بعد أن تحطمت الطائرة المصرية المنكوبة، وعلى متنها 66 شخصا في البحر قبالة سواحل جزيرة كارباثوس اليونانية، يبرز السؤال عن مكان الصندوق الأسود، وضرورة إيجاده حتى يتم فك اللغز وراء الحادثة، قبل أن تنتهي بطاريته ، وذلك وفق ما نقل موقع "سكاي نيوز العربية" اليوم الجمعة (20 مايو / أيار 2016).
وتضاربت مساء الخميس، تصريحات مسؤولين بشأن العثور على حطام الطائرة المنكوبة، فبينما أكدت وزارة الطيران المدني المصرية أن السلطات اليونانية عثرت على مواد طافية وسترات نجاة "يرجح" أنها من حطام طائرة، نفت الهيئة اليونانية للسلامة الجوية بعد ساعات العثور على الحطام.
إلا أن نائب رئيس شركة مصر للطيران، أحمد عادل، مساء الخميس، إن الحطام الذي عثر عليه في البحر المتوسط لا يخص الطائرة المنكوبة، وذلك بعد أن سادت حالة من التضارب في الأنباء بشأن حطام الطائرة بين القاهرة وأثينا.
وعثر رجال إنقاذ يونانيون على سترات نجاة وقطع بلاستيكية في البحر المتوسط بعد اختفاء طائرة مصر للطيران، التي كانت تقل 66 شخصا من الركاب وأفراد الطاقم.
وتلزم القوانين الدولية جميع الرحلات الجوية التجارية، بحمل جهازي تسجيل معلومات يرصدان ظروف الرحلة أثناء الطيران. ويوجد في كل طائرة صندوقان (وليس صندوقا واحدا) يقعان في مؤخرة الطائرة، يسجلان كافة البيانات لما يحدث للطائرة طول فترة سفرها.
ورغم تسميته اصطلاحا بالصندوق الأسود، يتخذ "مسجل معلومات الطائرة"، وهو الاسم التقني له، لونا برتقاليا في أغلب الأحيان، حتى يتم التعرف بصريا على الصندوق وسط حطام الطائرة.
وتوصل دافيد وارن العالم في مختبرات أبحاث الطيران في مدينة ملبورن الأسترالية، إلى فكرة جهاز مقاوم للتحطم والحريق لتسجيل أصوات طاقم الطائرة وبيانات الأجهزة بعدما ساعد في التحقيق في التحطم الغامض لأول طائرة ركاب مدنية في العالم في 1953.
وقام وارن بتصميم وصنع أول جهاز في العالم لتسجيل بيانات الرحلات الجوية في 1956، لكن الأمر استغرق خمس سنوات لإدراك قيمة هذا الاختراع واستخدامه العملي.
كما استغرق الأمر خمس سنوات أخرى حتى قضت السلطات بضرورة تجهيز قمرة القيادة في الطائرات الأسترالية بأجهزة تسجيل بيانات الرحلة.
وظيفة الصندوق الأول هي حفظ البيانات الرقمية الخاصة بالوقت، السرعة، الاتجاه، والارتفاع، بينما يختص الصندوق الثاني بتسجيل الأصوات داخل قمرة القيادة .
والصندوقان مجهزان بجهاز بث يعمل عندما يغوص الصندوقان في الماء، إذ يطلق موجات فوق صوتية للمساعدة على تحديد مكانيهما.
ويمكن لأجهزة البحث المتطورة التقاط إشارات على عمق 3000 متر خلال شهر من سقوط الطائرة بالماء، وهي المدة التي تعمل فيها بطاريات الصندوقين قبل أن تتوقف عن العمل بفعل انقطاع الطاقة، ويبلغ عمر البطارية التي تغذي الصندوق الأسود في الطائرة ثلاثين يوما فقط.
وللصندوقين القدرة على تسجيل ما يتراوح بين 30 إلى 120 ساعة، لكن بعد وقوع الحادث الجوي فإنهما يحتفظان فقط بآخر ساعتين من عمر الرحلة المنكوبة.
وتحفظ أجهزة التسجيل في قوالب متينة مصنوعة من التيتانيوم محاطة بمواد عازلة تتحمل الضغط حتى 6000 متر تحت الماء والصدمات والحرارة بما يفوق ألف درجة مئوية، كما أنها لا تتأثر بملوحة مباه البحر التي تسبب التآكل لكثير من المعادن.