغيب بلا صبية أو صراخ الولادة، ولحظة الانشطار. هي لي وجه يُعلِّم القول والأرق والحكايا، هي وجه الإنصات، وضالة اللعب والسمر والجدائل والزعفران، هي أول الحب والحبيب والمحبوب. فاطمة وألهث وراء «دكَّان مسعود» في قريتها وبيتها الصغير الكبير. في رأس مطلق وجْنة رحلت على صولجان الغياب والفرح الأنثوي بولادة العمر الآخر، يوم رحلت، دخل السوق في سرير حيْرتها، ورحلت إلى قرب الحبيب المسمَّر في الأمل، والمطرَّز بولع الوجود، أو هو كما نقول: أدخل إليك بلا قرابين وفرح، تعود إليَّ مدثراً بالوهن الإنساني، وغربة الحدقات، وصهيل المساء، أو استمر على فراق متراكم. لك أيها الإنسان القادم في صحن دارها، وأدري أن الوطن يكبر بعيداً عن فاطمة وقريباً منها، وأنه اللحظة التي تتشكَّل في ماء يديها، أو قلب الوهم المتدفِّق من رحيل الماء، والقرب والسؤال والوعد.


ضوء

نشرت الأديبة والباحثة الإماراتية أمينة ذيبان نتاجها الشعري تحت اسم مستعار (سارة حارب)، وكان لإكمال دراساتها العليا سبب رئيس لانقطاعها زمناً عن النشر.

حصلت على الماجستير والدكتوراه في الآداب من جامعة لندن، وبكالوريوس في العلوم السياسية والإدارة العامة من جامعة الإمارات. وعملت فترة طويلة في أهم صحيفتين في الإمارات «الاتحاد» و «البيان». من أهم أعمالها المنشورة على الإنترنت «الحداثة والتغيير عند عبدالرحمن منيف».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً