قال رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي في افتتاح المؤتمر العاشر للحركة إن حزبه حريص على النأي بالدين عن المعارك السياسية والاستفادة من أخطائه والعمل على معاضدة الدولة.
وألقى الغنوشي كلمة أمام نحو 15 ألف من انصار الحزب في القاعة الرياضية برادس بالضاحية الجنوبية للعاصمة أكد فيها التزام الحزب بفصل السياسة عن الدين.
وقال الغنوشي في كلمته "حريصون على النأي بالدين عن المعارك السياسية والتحييد الكامل للمساجد عن خصومات السياسة والتوظيف الحزبي".
وتتصدر مواضيع الهوية والتجربة السياسية للحزب وإدارة الشأن الديني، العناوين الكبرى لنقاشات المؤتمر.
ومؤتمر اليوم هو الثاني الذي تنظمه الحركة بشكل علني بعد مؤتمرها الأول في 2012 . ويأتي بعد أكثر من عامين من خروجها من السلطة وخسارتها انتخابات 2014 وترنح التنظيمات الإخوانية في مناطق اخرى من العالم العربي والإسلامي.
ويقول قادة الحزب إن الحركة عقدت مراجعات سياسية وفكرية مستمرة منذ تأسيسها ومنذ صعودها الى السلطة لأول مرة بعد الثورة التي أطاحت بحكم غريمهم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011.
لكن التحدي الأكبر أمام الحزب اليوم هو اثبات تحوله من حزب سياسي دعوي إلى حزب سياسي صرف.
وقال رئيس حركة النهضة في كلمته"نحن جادون في النهضة في الاستفادة من أخطائنا قبل الثورة وبعدها نعترف بها ونصلحها، نحن حركة تتطور ولا تستنكف من أن تسجل على نفسها أخطاء".
وأضاف في كلمته"الحركة تطورت الى حزب ديمقراطي وطني مسلم متفرغ للعمل السياسي بمرجعية وطنية تنهل من قيم الاسلام ملتزمة بمقتضيات الدستور وروح العصر".
وقادت حركة النهضة التي كانت محظورة قبل الثورة، أول حكومة بعد انتخابات 2011 لكنها تنحت عن الحكم في 2014 في ذروة الأزمة السياسية التي عرفتها تونس خلال فترة الانتقال الديمقراطي في صيف 2013 لتتولى بعد ذلك حكومة مستقلة قيادة البلاد حتى الانتخابات التي جرت نهاية 2014.
ولاحقت الحزب اتهامات بسوء إدارة البلاد ونقص الخبرة السياسية والتراخي في التصدي للعنف وصعود الجماعات المتشددة اثناء فترة حكمها، لكن قادة الحزب يرددون اليوم بأن حركة النهضة تغيرت واستفادت من أخطائها ومن معاقبة الناخبين لها في انتخابات .2014
وقال الغنوشي "النهضة سند للدولة وخروجنا من الحكم تجنبا لانقسام البلاد يؤكد أننا لسنا طلاب سلطة. الدولة التونسية سفينتنا. النهضويون هم قوة للدولة".
ويشارك في المؤتمر نحو 1200 من الاعضاء المنتخبين في المكاتب الجهوية للحزب فضلا عن قرابة ألف من الضيوف من تونس، ومن دول عربية وأجنبية من بينهم رؤساء دول وحكومات وشخصيات سياسية وممثلون عن أحزاب ومنظمات.
وسيكون من مهام المؤتمر التصويت على انتخاب رئيس جديد للحركة أو تثبيت الغنوشي في منصبه، وهو الذي يشغله منذ عام .1991
لكن من غير المتوقع عمليا وجود منافس جدي للغنوشي إذ ينظر اليه كشخصية توافقية في هذه المرحلة بعد نجاحه في عقد تقارب تاريخي مع حزب حركة نداء تونس والتحالف معه في حكومة ائتلافية.