منظمة الصحة العالمية تعرب عن قلقها لاكتشاف فيروس زيكا في جزر الرأس الأخضر، قبالة الساحل الغربي لإفريقيا، وتؤكد أن هذا النوع ينتمي إلى نفس السلالة في الأميركتين ودليل آخر على أن التفشي تجاوز الحدود وأصبح على عتبة إفريقيا.
قالت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة (20 مايو/آيار) أن فحوصات أظهرت أن عدوى زيكا الفيروسية التي ظهرت في جزر الرأس الأخضر هي نفس السلالة المرتبطة بحدوث تشوهات للمواليد في البرازيل. وقالت ماتشيديسو مويتي المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا أن النتائج مقلقة لأنها دليل جديد على أن العدوى تنتشر إلى ما أبعد من أمريكا الجنوبية وتقف على أعتاب إفريقيا. وأضافت مويتي أن هذه المعلومات ستساعد الدول الإفريقية على إعادة تقييم مستوى الخطر لديها ورفع مستويات الاستعداد لمواجهة هذا الوباء.
واكتُشف فيروس زيكا لأول مرة في إفريقيا عام 1947 وحتى العام المنصرم كان يُعتقد أنه يسبب فقط أعراضا بسيطة دون وجود علاقة معروفة له بتشوهات المخ أو المواليد. وتعرف باحثون على سلالتين واضحتين في 2012 وهما إفريقية وآسيوية. وحتى الثامن من شهر (مايو/أيار) الحالي كانت هناك أكثر من 7500 حالة يشتبه في إصابتها بفيروس زيكا في الرأس الأخضر الواقعة على مسافة تبعد بنحو 570 كيلومترا إلى الغرب من السنغال وتحتفظ بعلاقات تاريخية مع البرازيل.
أفتك الفيروسات التي أرعبت العالم
ينتقل فيروس "زيكا" عبر لسعات البعوض، وهو فيروس يسبب تشوهات خلقية للمواليد الجدد، إذ يمكن أن يولد الطفل بجمجمة أصغر من الحجم الطبيعي. منظمة الصحة العالمية تتوقع أن يصاب حوالي أربعة ملايين شخص بهذا المرض في عام 2016.
وإلى أن تمكن معهد باستير في السنغال من التعرف على سلالة الفيروس لم يكن من المؤكد إذا كان انتشار العدوى بسبب النوع الإفريقي أو الآسيوي الذي انتشر في البرازيل ودول أخرى في أميركا اللاتينية. وقالت مويتي إنها لا توصي بفرض قيود صارمة على السفر في محاولة لوقف انتشار المرض بشكل أكبر في إفريقيا لكنها دافعت عن جهود السيطرة على أعداد البعوض والحيلولة دون تعرض الناس للدغ. واعتبرت المنظمة أن هذا الفيروس الذي ينقله البعوض بمثابة حالة طوارئ صحية عالمية.