القى التحالف الدولي بقيادة واشنطن أمس الخميس (19 مايو / أيار 2016) للمرة الاولى مناشير طلب خلالها من سكان مدينة الرقة، معقل تنظيم "داعش" في سورية، مغادرتها، وفق ما افادت حملة "الرقة تذبح بصمت" والمرصد السوري لحقوق الانسان اليوم الجمعة (20 مايو / أيار 2016).
وقال "ابو محمد"، احد مؤسسي حملة "الرقة تذبح بصمت"، لوكالة فرانس برس عبر الانترنت "ليست المرة الاولى التي تلقي فيها طائرات التحالف مناشير فوق الرقة، ولكنها المرة الاولى التي تتوجه فيها الى السكان وتطلب منهم المغادرة".
وكانت المناشير الاخرى، وفق ابو محمد، تتوجه الى عناصر تنظيم "داعش" بالقول "اقترب موعدكم، واقتربت نهايتكم".
واكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن انها "المرة الاولى التي ينصح فيها السكان بمغادرة المدينة"، مرجحا ان تكون "تلك المناشير مجرد جزء من الحرب الاعلامية ضد تنظيم الدولة الاسلامية".
لكنه تحدث عن "معلومات متداولة منذ فترة عن تحضير الاكراد لحملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في الرقة بدعم من التحالف الدولي"، مستبعدا حصول الهجوم على الفور "كون الرقة تحتاج الى التخطيط لمعركة ضخمة واعداد كبيرة من المقاتلين وحاضنة شعبية".
ونشرت حملة "الرقة تذبح بصمت" على حسابها على موقعي "تويتر" و"فيسبوك" صورا للمنشور وهو عبارة عن رسم يظهر ثلاثة رجال وامرأة وطفل وهم يركضون ابتعادا عن لافتة كتب عليها "الدولة الاسلامية - ولاية الرقة- نقطة تفتيش"، ومن خلفهم يظهر مبنى مدمر وحولهم جثث للجهاديين.
وكتب على المنشور "حان الوقت الذي طالما انتظرتموه، آن الآوان لمغادرة الرقة".
وتنشط مجموعة "الرقة تذبح بصمت" سرا منذ نيسان/ابريل 2014 في الرقة حيث تعمل على توثيق انتهاكات التنظيم الجهادي بعدما باتت المدينة محظورة على الصحافيين اثر عمليات خطف وذبح طالت عددا منهم.
وراى ابو محمد، وهو ناشط يقدم نفسه باسم مستعار ويعمل سرا كما الناشطين الآخرين في الحملة، ان السبب خلف تلك المناشير الجديدة يعود الى "تواجد داعش بين المدنيين واتخاذهم كدرع بشري"، مضيفا "في السابق كانت لداعش مقرات واضحة. ومنذ بدء الحملة الجوية ضدهم، باتوا يلجأون الى الاختباء بين المدنيين".
ووثق المرصد السوري مقتل حوالي 408 مدنيين في قصف للتحالف الدولي منذ بدء غاراته الجوية ضد تنظيم "داعش" في سورية في ايلول/سبتمبر 2014.